الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

الوحي والإنسان قراءة معرفية
تأليف: محمد السيد الجليند. القاهرة: دار قباء، 2002م.

تتناول الدراسة العلاقة التاريخية بين العقل والنقل، ومهمة كل منهما، ووظيفة العقل وعلاقته بعالم الشهادة وعالم الغيب، مبينة فلسفة الإسلام في موضوع المعرفة وغايتها وموضوعها، إضافة إلى أهمية الوحي باعتباره ضرورة إنسانية وعقلية واجتماعية ونفسية.
فصّل المؤلف دراسته على النحو التالي:
1 الوحي والإنسان قراءة تاريخية:
وضح فيه المؤلف أن العلاقة بين الوحي والعقل إرث مشترك بين بني الإنسان منذ وعي الإنسان وجوده على هذه الأرض، حيث تمتد جذور هذه العلاقة في أعماق التاريخ لترتبط بأبي البشرية آدم عليه السلام.
ثم يبين المؤلف أيضاً أن المتتبع لمسيرة الأنبياء وجدل المشركين لهم يلاحظ أن القضايا التي كانت مثار الشبهات والشكوك واحدة، بحيث لا نجد نبيا إلا قد ابتلي بمن عارضه في هذه القضايا وهي: قضية الألوهية، وقضية النبوة وقضية البعث.
2 المعرفة بين العقل والوحي:
تعرض فيه لبيان مفهوم الوحي باعتباره وسيلة من وسائل المعرفة، وكذا مفهوم العقل الوظيفي المعرفي الذي عرفه بأنه غريزة فطرية في الإنسان يستطيع أن يميز بها بين الحق والباطل في المعتقدات، والصواب والخطأ في الأقوال والأفعال كما عرفه بذلك الإمام أحمد والحارث المحاسبي وابن تيمية وغيرهم، معارضا بذلك ما عرفه به الفلاسفة من أنه جوهر قائم بنفسه بناء على تفرقتهم الباطلة بين الوجود والماهية. ووضح المؤلف أن السلف رفضوا تماما الأخذ بمفهوم الفلاسفة للعقل وعارضوه وبينوا ما فيه من قصور، وما يترتب على الأخذ به من فساد في الدين والعقل معا.
وفي إطار تحديد المؤلف لعلاقة العقل بعالم الشهادة ينطلق من توجيهات القرآن الكريم التي تجعل النظر العقلي والتأمل في آيات الله مطلباً شرعيا، وواجباً دينيا على سبيل الفرض الكفائي أحيانا، وقد يرقى في بعض الأحيان إلى مستوى الفرض العيني على شخص بعينه أو على جماعة معينين.
أما عن علاقة العقل بعالم الغيب فإذا كانت الحواس روافد العقل في المعرفة بعالم الشهادة فإن الأمر في عالم الغيب يختلف تماما؛ ذلك لأن الحواس لا تناله أصلاً ولا سبيل لها إليه، وبالتالي فإن روافد العقل التي تزوده بالمعرفة بعالم الغيب مفقودة، والتخيل العقلي هنا ليس مطلوباً؛ لأن مطلوب المعرفة هنا هو اليقين الجازم الذي لا مجال فيه للتخيل.
3 بين العقل والوحي:
بين فيه معالم العلاقة بين الوحي والعقل باعتبار أن كلا منهما وسيلة أو أداة من أدوات المعرفة، ولكل منهما مجاله وميدانه، مؤكداً أن الدليل النقلي الصحيح قطعي الدلالة لا يعارض الدليل العقلي الصحيح قطعي الدلالة، وإنما يتعارض منها ما كان ظني الدلالة أو ظني الثبوت.
4 الوحي والعلم تحديد المفهوم:
أشار المؤلف أن إشكالية العلاقة بين الوحي والعلم أخذت مكانها في البحث الفلسفي في عصر النهضة بأوروبا نتيجة للصراع بين الكنسية والعلماء عبر العصور، ولد ذلك الصراع ظهور العلمانية التي انتقلت بكامل حيثياتها وملابساتها إلى العالم الإسلامي، حيث اختفت منها كلمة الكنيسة، وحل مكانها لفظ الدين، حيث صدر الغرب هذه المعركة إلى بلاد المسلمين ضمن الصادرات الثقافية خلال القرنين الأخيرين.
5 الوحي والكون قراءة معرفية:
عالج فيه علاقة الوحي بالكون في جانبها المعرفي، للتعرف على منهج القرآن في تأسيس المعرفة بالكون وتوظيفه لأداء وظائف معينة ترتبط بمقاصد الشارع من جانب، وتدور كلها حول تحقيق مصالح الإنسان ودفع المضار عنه من جانب آخر، مبينا أن منهج القرآن في قضية المعرفة يختلف عن المدارس الفلسفية في كثير من جوانب هذه القضية وغاياتها ومقاصدها.
6 الكون موضوع للمعرفة:
بين فيه المؤلف الفرق بين التصور القرآني والتصور المادي للكون، حيث تتجسد في التصور القرآني الغاية والمقاصد وتنتفي المصادفة والعبثية، وفي القرآن الكريم نجد الإشارات المتكررة التي تلفت نظرنا إلى هذا الكون وغاياته التي أمرنا الوحي بالكشف عنها والإيمان بها، والعمل في ضوئها نحو تحقيق هذه الوظائف، باعتبارها هدفاً أساسياً من أهداف المعرفة بالكون، وقد تعرض المؤلف بشيء من التفصيل لأهم هذه الوظائف.
7 الوحي والواقع:
تناول فيه المؤلف علاقة الوحي بالواقع، تلك القضية التي تطرح في بعض الندوات الفلسفية كواحدة من القضايا التي ينبغي مناقشتها بعقلانية ونظرة نقدية في محاولات متتالية للتنكر للوحي الإلهي.
8 الوحي ضرورة اجتماعية وحاجة نفسية:
بين فيه أهمية الوحي باعتباره ضرورة اجتماعية لتنظيم العلاقات المتبادلة بين أفراد المجتمع، في وقت فشلت فيه القوانين الوضعية في تحقيق هذه الأهداف داخل المجتمع.
كما أكد على أن الفرد في حاجة إلى الوحي لتحقيق الأمن والسكينة والاطمئنان القلبي، كما أن المجتمع كله في حاجة ضرورية إلى الوحي ليقوده إلى التعرف على غاياته الكبرى ومقاصده السامية التي تتمثل في علاقة الإنسان بخالقه.
9 الوحي ضرورة عقلية:
فلكي يكتمل الموقف المعرفي أمام العقل فإن ذلك لا يتم له إلا إذا عرف العقل الإجابة اليقينية عن الأسئلة المطروحة عليه منذ الأزل، وهي متعلقة بهذا الكون بدءاً ونهاية.
من أين؟ وإلى أين؟ ولماذا؟. وهذه المعرفة اليقينية لا سبيل للعلم إليها؛ لأنها ليست داخلة في اختصاص العلم التجريبي، كما أنه لا يملك الإجابة عنه. يقع الكتاب في «238» صفحة من القطع المتوسط.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved