الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 28th June,2004 العدد : 65

الأثنين 10 ,جمادى الاولى 1425

ورحل العريفي والقرشي..صاحبا القلب والقلم الطيبين


حمد بن عبدالرحمن الدعيج
في لحظة من لحظات العمر يتفاجأ الإنسان برحيل غالٍ لديه، ومن هول الدهشة لا ينبس ببنت شفة إلا بعد أن يسترد ذاكرته وعافيته.. لذا جئت متأخراً ووجب عليَّ نعي هذا الاستاذ الذي بيني وبينه علاقة حرف.. وصحافة.. وود.. هذا الرجل ذو القلب الطيب والقلم السيال بالحقيقة الواقعية.. هذا الحائلي الذي امتطى صهوة الإعجاب بقصدي عن عروس الشمال وما نشر منها.. واعجابه الشديد بتلك القصيدة الجغرافية عن حائل، والتي ذكرت فيها أحياء وأودية وجبال حائل ومسمياتها الجغرافية والتاريخية ايضاً.
ألفيته رجلا نحر عباب السنين وأضفت عليه وقار العمر والحرف.. له هيبة العقل والرزانة.. واستملاح النكتة العابرة.. هكذا هم الشماليون بظرافتهم..
يرحمك الله يا أبا عبدالعزيز.. لقد رحلت وفي خاطري موعد للقائك يا فهد.. وإن شاء الله سنلقاك في جنات النعيم بحول الله تعالى.
زاويته في مكتبه.. وزاويته الصحفية في مجلة اليمامة.. وزاويته في قلوب الناس.. أصبحت شاغرة ما عدا زاوية قلوب الناس التي ازدادت وهجاً..
برحيلك يا فهد العريفي.. بكت حائل عليك.. وبكينا ايضاً عليك..
وبكى اليراع والحرف الناصع..
ستبقى في الذاكرة.. ذاك الفارس الشهم الوفي الأبي..
المحب للكرامة والقرى
ستبقى يا فهد.. وهجاً في ذاكرة الأيام..
وستبقى نموذجاً في ديمقراطية الادارة..
وستبقى في وجدان محبيك..
يا فهد.. ستبقى ذاك الفهد العريفي..
الذي يعشق البيان.. ( يا جدّي).
هكذا تترنم كليمات حائلية على لسانك..
هكذا رتم الشموخ في منطق الذات..
ستبقى حروفك الناغمة خالدة للأجيال..
وشاهدة لقلم عاشق وطني مفعم بالألق..
في عصر كئيب متمرد على رتم الحياة!!
رحمك الله يا أبا عبدالعزيز.. والله المستعان..
ورحل الشاعر السفير
ترجل عن مطية القوافي.. والعمل الدبلوماسي.. وجهد الحياة.. الشاعر استاذ جيل.. حسن بن عبدالله القرشي.. ترجل وهو شامخ الحرف والإباء.. الشاعر الذي افنى سنيّ عمره بين ردهات الكتب، وبالأخص الأدبية.. ووعيناه شاعراً فحلاً يلوك الشعر المحلَّى وتصفيق إعجاب من فحول الشعراء على رأسهم نزار قباني.. وغاده السمان.. والكثير الكثير من شعراء الحقبة.. ثمانون عاماً طواها الأديب حسن وكأني بقوافي الشعر تنهمر دموعاً بعد أن ترك فراغاً موحشاً في أزقة الشعر وطرقاته..
وفي دواوينه ومجالسه..
حسن بن عبدالله القرشي.. ايقاع اسم ثلاثي كنا ننظر إليه كتلامذة فيه عنفوان صهيل القوافي.. واسهاب التناغم في القصيدة..
بنظّارته البيضاء المشعة أملاً وعطاء.. يذكرني ذلك بمعلمي في المرحلة الابتدائية عندما كان يعلمنا بالسوط والفلكة، وكان يرتدي نظّارته البيضاء والتي احياناً ينظر من خارجها في الأعلى لمراقبة حركات الصف.. وكنا كالجماد مثل المقاعد دونما صوت أو حركة!!
عموماً هذا الرعب النظّاراتي ذكّرني بالمرحلة الابتدائية وجئت به في هذا السياق.. حيث إنني كنت انظر للراحل كما لو كان أستاذي في الأدب حقيقة.. واتابع مقالاته وقصائده اينما كانت.. كنا في لهاث خلف ادباء مرحلة النشء واساتذة جيل المرحلة.. متحنا من معينهم صرف القصيد والثقافة الأدبية الماتعة..
رحل هذا الأديب الثمانيني وفي جعبته المزيد.. ولكن لكل أجل كتاب.. والله المستعان.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved