الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th July,2003 العدد : 22

الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1424

الإبداع الأدبي السعودي وسؤال الهوية الفنية (2/1)
عبدالله السمطي:
يشهد الإبداع الأدبي السعودي في الآونة الأخيرة تطوراً جمالياً لافتاً يمس الشعر، والقصة القصيرة، والرواية تحديداً، وأيضا يتخلل النقد الأدبي إذا ما نظرنا إليه من وجهة إبداعية صرفة.
على نطاق الشعر تجوهرت علاقات جديدة، ونُسجت فضاءات مغايرة اسست وعيها على ما قدمه نتاج الثمانينيات الشعري في القرن العشرين من تجارب متنوعة، فعلي الدميني، وسعد الحميدين، ومحمد جبر الحربي، وعبدالله الصيخان، وعبدالله الزيد، ومحمد الثبيتي أسماء مهمة رسخت جمالياً لانبثاقات القصيدة الجديدة في ساحة الأدب السعودي، وحين نطالع: رسوم على الحائط، وبيان الأزمنة، وخديجة، وهواجس في طقس الوطن، وتضاريس مثلا سنعثر على خواص جمالية وأسلوبية لافتة يمكن إجمالها في نقطتين:
أولاهما: استمثار الهم اليومي، وحركة الواقع وأحداثه في صنع دلالات القصيدة والتأكيد على انبثاق التجربة الشعرية كحالة، كصورة للذات أولاً.
ثانيتهما: استثمار امكانيات القصيدة التفعيلية والجماليات التي جاء بها روادها في العراق والشام ومصر.
إن تحولا جديداً طرأ على القصيدة السعودية، يمكن تفسيره بأنه نابع من التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية العربية والمحلية بوجه عام تحولاً، نبع من الواقع ومن الذات أيضاً. من الكلي إلى الجزئي، ومن الخارج إلى الداخل. حين كان غازي القصيبي يقول لنا بعمومية شديدة: «أنت الرياض» ويتغنى فحسب دون ان نعرف من هي الرياض، جاء هؤلاء الشعراء وغيرهم من الشاعرات: فوزية أبوخالد، ثريا العريض، خديجة العمري، لطيفة قاري وشعراء مثل: علي بافقيه، ومحمد عبيد الحربي، وحسن السبع ليدخلوا أكثر في تفاصيل المكان، ليعرفونا تقاطيعه وملامحه وعاداته وتقاليده، فأصبحت القصائد بطاقات بريدية جمالية تجوب الانحاء دالة على المكان ودالة على ما يكنزه من آفاق تعبيرية لم تكتب بعد. نقل هؤلاء الشعراء الواقع إلى واقع جمالي عبر اللغة. وتخلقت بعد ذلك تجربة قصيدة النثر السعودية بشكل جلي في العقد الماضي وقدمت جمالياتها التي عبرت بشكل كبير عن بيئة، ومكان، وذات، وعن دلالات لم تكن مطروقة في الشعرية العربية السعودية قبلاً.
القصة القصيرة أيضاً حدث لها التحول نفسه الذي حدث للقصيدة، أسماء عدة فارقت الاستطراد، واللغة الرومانسية الهشة التي كانت تسم تجارب رواد القصة القصيرة السعودية إلى واقع قصصي تحول عند جيل مشري، وحسين علي حسين، ومحمد علوان، وسعد الدوسري، وانتقل إلى تحكيك جماليات اللغة، والمفارقة، والسرد، والاهتمام بالشخوص المهمشة، والبعد عن الوعظية والخطابية والمباشرة، ولغة الحكمة، واتجهت القصة بشكل حقيقي لأن تصبح «فناً». والتقط هذا المسار عدد كبير جدا من قاصي السعودية المتميزين: عبده خال، يوسف المحيميد، ناصر الجاسم، عبدالحفيظ الشمري، خالد اليوسف، فهد العتيق، نورة الغامدي، بدرية البشر، ليلى الأحيدب على سبيل المثال لا الحصر.

++++
يتبع

++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved