الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th August,2006 العدد : 168

الأثنين 4 ,شعبان 1427

حضارتنا أمام العالم .. وأبو حيمد!!
محمد أحمد الشدي

جمعتني المصادفة بالصديق الشاعر المحتجب .. ناصر أبو حيمد الذي اتجه إلى الأعمال الحرة ثم استمرأ السياحة فهو سوّاح دائم في بلاد الله. وعينه على الثقافة .. وقد تمنى لو يكون لبلادنا مراكز ثقافية وحضارية ومصادر معلومات في العواصم الهامة مثل: القاهرة وبيروت، وكذلك بقية البلدان المعروفة مثل: لندن وباريس، تخدم ثقافتنا وتكون مراكز إشعاع تستخدمها تلك البلدان أيضاً للأغراض نفسها. على أن يتعاون القطاع الخاص ويستثمر بربحية معقولة، وأن تشارك الجهات الرسمية بما لديها من خبرة ... فلامس كلام الصديق هوى في نفسي، وقلت له: إنّها فكرة رائدة. إنّ في وطننا الغالي الآن حركة ثقافية وفكرية ملموسة، ولكن كثيراً من القراء داخل المملكة وخارجها يكادون لا يعرفون شيئاً عن هذه الحركة الفكرية الثقافية، بسبب غياب الإعلام الثقافي من جهة، وعدم وجود شركات التوزيع القادرة على إيصال النتاج الثقافي والفكر والأدبي إلى القراء في كلِّ مكان من بلادنا وخارجها، بل وحتى الخليج الشقيق بدوله القريبة منا جداً ليس لنا فيه موطئ لكتاب.
لقد أصبح القارئ السعودي يعرف الكثير من الأدباء والمفكرين في لبنان ودمشق ومصر من خلال كتبهم ومؤلّفاتهم التي تصل إليه فور صدورها .. ولكنه للأسف لا يعرف كثيراً عن أدباء وطنه لسوء التوزيع وغياب الإعلام الثقافي المتابع، ووسائل التشويق والعرض الجميل، وليس صحيحاً ما يقال عن أنّ نتاجنا الفكري والثقافي والأدبي لا يستحق الاهتمام والقراءة! فلدينا الآن بفعل النهضة التعليمية الواسعة مئات الأدباء والكتّاب والمفكرين الذين ينشرون نتاجاً جيداً لا يقل قوة وعمقاً عما ينشره أندادهم في الوطن العربي.
لكن المشكلة ... في عدم الانتشار تعود إلى العاملين اللذين سبق ذكرهما، وهما عدم وجود شركات التوزيع المختصة، وتخلِّي الأجهزة الإعلامية بجميع فروعها عن واجب التعريف بالمؤلِّفين ونتاجهم وبرجال الفكر من علماء .. وحتى يكون لنا حضور ثقافي داخل المملكة وخارجها .. لا بدّ من إيجاد شركات خاصة كأن تتّحد شركات النشر والمكتبات الكبرى، أو جهات رسمية إذا تعذَّر وجود الجهات الأهلية، لتقوم بنشر الكتاب السعودي وتوزيعه والتعريف به في كلِّ مكان يمكن للقارئ العربي الاطلاع عليه.
ولا بدّ أيضاً من أن تتولى أجهزة الإعلام مسؤولية من أهم مسؤولياتها وهي الإعلام الثقافي من خلال برامج الإذاعة والتلفزيون والصحف، وبهاتين الطريقتين يمكن لأدبنا وثقافتنا وفكرنا أن يجتاز الحدود، ويعلن عن حضوره في مواقع التوزيع ومراكز الثقافة في كلِّ بلد عربي وإسلامي، بل وفي عواصم العالم!
لقد أصبحت الحاجة إلى الإعلام الثقافي ملحّة في وقت صار العالم فيه ينظر إلينا على أنّنا دولة غنية فقط ... وهذه النظرة تحتاج إلى شيء من التصويب ... فبالإضافة إلى أننا دولة غنية مزدهرة، فإنّنا دولة تسير بخطوات واثقة نحو الحضارة والتقدم والتطوُّر، ولن يتم ذلك إلاّ بمساهمة جميع الجهات الرسمية والأهلية .. في تعاون مثمر.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved