الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th August,2006 العدد : 168

الأثنين 4 ,شعبان 1427

صدى لون
التوقف آفة الفنان !!
محمد الخربوش

يتواصل الفنان التشكيلي مع أدواته ووسائطه الفنية المختلفة ويأتي هذا التواصل نتيجة حتمية لرغبة الفنان في التعبير الذاتي عن كل كوامنه ورؤاه وفلسفته وبالتالي الوصول إلى عطاءات فنية تحقق له كل آماله وأحلامه ومن هنا فإن الفنان يسعى لتحقيق هذه المعادلة بكل ما أوتي من امكانيات مادية وتقنية ووسائط وأدوات مختلفة، وعليه فإن الفنان الواعي جيداً والمدرك جيداً لدوره هو الفنان المتواصل مع فنه ومشهده وعالمه الواسع وصولا إلى تحقيق ذاته، كما اسلفت ومن أجل ذلك نجد أن الفنان مطالب هو الآخر بالتزود بكل ما هو جديد في هذه الساحة المفتوحة سواء ما يتعلق بالجوانب الفنية أو التقنية أو خلاف ذلك بما يتيح له فرصة الاستمرار والحضور الجيد في كل الأوقات أي أن يكون الفنان حاضراً ذهنياً وتقنياً ومدركاً لما يدور حوله أي أنه متعايش مع عالمه التشكيلي الواسع، إلا أن آفة الآفات كما يعلم الجميع هي التوقف الطويل عن العطاء والركون إلى الدعة والكسل أو الملل الذي قد يصيب البعض من الفنانين فنجد أن العديد من الأسماء التشكيلية المبدعة اختفت من الساحة لفترات طويلة وبعضا من هؤلاء أصبح لديه بيات شتوي طويل بالرغم من أنه فنان متمكن ويشار إليه بالبنان وكانت له صولات وجولات في هذا المسار الجمالي الجميل إلا أنه لظروف أو لأخرى فضل الصمت، لست ضد التوقف لالتقاط الأنفاس ولتقييم التجربة والتحقق جيداً عما تم طرحه، فهذا في اعتقادي الشخصي أيضا مطلب فالركض لمجرد الركض عاقبته وخيمة لكنني في الوقت نفسه ادعو الأحبة التشكيليين إلى التفريق بين التوقف الذي أقصده والتوقف الواعي المدرك لابعاد هذا التوقف التقييمي إن جازت التسمية لأن الفنان عندما يتواصل مع أدواته وفرشه وألوانه بشكل مستمر تصبح هذه الأدوات تحت طوعه وتصرفه وبالتالي يتمكن جيداً من التعامل مع هذه الأدوات والسيطرة عليها وتوظيفها بما يخدم العمل نفسه لكن التوقف الطويل يفقد اليد حساسيتها وتقنيتها وهيمنتها على الفرشاة وبالتالي فقدان الفنان للجرأة التي هي الأخرى من أهم المطالب في هذا المنجز أي أن اليد افتقدت بعضا من مرونتها وبالتالي جاءت متثاقلة وخطوطها ضعيفة وغير واثقة مما ينعكس بدوره على المنجز نفسه وتقديمه بشكل يدعو للغرابة.
أتمنى وهذه أمنية للأحبة التشكيليين التفريق بين التوقف الواعي وبين التوقف الطويل الذي يطول سباته لأن الفن التشكيلي عالم متحرك وثّاب لا يعرف التثاؤب ومن هنا فإن الفنان مطالب بالتواصل والركض الواعي في مجاله هذا الذي يتطلب بحثاً وتجارب طويلة لا تعرف الكسل والخمول.
تحية لكل الفنانين الذين لا يزالون يتواصلون ويتفاعلون مع كل الاطروحات الجيدة وتقديمها وفق قوالب جمالية راقية..
الصفحة الرئيسة
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved