|
بالأغاني والأشعار.. أدباء مصر يطالبون بالتغيير
|
* القاهرة -محمد الصادق:
الاحتماء بالنص الإبداعي أم التلاحم مع قضايا المجتمع.... هذه هي القضية الشائكة التي فرضت نفسها على واقع المثقفين والأدباء فى مصر ووجدوا أنفسهم غارقين فيها بعد خروجهم للشارع ومشاركتهم في التظاهرات المطالبة بالاصلاح والتغيير وذلك عبر نافذة حركة أدباء وفنانون من اجل التغيير أحد تفريعات حركة كفاية (السياسية).
فبعد سنوات طويلة من الغياب والتهميش والانعزال عن المجتمع ورفع بعض المثقفين مقولة موت المثقف نزل الادباء إلى رحم الشارع وتبنوا مطالب القوى السياسية وشاركوا في عدة تظاهرات بالأغاني والأشعار الأمر الذي عده المراقبون تطوراً ايجابياً ويعبر عن ضيق المثقفين من الغرف المغلقة وسعيهم لمد جسور التواصل مع الجماهير وعاد مصطلح المثقف العضوي يتردد في الوسط الثقافي وتوقع الجميع امتداداً لهذا الدور نحو مزيد من التلاحم وتبني القضايا الجماهيرية والاحتماء بها بعد الاحتماء طويلاً بالنص الابداعي وحده.
غير انه سرعان ما طغت نبرة الاحباط واليأس في ظل عدم وجود تحفيز لهذه المشاركة من جانب الاطراف الفاعلة في الحراك السياسي خاصة من جانب الأحزاب المتنازعة على رئاسة الجمهورية في مصر فلم تخاطب برامج المرشحين فئة المثقفين والأدباء وخلت من الاشارة اليهم ايضا اعلان بعض الأدباء عن آرائهم في المشاركة السياسية وامتناعهم عن التصويت في الانتخابات بدعوى أن ما يتم تمثيلية هزلية وغير جدية ولا يوجد تغيير.
ويتساءل العديدون عما جناه الادباء والمثقفون من حالة الحراك أو السيولة السياسة التي يشهدها المجتمع المصري حالياً وهل تتمثل مشاركتهم في إلقاء الاشعار والأغاني اثناء التظاهرات فقط أم انهم قادرون على مواصلة أدوارهم بالتلاحم مع المجتمع الذي يكتبون ويعبرون عنه في أدبهم ونصوصهم الابداعية.
الاديبة رضوى عاشور ترى أن احتماء الاديب بنصه الابداعي لا معنى له إلا أت تبني قضايا المجتمع الحقيقية وليست القضايا الزائفة مثلما تشهده الآن فالحديث الحالي عن الديمقراطية والانتخابات خال من معناه الحقيقي وأنا لا استطيع المشاركة في هذه التمثيلية الهزلية.
ويرى الاديب سعيد الكفراوي أن الظروف السياسية القاهرة هي التي دفعت المثقف والاديب للاحتماء بنصه الابداعي أو دفعته لممارسة الفعل السياسي عبر العمل السري والتنظيمات المشبوهة او حوارات المقاهي كما دفعته للترميز فى الكتابة غير أن المشاركة الجماهيرية اختلفت من حيث الشكل وفقط فنحن نمارس الدور ذاته عبر الأرصفه وسط عشرات الجنود المدججين بالسلاح، ويرى الكفراوي ان الاحتماء بالنص الابداعي أفضل من هذه الممارسات العقيمة التي لا تعود على المجتمع بالنفع. فيما يرى الاديب محمد البساطي أن نزول المثقفين للشارع عمل ايجابي فالمثقف الوطني هو الذي يستطيع أن يسهم في توعية الناس في اللحظات الحرجة وما نعيشه اليوم لحظة حرجة ولا ينبغي أن يهمل المثقف دوره فيها.
وترى الاديبة سحر الموجي انه في السنوات السابقة كان هناك احتماء بالنص الابداعي ونكتفي به أما الآن فاللحظات التي نعيشها مختلفة يجب المشاركة فيها دون حساب الأرباح والخسائر ودون التساؤل عن ماذا جناه المثقفون والأدباء.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
