|
محمد حبيبي بين الأكاديمية والشعرية
|
* المجلة الثقافية - ع.ش:
الأديب الشاعر الدكتور محمد حبيبي يسعى من خلال تجربته الشعرية والمعرفية أن يصوغ معادلة واعية تعتلج فيها رؤى الإبداع، ووشائج المعرفة، لنراه وقد أثرى المشهد الأدبي بتراسلات شعرية تعكس انغماسه في شسعة من بوح فاتن يثير في ذات المتلقي رغبة الاستزادة من شجن عميق تتركه قصائد حبيبي.
الشاعر محمد حبيبي يبتدع في أطروحاته الإبداعية هاجس الإنسان البسيط.. ذلك الذي يحتاج إلى المبدع أكثر من غيره في تفعيل قضيته الأزلية ابتداءً من بحثه عن اللقمة مروراً بعلاقته بمن حوله وانتهاءً بمقارعته خطوب الأيام ونوائب الزمان.
ظل الشاعر حبيبي محافظاً على ألق الإنسان البسيط الذي يبحث عن هوية حقيقية لأحلامه.. تلك التي تراوح بين حلم صعب المنال، وواقع يزداد نأياً.. بل إن أواصر العلاقة بين الإنسان - في قصائد حبيبي - وبين واقعه تأخذ شكل المستحيل، لأن هواجس الإنسان قابلة للتمرحل، والتحول من صالة إلى أخرى وفق مدركات التلقي والتذوق.
الهوية الحقيقية في شعر محمد حبيبي تنزع نحو استلهام صيغة فاتنة من ألق البساطة والعفوية وحب الآخر بقدر ما يقدمه من علاقة سوية تخلق أرضية مناسبة لأن تنبت بذور الفأل على نحو ما يشيعه الشاعر في قصائده التي تأخذ من عفوية الأشياء بساطتها الأولى.
التجربة الأخرى للشاعر محمد حبيبي هي مسيرته الأكاديمية التي جاءت تتويجاً لمسيرة وعيه، وتواصلاً لعطائه، إذ هي رؤية ظلت في وجدان الشاعر حبيبي ولم تبارحه منذ إطلالاته الأولى على الأدب والمعرفة.
لقد وضع الشاعر محمد حبيبي في ذهنه المترامي فيض شعر نابه أنه في الأكاديمية يبحث عن مغزى المعرفة.. لتصبح تجربته مزيجاً بين شعرية رائعة متمكنة، وبين معرفة تعاضدها أكاديمية تشبع مفاتن هذه التجربة المتكاملة.. فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الطروحات الواعية لشاعر يرى أهمية أن يكون الشعر عنصر حياة للثقافة والمعرفة وعنصر جذب وتسويغ لمُعطَى الإنسانية في ذواكر الأجيال التي تعد نفسها الآن من خلال مقاعد التلقي العلمي، وهذا ما تذهب إليه تجربة الدكتور حبيبي، ويتغنى من أجله.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
