الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

بعد اجتماعهم الأخير .. يظلّ السؤال:
الأدبيون .. أم الأبديون..؟!
* الثقافية - سعيد الدحية الزهراني - علي المجرشي:
في الحين الذي كان فيه الجميع المُقصون.. شباباً وشابات.. كهولاً وعجائز ينتظرون (وكم طال ذلك الانتظار؟!!) ما سيسفر عنه اجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني مع رؤساء الأندية الأدبية.. كان معاليه يُلطف ويلاطف.. برواية (بنات الرياض) أجواءً وسخونةً لا نعتقد أنها كانت إلا برداً وسلاماً على قلوب المجتمعين.!!
هل كان معاليه يُلطف ب(بنات الرياض)؟ أم أنه كان يقول لرؤساء الأندية.. مالذي قدمتموه؟ فهذه رواية لروائية لم تعلم شيئاً قط عن الأندية الأدبية لكنها نجحت؟!! هل كان يستفهم موبخاً أم /مقرراً؟ أم أنه كان يستفهم مستفهماً فعلاً؟
عقود توالت على تلك الأندية.. وهي تراوح في مكانها.. لا جديد سوى مزيد من الإقصاء والكساد.. إلى أن أشرق الأمل بعهد ثقافي جديد.. كانت بداياته توحي بفتح يعيد الأرواح للأجساد.. إلى أن جاء هذا الاجتماع الذي كنا نجزم أنه البداية الفعلية لأداء حقيقي متوقع وكم كنا ننتظره؟!.. كم كنا نرتقبه؟! كم كنا نتسمر أمام نقاط توزيع الصحف وأمام شاشات المواقع الإلكترونية منتظرين ما تحمله إلينا (الحُلم الذي طالما انتظرناه).. لكنها لم تحمل إلينا سوى.. معالي الوزير يلطف أجواء الاجتماع ب(بنات الرياض)؟!!
توصيات الاجتماع
الناقد ناصر الجاسم استهلّ حديثه قائلاً:
يفهم من التوصيات التي صدرت عن اجتماع رؤساء الأندية الأدبية أن هناك خطين اثنين في وزارة الثقافة والإعلام يسيران متوازيان، وصعب أن يلتقيا، إذ يبدو أن الخط الأول، وهو خط الوزير نفسه يسير مع استمرارية بقاء رؤساء الاندية الأدبية في مناصبهم، والخط الثاني الذي تعرفنا عليه من خلال تصريحات نائب وزير الثقافة الدكتور عبدالعزيز السبيل يتجه إلى إعفاء رؤساء الأندية الأدبية من مناصبهم، كما عرفنا ذلك من خلال الصحافة الأدبية، وهنا يكمن صعوبة التلاقي بين التوجهين، توجه الوزير وتوجه الوكيل، فالاجتماع برؤساء الأندية في هذا الزمن بالذات يعطي إشارة الى أن آليات الفعل الثقافي في هذه الأندية ستستمر مع استمرارية وجود الرؤساء فحين يفترض أن هذا الاجتماع قد تم عقده في هذا الوقت أيضاً مع الرؤساء الجدد، وليس مع من أوحي إلينا بأنهم مغادرون لامحالة، أظن أن وجود قوى ضاغطة على توجهات الوزارة تحاول أن تعيق التجديد والتغيير قد أثمرت بعض الشيء في تأخير التجديد، ولا أقول ألغاه، فربما الغضبة الكبرى التي ابتداها بعض رؤساء هذه الأندية قد أطالت أعمارهم الإدارية زمنا قد يكون يسيراً في حال أن الخط الثاني خط وكيل الوزارة الداعي إلى التطوير والتجديد واصل حماسه، ولن يستسلم بضغوطات التقليديين، أو ما يمكن منحهم بما يسمى المحافظين، ولا يعني هذا وجود انشقاق أو اختلاف في داخل الوزارة إنما قد يعني أن حكمة الوزير قد عملت عملها بامتصاص ضغوطات الاتجاه المنادي باستمرارية الرؤساء الحاليين، وأن صبر الوكيل الدكتور السبيل قد استطال بعض الوقت حتى يتم إرضاء الكهول والشباب معاً، حين ذاك سيلتقي الخطان في نقطة واحدة.
البيروقراطية الثقافية
أما الأديب إبراهيم الناصر الحميدان فقال: تشكل المرحلة التي نجتازها مفصلا بارزا في الحراك الثقافي الذي بدأ في التفاعل منذ عامين على الأقل بعد أن أثيرت مشكلات ثقافية متعددة أبرزها المطالبة بإيجاد رابطة للأدباء تبناها لاحقا مجلس الشورى في دورته السابعة كما أعرف، وقد أيدها بعد مناقشتها من قبل لجنة تشكلت لهذا الغرض كان من بين أعضائها الزميل بدر كريم والأخ حمد القاضي وغيرهما، وأحسب أنها أحيلت إلى مجلس الوزراء أو وزارة الثقافة والإعلام منذ عدة أشهر ونامت هناك بين أدراج البيروقراطية التي يبرأ منها كافة المثقفين في كتابتهم.
ثم أثيرت من جديد قضايا مجالس إدارات الأندية الأدبية وجمعية الثقافة التي عينتها رعاية الشباب منذ أكثر من ربع قرن وتخلت عنهم الرعاية، وربما نسيت أن لها علاقة بالأندية بعد رحيل الأمير فيصل بن فهد - طيب الله ثراه - ومع أن نظام الأندية أصبح متبرئا من مجالس الإدارة لتجاوزها الأنظمة التي حددت فترتها فإن رؤساء الأندية يكابرون في حالة التشكيل ويهاجمون كل من يذكرهم بأنهم خارج نظام الأندية وينبغي - انتخاب مجالس إدارة جديدة - وليس إعادتهم على الأندية، كما حدث في فترة التأسيس، وقد عانت وزارة الثقافة من سابقتها وزارة الإعلام تركة ثقيلة تمثلت في إهمالها للشأن الثقافي والالتفات إلى فرض رقابة مشددة على الإصدارات الثقافية والمطبوعات الواردة وتكريس مستودعات الوزارة بالإصدارات المدعومة بالشللية أو حرف (و) ولم تلتفت إلى واقع الأندية أو المؤسسات الثقافية الأخرى باعتبارها لا تدخل في مشاركاتها وإن كانت من أهم واجباتها (ثقافيا)!
إننا في الحقيقة نطمع في أن تحرك وزارة الثقافة والإعلام الجمود الذي ران على المشهد الثقافي وملت الفئة الواعية هذا الجمود الذي لا ينسجم مع تطلعاتنا مع ما يجري من حولنا، خاصة بعد أن تفجرت تلك المناقشات حول الأندية أن أقدم شيخ الأندية - نادي جدة - بتواضع بأن قدم رئيسه وأعضاؤه استقالتهم إلى وزارة الثقافة والإعلام حتى يعاد وضع المجلس إلى صفته النظامية، كما أن الدكتور محمد الربيع رئيس نادي الرياض قد استقال بعد إنهاء مأمورية ندبه لرئاسة النادي مع أنه كان بإمكانه أن يستمر، شأن غيره لعشر سنوات أخرى على الأقل دون أن يحاسبه أحد، وقد علمت بأن رؤساء الأندية الذين سوف يجتمعون قريبا شأنهم بين الحين والآخر حتى يعبروا عن تمسكهم بالكراسي التي سقط حقهم فيها نظاما، مع العلم بأنني حاولت أن أساعدهم منذ عدة سنوات في جانب من جوانب مشكلات الأندية مع مطبوعاتهم التي يصدرونها بين فترة وأخرى ثم يتورطون في وسيلة نشرها محليا وعربيا، وقد اقترحت أن تشكل الأندية - عن طريق المساهمة - شركة توزيع للكتاب حتى تتولى تسويق تلك الإصدارات على الأقل للتعريف بأدبنا وليس بقصد المكسب المادي، ومع ذلك لم أتلق من هؤلاء الرؤساء حتى ما يفيد باستلامهم لذلك الاقتراح الذي درس في أكثر من اجتماع سنوي للرؤساء المحترمين.
إن مناسبة أخرى تدفعني إلى إثارة ما يحيط بالشأن الثقافي وهو قرب افتتاح مهرجان الجنادرية السنوي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الذي رعاه منذ بداية التفكير في تواجده ثم استمر على نحو روتيني، نرجو أن نشعر بالتجديد فيه هذا العام - رغم أن خادم الحرمين لديه من المشاغل يبعده عن متابعة هذا المهرجان، لا سيما أن الوضع العالمي وتحديدا في الشرق الأوسط يحتاج منه إلى متابعة خاصة، وأن على أسوار دولتنا مشكلات عالقة ما بين أكثر من دولة مع إسرائيل التي تدعمها أمريكا بمساعدة اللوبي الصهيوني المسيطر على ساسة واشنطن والمؤثر على تحركها عالميا.
فعسى أن نلمس خروجا من بوتقة البيروقراطية في الجهات الثقافية على رأسها دعم مساهمة المرأة في النشاط الثقافي سواء داخل الأندية أو جمعية الثقافة وتفعيل الحركة الثقافية عامة التي تكاد أن تصاب بإحباط تام.
العتب والعتبى
أما الدكتور علي الرباعي فشاركنا قائلاً: عتبي لم ولن يكون على رؤساء الاندية الادبية لعلمي اليقين بقدرات الكثير منهم لكن العتب يكون على المؤسسة الرسمية التي اشاعت في اوساط المثقفين مما يزيد على شهرين او ثلاثة اشهر ان هناك تغيرات جذرية وتشكيل مجالس إدارات جديدة، وضخ الاسماء الشابة في جسد هذه الاندية، لكن اكتشفنا بعد نهاية المؤتمر ان التطلعات والآمال تكسرت على عتبات التوصيات التي كأني بها توصيات المؤتمر السابق الذي لا يعدو حبراً على ورق، ومن المتفق عليه ان آليات عمل الأندية المتجددة والجديدة تحتاج إلى عقلية تواكب التجديد ونتقبله بصدر رحب فرؤساء الاندية الادبية مع احترامي لهم جميعاً خلقوا لعصر غير عصرنا وتربوا جميعاً في مدارس تقليدية لا تؤمن الا بالرأي الواحد وتعمل وفق مقولة (أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) وهذا من اسباب تردي ادوار الاندية الادبية لان وضع العربة امام الحصان يعني قلبا للمفاهيم فالعربة الحديثة التي تمثل الآلية الجديدة للأندية الادبية تحتاج إلى الحصان المؤهل والمواكب لاستقبال قطار العولمة والدخول في منظمات دولية، وهذا لا يعني بحال من الاحوال انتقاصا من قدر هؤلاء الرجال الذين علمونا بأن (لكل زمان دولة ورجال) مع ذلك لن نستبق الاحداث ولن نفقد الامل فمازلنا نعقد الكثير من التطلعات على الوزارة لكافة منسوبيها وقد تكشف لنا الايام ما يبهج باعتبار ان الحقيقة لها أكثر من وجه.
المؤتمر الثامن عشر؟!
كما شاركنا الأديب القاص محمد المنصور الشقحاء: إذا نظرنا في نتائج المؤتمر الثامن عشر لرؤساء وممثلي الأندية الأدبية نجد أهمها عودة التفاهم المفقود بين وفود هذه الأندية، وهذا يؤكده التأكيد على نقاط تكرر طرحها في لقاءات سابقة ولم تنفذ.
وهذا في نظري دليل نجاح يمنح المحايد فرصة محاكمة هذه الأندية ومناقشة عزلتها وعدم مواكبتها للحراك الثقافي العام.
والمغيب في هذا اللقاء هو (نظام الأندية الثقافية والأدبية) فلم تفلح طروحاتنا كتابا وأدباء في إخراجه من غرفة العناية المركزة التي أدخله فيها عنوة مدير عام إدارة الأندية الأدبية السابق في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وبقي رؤساء الأندية الأدبية المستقيلون (وهما) والقائمون يمارسون العمل كموظفين (عرف بذلك الدكتور محمد الربيع رئيس نادي الرياض فاعتذر عن التجديد لوعيه كمثقف بالنظام) يتحاورون في أمر البقاء غير مبالين بالواجب، ومن هنا كان تشكيل لجنة لمراجعة لائحة الأندية الأدبية من بينهم حتى تتم صياغتها بما يتفق مع مطالبهم التي لا تتفق مع مطالب الساحة.
أتذكر أنني عام 1407هـ قمت بصياغة نظام يتفق مع القائم وما نجده في المؤسسات المشابهة في دول الخليج العربية وعرضتها على مدير إدارة الأندية الأدبية حينذاك فلم يحفل بها، ومنها تشكيل مجلس أعلى يكون الرئيس العام رئيسه الفخري ومدير إدارة الأندية الأدبية الأمين العام ويتناوب على رئاسته رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة في اقتراع سري.
المهم أن توصيات المؤتمر لن تحقق الطموحات العامة لنا كأدباء، وبصدق تئد الحلم الذي تشكل من خلال الأخبار التي تبثها الشؤون الثقافية بالوزارة.
نحترم أعضاء مجالس إدارة هذه الأندية كأدباء وكتاب ونرفضهم كموظفين، ونشعر أن الموقف لن يتضح حتى يكون الآتي:
1- هل الوزارة تفكر في ربط هذه الأندية رسميا بالوزارة كمكاتب ثقافية..!
2- لِمَ لمْ تشكل لجنة للنظر في النظام من أعضاء خارج هذه الأندية ونحن نسعى للتقويم.
3- إذا كان الأمر كما جاء في الفقرة واحد، فلِمَ لمْ تبت الوزارة حتى الآن في طلب تأسيس جمعية الأدباء والكتاب.
نحن وبعد هذا المؤتمر ننتظر إعلان الشؤون الثقافية بالوزارة الصريح موت (نظام الأندية الثقافية الأدبية) وإنشاء مراكز ثقافية يديرها موظف حكومي يرعى من خلال المركز المنشط الإنساني في المدن ويرعى الآداب والفنون وفق مخطط الوزارة في تفعيل وتوحيد الفعل الثقافي العام.
(بخت) الأندية الأدبية
وتأتي مشاركة الأستاذ فهد الحوشاني حول القضية قائلاً: وملايين من الريالات ومبان جديدة واجتماعات (دورية) مع معالي وزير الثقافة والإعلام ولجان وشراء للإصدارات إلى جانب العديد من المزايا التي سوف تحظى بها الأندية الأدبية في المرحلة القادمة.
ولعل ذلك الاهتمام يخرج بالأندية الأدبية من دائرة الانتقادات التي تدور حول نشاطاتها (المنبرية) التي لا يحضرها إلا (قلة) من (الصفوة) وكتبها التي تطبعها لبعض منسوبيها ولعدد قليل من الدكاترة المعروفين لرؤساء الأندية. لتخرج إلينا أندية أدبية جديدة فاعلة ومؤثرة في الحركة الثقافية والأدبية في المملكة يرضى عنها (الشباب) وتحتوي أفكارهم وإصداراتهم ونشاطاتهم.
الأندية الأدبية بإمكانها أن تصبح (مراكز ثقافية) بعد أن تضم إلى أنشطتها أنشطة (جماهيرية) مثل المسرح الذي كان (واقفاً) على رصيف الانتظار ثم (جلس) بعد أن شبع انتظاراً و(نظراً) إلى برج التلفزيون وما حوله! فلم يحظ منسوبوه لا بلقاءات ولا بملايين ولا بمبان ولا خطط مستقبلية ولا حتى بكلام يجبر خواطرهم، وكأنهم غير موجودين مع أن الوقائع تقول إن المسرحيين أكثر عدداً من منسوبي الأندية وأعمق أثراً من الأندية الأديبة!! وعلى رغم ذلك فبروح رياضية لا بد من تهنئة رؤساء الأندية الأدبية سواء (القدامى) أو الرؤساء الجدد متمنياً أن يسهموا في دفع عجلة الثقافة والأدب وأن يكون الناتج والمردود الثقافي على المجتمع (لأنديتهم) يعبر عن تلك الملايين وعن ذلك الاهتمام اللافت للنظر من معالي الوزير حتى أنه يمكن لأي شخص أن يعتقد أن (الثقافة) بوزارة الثقافة والإعلام تعني (الأندية الأدبية).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved