الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

هل أقدّمها لطالباتي؟!
تابعت ماكُتب عن (بنات الرياض) وكأني لا أتابع لأني اكتشفت مجدداً أن ما كتب عن الرواية يصلح أن يكون.. رواية..
منذ طلعت في الشمس (صباح الخير بنات الرياض)، ثم اتهمت في همس (بنات الرياض.. خطيئة أدبية)، ثم التنبيه على حذر من الاستعجالية في الإشكالية (إشكالية بنات الرياض)، ثم الماضي المشيد في السبعينات.. وقبل ذلك وغيره، الإعجاب الشديد من الدكتور غازي القصيبي حينما قال عن أمل إن لها مستقبلاً، ولا أعجب شخصياً حين يُعجب بها كاتب (العصفورية، ثم شقة الحرية) في تكرار وكامل حيادية..
(لاتقرؤوني إلا على أساس أنني فتاة في الثالثة والعشرين قدِّر لها أن تعمل معلِّمة في أول سنة تخرّج..حسنا)..
في الدرس الأول من مادة البلاغة في الصف الثالث الثانوي درس من أحد فروعه (ماذا نقصد بالمتعة الفنية)؟، وبكل وضوح غامض يندرج تحته هذه التعاريف للمتعة: هي التي تشبعك بذاتها ولا تحفزك إلى طلب متعة أخرى، هي التي تتيح لك أن تتأمل انفعالاتك لا أن تخضع لها.
تعبت كثيراً وأنا أبحث عن نص أصادق فيه هذه التعاريف ليسهل الفهم على الطالبات، لم تكن الصعوبة في أن أجد النص ولكن في أن يكون مما مرَّ على الطالبات أو على الأقل عُرف لديهن الكاتب في زمن قريب..
المهم لم أجد أروع مما كتبه العباس بن الأحنف الحنفي اليمامي (192هـ) وهو يشكو للرشيد من كثرة الترحال:
متى يكون الذي أرجو وآمله
أما الذي كنت أخشاه فقد كانا
يا ليت من نتمنى عند خلوتنا
إذا خلا خلوة يوماً تمنانا
فكان مرجعي للقديم لا محالة من قبل حتى أن يظهر التلفاز الأسود والأبيض، لا ادعي اتساع اطلاع ولكنه مجرد اقتناع.. ثم يسأل أحدهم لماذا تستخدم ثقافة السبعينيات في بنات الرياض لأنها أرادت بعدما علمت أن للسبعينيات قوة تمتد جذورها إليها.. إلينا.. إلى هنا، فأرادت أن تدرك الضعف الفني بقوة عمرها.. ما عرفتموه..
فهل تتوقّعون مني أن أقدِّم للطالبات كمثلٍ - للمتعة الفنية رواية كبنات الرياض ولا حتى بعد أيام فكيف بعشرين سنة أخرى، أم أنه يجب أن نقسم الأدب إلى شقين، أدب نتعلَّم أصوله وأدب حينما نستفيق نقوله، لما فقدنا من النص المتعة الفنية عزَّزنها بقوة السبعينيات..
بنات الرياض باختصار: ترف روائي، عطلة فنية مع مدركات حسيَّة، انفعالات مثارة تمتعك إمتاعاً سريعاً بقدر ما فيها من التعبير عن انفعالاتك، ثم تترك لنا ثورة في دنيا الواقع العملي.
أشكركم فقد أرحتم اشتياقي للخوض في رحلة كل الطرق التي فيها مؤدية إلى (بنات الرياض).
مريم دهيثم المدينة المنورة
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved