أراك ولو أنني لا أراك شعر: محمود الدليمي
|
أَرَاكِ
وَلَو أَنَّني لا أَرَاكْ
لأنَّ هُنَايَ
استحالَ هُنَاكْ
أَخُو أَربعينَ
وَبِي طَوَفَان
رَسَتْ فُلكُهُ
في أَقَاصِي ذُرَاكْ
غُيُومِي تَفَطَّرنَ..
رُوحي رَماد
وَللنّارِ
فَوقَ شِفاهِي
ارتِباكْ
أُحِبُّكِ.
مَاذا تُسمينَ مَنْ
يَرَى أَنَّ فِردَوسَهُ
فِي لَظَاكْ؟
وَماذَا يُسَمّى
انفِجارُ الحُرُوف عُيوناً
جَرَت ذَهَباً في رُبَاكْ
مَطَرتُكِ رُوحِيَ..
كَمْ تَشتَكين؟
أَلَمْ يَتَبَلَّلْ
وَلَو كَاحِلاكْ؟
مُفَلسِفَةً عَثرَتي
فِي الحَضِيض
مُعَلِّقَةً هامَتِي
فِي السِّمَاكْ
تَغَيَّرَ طَعمُ وَلَونُ الحياة
بِحِسِّيَ
مُذْ لامَسَتها يَدَاكْ
فَلَم يَتَنَفَّسْ صَبَاحي
أَرَقَّ وَأَروَعَ
من شَهقَةٍ
مِن ضِياكْ
فلا تَدَّعِي
لَستِ مضطَرَّةً
فَسِيّانِ
صِدقُ وَكِذبُ ادِّعاكْ
فَلا تُحكِمي القَيدَ..
واللهِ لو أُخَيَّرُ
ما اختَرتُ مِنه فِكَاكْ
وَإنْ تُؤْمِني بِيَ
أو تَكفُري
سَتبقَينَ في طُهرِ
ذاكَ الملاكْ
أُقَبِّلُ شِعرِي
صَباحَ مَسَاء
كَأَنِّي أَرَى
في قَوَافِيهِ فَاكْ
أُحِبُّكِ
لا لَيسَ حَدَّ الجُنُون
أُحاشيكِ..
بَعضُ الجُنُونِ انتِهاكْ
وَلكنْ
لِحَدِّ
تَجَوَّلْتِ في شَرَايينِ
قَلبيَ.
نَبضِي خُطَاكْ
لِحَدِّ
المُحالاتُ صَارَت عَبِيدِي
وَحَدِّ
الخُرافاتُ صارَت إِمَاكْ
لِحَدِّ
إذا قُلتُ..
قُلتُ: سُلِمتِ
وَتَحتارُ بِي لُغَتِي
بَعدَ ذَاكْ
إِذا الموتُ
أَصعَدَني للسَّماء
صَعَدتُ
وَمِلءُ يَدِي مِن ثَرَاكْ
إذا لَم تَسُدْ
في هواكِ الحياة
تَسَوَّدَ في
لا هَواكِ
الهَلاكْ
أُحِبُّكِ..
لَيسَ مِنَ العدلِ أَنْ
يُحِسَّ الوُجودُ بِهذا
سِواكْ
وَشَاخَ انتِظاري
وَلَمّا تَزَلْ
مَعَ المَوجِ
شُطآنُهُ في عِرَاكْ
فَلَو زَوَّرَ الليلُ
مَرآكِ لي
لَما قُلتُ:
يا لَيلُ تَبَّت يَداكْ
فَيَا وَردُ
يَا مُتعةَ الناظِرين
إلامَ
بِما أَنتَ تُخفِي
أُشَاكْ
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|