الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th November,2005 العدد : 131

الأثنين 26 ,شوال 1426

أدبنا.. إشكالية الحوار وغياب الجدوى
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:
منجزنا الأدبي لا يزال يمر بمخاض عسير.. وهذا التوسم لحالته واقعي يفضي إلى دلالات بائنة عن البعد المنهجي لتقبل مفهوم الأدب الذي ينبني على الارتياب من مآل خطابه، والتشكيك بطوايا مريديه ومتلقيه.
الإبداع صنيعة الأدب، وهامشه اللازم لاستيضاح حقيقة الخطاب الإنساني المرتبط به إلا أن هذا الإبداع يظل غير قادر على تخطي حواجز الانتماء إلى فن الأدب في وقت يعاني فيه الأدب من بناء قدراته من أجل أن يصل إلى القارئ، ليحقق عنصري النجاح وهما (المتعة/ الفائدة).. فهذه الثنائية تقف على الحياد.. بل إن هناك من يقيم جدل الارتياب في منهجهما، والتشكيك بقدرات المبدع والمتلقي على نحو سواء.. في وقت تظل فيه الحالة الإبداعية مؤسسة على هذا التجاذب..
فتجربة الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في مجال تلقي النظرية النقدية ظلت مرتبطة بحجم الوعي الذي يتوسمه في القارئ.. في وقت يحتاج فيه إلى وعي إضافي لفهم حالة النص.. بل إن القضية تتعدى هذا البعد التنظيري إلى بدهيات الحوار اللازم لإيصال بعض المفاهيم الضرورية لبناء لغة مشتركة وواعية تكفل للمنجز عناصر نجاحه.
الناقد الغذامي يشير دائماً إلى ضرورة وجود وعي مضاعف لفهم النص والنظرية معاً إلا أن سقوط التجربة في مظان الاحتمال فَاقَمَ الإشكالية وتسبب في غياب ما أشرنا إليه سلفاً ذلك المتمثل في الحوار حول هذه القضية أو تلك.. هذا الحوار الذي يخرج متجاذبوه عادة بلا فائدة تذكر.
وإلى جانب تجربة الناقد الدكتور عبدالله الغذامي تأتي تجارب المبدعين في المجال الأدبي.. هؤلاء الذين يصنعون ظاهرة التحول في بناء هذه المفاهيم الجديدة حول النص الذي يفترض فيه التميز والخروج عن نمطية وسم فيها الأدب منذ دهر.
الروائي الدكتور تركي الحمد يدرك حقيقة هذه الإشكالية التي تتمثل في غياب الحوار الهادف حول الإبداع، لنراه وقد ضاق ذرعاً بتهويمات قارئ النص الروائي الذي يفترض فيه حضور المنجز المتجاوز لمراحل التجريب.
كما يلحظ الروائي الحمد في أكثر من (حوار أدبي) أن الإبداع الروائي يكاد يختنق من هول محاصرته في كم هائل من الأسئلة المستريبة عن كنه ما يكتبه وبحجم عظيم من التشكيك بطوايا الكاتب، وتجلياته التي تحسب دائماً على تيار الخروج عن المألوف فضلاً عن هذا وذاك فإن الروائي البارع الكتور الحمد لا يثق بهذه الطروحات التي تستفهم عن أسرار ومعارف كثيرة عن ماهية الأدب والإبداع.
شيء آخر يشغل بال (الحمد) هو غياب الحوار الأخلاقي الذي ينصف الكاتب والنص والقارئ.. ذلك أن الروائي ينهض من منطلق أدبي صرف لا تعنيه كثيراً تفاصيل القصديات والظنون والحدسيات..
فالحوار يعاني كما يعاني النص عند تركي الحمد أو كما يعاني النقد عن عبدالله الغذامي إلا أن خطورة الأمر تكمن في صياغة خطاب حواري عقيم وغير نافع يتردد كثيراً في المحافل وعلى المنابر وفي المجالس.. فالخطاب خطر حينما يؤسس على فرضية الارتياب والشك في المنجز ومقدمه.. في وقت بات من المهم أن يتخطى النص الإبداعي والنقد الأدبي حواجز هذه الإشكالية التي لا يقف أهلها على الحياد إنما تتم المزايدة على نحو رخيص لا يخدم الرسالة النابهة للأدب والإبداع ولا حتى الحوار الذي يجب أن يكون أكثر وعياً واسترشاداً بمفهوم ضرورة الحوار.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved