منذ أن قامت الدولة قبل مائة عام على يد الموحد جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز الذي استطاع أن يوحد جميع أطياف المجتمع السعودي في كيان واحد كانت تتبنى أصحاب الفكر والأدباء في ذلك العصر، وكان محمد سرور الصبان الذي يعتبر الأب الروحي لذلك الجيل الذي سمي بجيل الرواد الذي استطاع الصبان - أن يجمع كل ذلك الجيل في أول كتاب سعودي أصدر بالرغم من اختلاف مناطقهم في كتاب واحد عام 1924م.
وفي عام 1975م بدأت الطفرة تفرض هويتها على المجتمع السعودي وبدأ التحول في ملامح ذلك المجتمع وانتقل البيت الطيني إلى بيت الأسمنت، وداخلياً كانت الثلاجة والفرن ولكن زعيم التحول كان التلفاز ذلك الاختراع الذي فرض نفسه وبقوة.
ولم تنسَ الحكومة أبناءها فقد بادرت بإرسال البعثات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وبالتالي كان الاحتكاك المباشر والتعرف على الثقافات الأخرى لهؤلاء الشباب وهذه تجربة إنسانية عادة ما تثري صاحبها وتفيده وتساهم في تنويره حيث الاستفادة من أخطاء الغير وقد جاء في الأثر: (مَنْ تعلَّم لغة قوم أمن شرهم) واللغة أحد رموز الثقافة وبالتالي وعند عودتهم من غربتهم وهم محملون بشهاداتهم وعلمهم وتجربتهم الإنسانية التي ستساعدهم في المساهمة في بناء مجتمعهم وكان من أبرز ذلك الجيل الدكتور غازي القصيبي الذي ترأس أكثر من وزارة خلال العقدين الماضيين ولا يزال حيث كانت تباع بعض كتبه في الخارج ولم ترَ النور في الداخل.
وأتذكر في هذا السياق كتاب (لا تحزن) لفضيلة الدكتور عائض القرني وهو أول كتاب سعودي بِيع منه أكثر من مليون نسخة وتُرجم إلى لغة أجنبية وهو كتاب يدعو إلى التفاؤل بنفحة إيمانية وثقافية.
ونظراً لأهمية الكتاب ودوره في نشر الوعي في مختلف أطياف المجتمع نحن أحوج ما نكون إلى هيئة للكتاب السعودي لكي تتولى إصدار الكتب والفسوحات وحماية الكتاب السعودي وأصحاب الأقلام السعوديين من جشع دور النشر وسطوتهم على محتوى الكتاب من إضافة أوحذف لمحتوى الكتاب سواء كان رواية أوغيره وتخفيف أعباء وزارة الإعلام والثقافة التي نرى فيها أن تتولى الإشراف على الهيئة.
والله الموفق
تركي بن ناصر الموح
عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي
t-mouh@yahoo.com