ليست فاضلة في كل شيء، لكنها قريتي التي نشأت فيها، لها لمسة ساحرة فاتنة، فقوانين الحياة الطبيعية تسري عليها مع ارتفاع في جمال هذه القوانين عندما تغادر الشمس منازل القرية، وتسمع أصوات الأمهات من الأغنام وهي تثغي طلباً في صغارها بعد حرمانها منها طوال النهار، قريتي يستبقي أهلها قليلاً من الحليب ويبدأ الرجال في الذهاب إلى المسجد لصلاة المغرب، وأما النساء فينصب اهتمامهن على الاعتناء بالأغنام وتهيئة
...>>>...
أنصت إلى صوت خربشة دبيب أقدام النملة على الورقة. كانت تقف، تتحسس حروف كلمة (سُكَّر!). دبت النملة تتنقل من كلمة إلى أخرى بين السطور
عادت مرة أخرى لتقف من جديد عند كلمة (سُكَّر) قلت لها (أناجيها): (مرحبا ألف). (حللت أهلا ووطئت سهلا). قدمت لها ثلاث حبات من (السُكَّر) نثرتها تباعا فوق الحروف ( س ك ر). رسمت لها (طريق العبور) مررت به على كلمات اخترتها بعناية من بين السطور. جعلت تلك الكلمات المكان
...>>>...
(العباس محمد معافا) مبدع قصصي، شق طريقه السردي وسط كمّ لا بأس به من الأصوات الإبداعية الشابة، حيث وضع لتجربته القصصية إطاراً فنياً خاصاً تمثل في رسم الواقع الحياتي بشكل بانورامي مقتضب، لنراه وقد شغل في التقاط تفاصيل الحياة الدقيقة والبسيطة على نحو قصص مجموعته (أوشِك أن أعود) الصادرة عن نادي جازان الأدبي، حيث ظلت فضاءات السرد مكتظة بعدد من الصور الإنسانية المعبرة.
كل يوم تفتتح (صباح) الموظف المسن بابتسامة، تكتب في دفتر يوميات ذي لون زاهٍ، وعلى نفس الطاولة المتهرئة في ركن صالة البريد، كلمات لا تتجاوز دقيقتين بقلم أحمر دائماً. تقطع الورقة من الدفتر وتمهرها بتوقيع وقبلة، قبل أن تطويها في أحد المغلفات التي تخرجها من حقيبتها السوداء.
تقوم بكل هذا كل صباح غير آبهة بنظرات موظفي البريد، ولا العمال الذين يصطفون لإرسال رسائلهم. يبدو لكل
...>>>...