الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

المغربي في قراءة جديدة ل(شعر السميسر الأندلسي):
من خلال فن (الإبيجرام) الذي يكتبه السميسر كشف عن الظواهر السلبية في مجتمعه

* الثقافية علي سعد القحطاني
بدأت علاقة الدكتور حافظ المغربي الأستاذ المشارك بكلية الآداب, جامعة الملك سعود بالشعر الأندلسي, حين بدأ يعدُّ أطروحته للدكتوراه تحت عنوان (صورة اللون في الشعر الأندلسي.. دراسة دلالية وفنية).
وقد أتاحت له هذه الدراسة أن يتعامل عن قرب مع النص الشعري الأندلسي قراءة وهو يجمع بحثه شعراً من بطون كتب التراث الأندلسي واثناء عكوفه الجاد أمام هذا النص تكشَّف له شعراء على قدر كبير من امتلاكهم مفردات شعرية, من هؤلاء الشعراء الذين عُني بهم شاعرٌ اشتهر في عصره بين ابناء أمته الاندلسية صوتاً قوياً بكل ما تحمل الكلمة في عصرنا من مفاهيم وتداعيات وتوجه عبر صوته القوي في خطاب اجتماعي يحمل الجرأة نفسها إلى تصوير السلبيات في مجتمعه يتسم بتراوحه بين الحدَّة والإقذاع حيناً والموضوعية حيناً آخر.وكان هذا الشاعر هو أبو القاسم خلف بن فرج المعروف بالسميسر وجاء اختيار الدكتور المغربي لهذا الشاعر لأن كتب التراث والمعاصرة التي عرضت لشعره, تناولته تارة شاعراً هجَّاءً, وتارة أخرى شاعراً فكاهياً ساخراً دون أن تقف وقوفاً فكرياً يذكر عند الخطابين السياسي والفكري الثاويين خلف شعره الهجائي والساخر, من حيث كشف رؤية عن فلسفته الخاصة وبواعثه النفسية السيكولوجية وراء شعره في الهجاء السياسي والاجتماعي, واشار الدكتور المغربي إلى أنه نتيجة لعكوفه على نصوص السميسر التي أتى جُلُّها في مقطوعات صغيرة وجدها محققة من حيث المضمون والشكل لفن نثريّ قديم هو فن (التوقيعات) ولفن آخر قديم حديث عُرِف منذ عهد اليونانيين, تحدث عن خصائصه الفنية حديثاً واعياً بقيمته الفنية تنظيراً وتطبيقاً الدكتور طه حسين في كتابه (جنة الشوك) ويعني به المؤلف فن (الإبيجرام) الذي يعرّفه بأنه شعر قصير يجود في الهجاء يمتاز بالتأنق الشديد, فيه أثر من آثار العقل أكثر من العاطفة, يكون في حدته أشبه بالنصل المرهف الضئيل الذي لا يخطىء الرميَّة.
وقد عدّ المؤلف بعد مشورة كثير من أساتذته مقطوعات السميسر فناً يمكن تسميته (إبيجراما), يستطيع من خلالها بوصفها كشفاً مثمراً لبحثه؛ أن يُقدم معها من حيث الرؤية السياسية والاجتماعية شعراً, ومن حيث شكلها الذي جاء من السميسر بارعاً على تحليلها وفق قدراته بما يجلي جمالياتها التي تنطق بروح التجديد في الشعر الأندلسي المتهم كثيراً بتبعيته تقليداً للشعر المشرقي.
وقد أتاح هذا (الإبيجرام) الذي يكتبه السميسر للباحث أن يكتشف أن آليات التحليل الأسلوبي تراثا ومعاصرة ستكون أنجح الوسائل إلى جانب أُخر لا تقل عنها أهمية لفضّ بكارة جماليات إبيجرام / مقطوعات شعر السميسر, لأن اللغة بجميع مستوياتها, تمثل في تمكن من أدواته الأهمية الكبرى في إنتاج مالا حصر له من دلالات نصوصه, بل كانت هي الوسيلة الأنجح في الكشف بآلياتها التراثية والمعاصرة معها عن مضامين مرامي خطابي شعر السميسر السياسي والاجتماعي كشفاً للظواهر السلبية في مجتمعه.
وقد جاء الكتاب في تمهيد وفصلين تحدث المؤلف في الفصل الأول عن (شعر السميسر والخطاب السياسي) أما الفصل الثاني فكان عن (شعر السميسر والخطابين الاجتماعي والنفسي).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved