الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

كيف عرفت عبدالرحمن المنيف؟
محمد عبدالرزاق القشعمي

في أحد اللقاءات الأخوية وبالتحديد في منزل الدكتور سعد البازعي حوالي عام 1405هـ حيث احتفل بزيارة الدكتور أحمد الشويخات الذي كان قد عاد لتوه من الدراسة خارج المملكة وهو أحد منسوبي جامعة الملك فيصل بالأحساء. جمع اللقاء عدداً كبيراً من الأدباء الشباب أذكر منهم الأساتذة سعد الدوسري وصالح الأشقر وعبدالإله البابطين ومحمد رضا نصر الله وعبدالله الصيخان وعبدالكريم العودة إلى جانب المحتفي والمحتفى به.
كان الحديث يدور حول عملين أدبيين جديدين لم أسمع بهما من قبل: الأول (اللجنة) لصنع الله إبراهيم، والثاني (التّيه) لعبدالرحمن منيف. فأصدقكم القول أن الحديث شدني: إذ كيف يتحدث الموجودون عن أعمال لم أعرف بها من قبل وبالذات عبدالرحمن منيف كأحد أبناء هذ الوطن وله حضور بارز في الأوساط الأدبية في الخارج وبحكم عملي في القسم الأدبي بالشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بحثت عن الروايتين واستعرتهما من أحدهم وقرأتهما، وقد وجدت في (التيه) قصة تاريخية تشد القارىء وبحكم عملي في السابق بالمنطقة الشرقية وما سبق أن سمعته وشاهدته في (سعودي كنب) و(انتر مذت) و(الكانتين) ذي البضائع القادمة مباشرة من أمريكا والتي تباع بسعر مخفض كما يقولون للعمال وذويهم، ومطاعم العمال وما قبله أبو ربع ريال والسينما الشعبية وغيرها.
الحقيقة أن الرواية شدتني ولم أستطع النوم قبل إكمالها.
سافرت في العام التالي للمشاركة في معرض ثقافي متجول في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وفي زيارة لإحدى مكتبات أبو ظبي إذ هم يفتحون طرودا قادمة للتو من لبنان وإذ فيها (الأخدود) الجزء الثاني من خماسية (مدن الملح) لعبدالرحمن منيف واشتريت عدداً من نسخها أهديت بعضها لمن سبق أن أعارني الجزء الأول من الرواية.
بدأت أبحث عن رواياته الأخرى حيث وجدت في مكتبة دار العلوم بالرياض النهايات.. وعالم بلا خرائط.. وسباق المسافات الطويلة، وحصلت على بقية رواياته كقصة حب مجوسية.. وحين تركنا الجسر.. والأشجار واغتيال مرزوق، واعجبت بالرجل وثقافته واسلوبه الروائي السهل الممتنع.
في هذه الأثناء بدأت أجمع ما يقع عليه نظري من كتابات سواء في الصحف والدوريات أو بعض الكتب التي يشترك في تأليفها أو يشارك بمقال أو بحث خصوصا بعد أن قرأت ما كتبه الفنان راشد الشمراني في مجلة اليمامة بالعدد 872 في 1111406هـ حيث وصف لقاء عبدالرحمن المنيف في دمشق من خلال أمسية أدبية هناك وكيف قابله مع بكر الشدي وقدم له ديوان محمد الثبيتي (تضاريس) والذي أخبره بأنهم في شوق لمجالسته فأجابه ليس كشوقي وهو يودعه أخبره بأنه قد انتهى من الجزء الثاني من (الاخدود) وبطلها اسمه (الشمراني) قالها وهو يضحك.
وكذا ما نشره الشاعر عبدالله بن عبدالرحمن الزيد في اليمامة أيضا بالعدد 950 في 1081407هـ والذي قال عنه(.. هذا الفنان يمتلك في تكوين كتابته أن يجعلك تضحك وتبكي وتنتشي وتتألم حتى لا يحدك كون وتكتب حتى يضيق بك تكوينك الشخصي.
وتمتد في رحابة حلمك وتتقد في جحيم غضبك.. كل ذلك في ليلة واحدة وبعمل واحد).
أقول بدأت أجمع ما أعثر عليه من مقالات ومستلات حتى بلغت ثمانين عنواناً خلاف مؤلفاته الروائية. إذ لم أعرف بعد أن له مؤلفات اقتصادية وبترولية.
ذهبت لمعرض الكتاب بدمشق عام 1412هـ وكان عبدالرحمن منيف يتواجد في جناح دار الفكر الجديد حيث صدر له منها مؤخراً كتاب (الكاتب والمنفى.. هموم وآفاق الرواية العربية) وهو عبارة عن مقالات ومحاضرات ودراسات وحوارات معه في فن الرواية.. قابلته وعرّفته على نفسي.. وتكرر اللقاء.. وكان أحدها في احد مطاعم الربوة بدمشق بحضور بعض الناشرين فتعمقت العلاقة أكثر حيث دعاني في السنة التالية إلى منزله في حي (المزة) وكان شغوفا بالاستماع إلى أخبار المملكة وجديدها في مجال النشر شعراً أو رواية أو نقداً.
قلت له إنني من المعجبين بما تكتب وقد جمعت عددا لا يقل عن مائة عنوان من الدراسات والبحوث والمقالات والمقابلات وعددا من محاضراتك التي لم تجمع في كتاب. وإنني عندما رأيت كتابك الأخير (الكاتب والمنفى) وبه بعض تلك المواضيع خفت أن يفشل مشروعي، فضحك وقال: هل تحب أن نتبادل المواقع؟
وفي لقاء آخر قال: أنت مثل ابن جني وأنا مثل المتنبي .. فأنت أعرف بشعري مني.
كنت أسكن في قرية بين دمشق وحمص تدعى (دير عطية) وتبعد 80كم عن دمشق فكان يزورني بمعدل زيارة في كل سنة،بعد أن أزوره في منزله ويكون بصحبته ابنه هاني أو ابنته عزة وأحياناً الناشر الفلسطيني حمزة برقاوي صاحب دار النمير ومرة جاءت معه زوجته سعاد قوادري.. والحقيقة أنه كان جاداً في حديثه دقيقاً في مواعيده.
عندما عرف أن عملي قد انتقل إلى مكتبة الملك فهد الوطنية قبل عشر سنوات، وإنني بدأت أسجل مع كبار السن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة) طلب مني وبإلحاح أن اهتم بالتسجيل مع ثلاثة أشخاص هم الشيخ حمد الجاسر وعبدالله الطريقي رحمهما الله وعبدالكريم الجهيمان، وأضاف أن التاريخ الحقيقي لم يكتب بعد وهؤلاء من شهود العصر.. وقد فرح في العام التالي عندما زرته بمنزله وبرفقتي الأستاذ الجهيمان حيث أهدى له الأمثال والأساطير الشعبية.
ذكر لي مقابلاته مع الشيخ حمد الجاسر أثناء إقامته ببيروت، وفرح وشكر وعندما بعث له الأستاذ فهد العريفي معي مجلدا يضم ما نشر من سوانح الذكريات في المجلة العربية قبل 9 سنوات.. وقبله ذكر أن لعبدالله الطريقي فضلا عليه فقد نبهه عند زيارته للمملكة عام 1959م وهو في طريقة إلى يوغسلافيا للدراسات العليا إلى أهمية أن يتخصص في (اقتصاديات النفط) واستمرت علاقتهما بعد عودته من يوغسلافيا وعمله بين سوريا ولبنان، وقال منيف في رثائه للطريقي عام 1997م:
(..إن ما يذكر الآن ليس تاريخا لعبدالله الطريقي فالرجل يستحق الكثير من (القراءة) و(البحث) لأن من خلاله نقرأ كبرياء مرحلة، وما جرى فيها من أحداث وتبين أن هناك رجالا سبقوا عصرهم، وقالوا قولا هاما وجميلا لكل الآخرين لم يسمعوه أو لم يستوعبوه بشكل كاف، ولذلك كانت الخسارة مضاعفة، فلم نأخذ بما قالوا، ولم يعطوا ما يستحقونه من عناية واهتمام.. وقال عنه في ختام رثائه له في جريدة السفير في 18 91997م ولأن التاريخ العربي المعاصر لا يحسن قراءة الأحداث والوقائع أو لا يعطي الناس استحقاقاتهم فقد تسلل الموت بصمت، في العتمة، وانتزع واحداً من أبرز أبناء الجزيرة العربية، والذي حاول أن يعطي المنطقة والمرحلة ما هي جديرة به، وما تسستحق.
قد يأتي يوم وربما غير بعيد يكتشف الكثيرون أهمية الطريقي الذي مضى بصمت.
قبل ثلاث سنوات ونصف التقيته وكان بصحبتي الأخ أحمد الدويحي في إحدى أماسي معرض الكتاب بدمشق بالصدفة وكان للتو قد صدرت له روايته الأخيرة (أرض السواد) فجلسنا بالمقهى ودار حديث ودي جميل استطاع الأخ الدويحي أن يستثمره بلقاء صحفي مطول في يوم آخر نشره في جريدة البلاد في العدد 16176 بتاريخ 15 شعبان 1421هـ كما أعاد نشره في مجلة (أدب ونقد) القاهرية.
سألت عنه في العام التالي فقالوا إنه ذهب إلى الأردن لمراجعة طبيب إذ كان يشكو من بعض الأمراض ولم استطع مقابلته.في العام الماضي أو على الأصح في صيف عام 2002م سألت عنه فعرفت أنه قد أصيب بفشل كلوي وأنه يغسل مرتين في الأسبوع فهاتفته فردت عليّ زوجته معتذرة عن اللقاء إما لعدم وجوده وإما لنومه.. فوسطت صديقه حمزة البرقاوي ورجوته أن يحادثه شخصيا ويحدد لي موعداً للسلام عليه قبل السفر وفي الأيام الأخيرة من أيام معرض الكتاب اتصل بي حمزة قائلاً إنه بانتظارك بعد عصر غد.. وهكذا قابلته.. وكان فعلا مريضا وقد هزل جسمه وترك (الغليون) الذي كان لا يفارقه.. وقال ضمن ما قال إنه منذ سنة لم يمسك القلم وانه لا يعرف طريقه إلى المكتبة.. ولكن وبعد أن استقرت حالته وتعوّد على (الديلزة) الغسيل في أوقات محددة فسوف يحاول استعادة لياقته والجلوس في المكتبه ليهيىء نفسه للكتابة.
قلت له إنني كما سبق جمعت بعض الدراسات والمقالات التي لم تنشر فما رأيك لو عملت كتيباً على شكل (ببليوجرافيا)؟هل أجد لديك ما أضيفه إلى ما سبق جمعه؟ فطلب من زوجته تزويدي بكتاب عبدالرزاق عيد (معرفة العالم تعني إذابة صلابته.. قراءة سو سيو دلالية في (مدن الملح) والتي صدرت عن دار الأهالي بدمشق حديثاً وقال إنه لا يستطيع تزويدي بشيء لعدم معرفته بأماكن ما أريد من المكتبة بسبب هجره لها لمرضه.
ولكنه ذكر لي اسمين هما ماجد السامرائي ببغداد ويوسف عبدالأحد بدمشق وذكر انهما يفكران تفكيري نفسه ولديهما كما قالا مجموعة من هذه المواضيع. ودعته واتصلت في اليوم التالي بيوسف عبدالأحد وذكرت له ما أريد فقال إنه لن يستطيع إفادتي قبل ثلاثة أسابيع أو أكثر لوجود تلك المواد في أماكن متفرقة.. وعندما ذكرت له انني مسافر بعد يومين اعتذر .. عدت وأنا عازم على تنفيذ ما فكرت به خصوصا وقد وجدت انه يطل على السبعين من عمره فوجدتها فرصة مناسبة حتى لا يكون مرضه هو السبب.. جمعت ما لدي من كتبه وما كتب عنه فحصرتها.. وتصفحت الدوريات العربية الموجودة في مكتبة الملك فهد الوطنية وفي مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والبحوث فوجدت أكثر من ثلاثمائة موضوع.. مع عدد لا بأس به من الشهادات التي قيلت في مناسبات مختلفة عن المنيف.. إضافة لما سبق أن كتب عن عائلته في كتب التراجم والأنساب وأعانني الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صالح الهلابي برواية شفهية عن كيفية مغادرة والده إبراهيم قريته (قصيباء) بعيون الجواء مع قوافل العقيلات قبل حوالي مئة وثلاثين عاماً.
حرصت على أن يشتمل الكتاب على شهادات أبناء المملكة وما سبق أن كتب عنه في صحافتنا فقد كتب عنه، فايز أبا وراشد الشمراني ومحمد الدبيسي وعبدالله عبدالرحمن الزيد وأحمد الدويحي وهاشم الجحدلي وعبدالعزيز السنيد وعبده خال.
وقد ذكر لي البعض أن لهم دراسات ومقالات سبق نشر بعضها وعند البحث عنها لم يجدوها لضيق الوقت ومنهم الأساتذة معجب الزهراني وفوزية أبو خالد وعلي الدميني وأحمد عائل فقيهي وغيرهم. لقد استعجلت في طبع الكتاب خوفاً مما يخبئه القدر.. وهكذا بمجرد أن علمت بصدور الكتاب من دار الكنوز الأدبية ببيروت وأن الناشر قد بعث إلى الأستاذ عبدالرحمن منيف بمئة نسخة منه اتصلت به فردت عليّ زوجته شاكرة هذا العمل المفاجىء الجميل وقالت فيما قالته إن هذا الكتاب قد أراحهم من كثرة أسئلة الباحثين إذ كانوا يبحثون ويجمعون ما يجيب على اسئلتهم أما الآن فبمجرد اتصال أحدهم بهم فإنهم يسلمونه نسخة من هذا الكتاب الذي سميته (ترحال الطائر النبيل).
بعد مكالمة زوجته أعطتني الأستاذ منيف فشكرني أيضا..
زرته في بداية الصيف الماضي.. وقلت له إنني أنوي إعادة طبعه وإنني بحاجة إلى إضافة ما لم أستطع الحصول عليه.. وذكرت له أنني باسم مكتبة الملك فهد الوطنية أرغب في تسجيل لقاء ولو قصير للاحتفاظ به ضمن برنامج (تسجيل التاريخ الشفهي للمملكة) فاعتذر لمرضه مؤملاً أن تتحسن صحته ويتمكن من تحقيق رغبتي في الزيارة القادمة أثناء إقامة معرض الكتاب في نهاية الصيف.
وقلت له إن الصحفي هاشم الجحدلي يرغب في لقائك لينشر في جريدة عكاظ شيئا من سيرتك الذاتية مثل ما سبق أن عمل عن عبدالله القصيمي فطلب أن يطلع على الحلقات المنشورة عن القصيمي أولا: فطلبت من الجحدلي أن يبعث له بصورة مما نشر، ولكنه تأخر إذ أحضرها معه أثناء المعرض، وقد سلمني رسالة دكتوراه لم تناقش وهي بعنوان (أزمة التطور الحضاري في روايات عبدالرحمن المنيف) اطروحة أعدت لنيل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها للطالب صالح إبراهيم، إشراف خليل أبو جهجه (بيروت عام 2003م) وقال إنه يمكنني أن استفيد من مراجعها والمعلومات التي استندت عليها عند إعادة طبع الكتاب.
أعدت له الأطروحة عند زيارتي الأخيرة له بصحبة الأخ هاشم الجحدلي مساء 1 أكتوبر 2003م في منزله حيث أخذ له وزوجته وحفيده مجموعة من الصور وقال بعد أن اعتتذر عن التسجيل إنه بصدد كتابة مذكراته وحتى لا تحرق عليه فهو لا يمانع من نشر أي شيء سبق نشره في الكتب والصحف أما أن ينسب شيء عنه أو معلومات لم يسبق نشرها فلابد من عرضها عليه مسبقاً، وهكذا أمضينا أكثر من ساعة بعد أن استمع لنا واستمعنا له، وسجل هاشم الجحدلي بمفكرة معه بعض الملاحظات والتواريخ، وقال منيف عندما أخرج الجحدلي مفكرته من جيبه:بدينا، ما قلت انني لن أتمكن من التسجيل معك، فرد عليه: هي مجرد أخذ بعض المعلومات البسيطة.
وبحكم حس الجحدلي الصحفي فقد بحث عن بعض أصدقاء وأقارب منيف وأخذ منه بعض المعلومات وسجل مع بعضهم مثل شقيقته حصة التي تسكن في الطابق الأعلى من مسكن عبدالرحمن، وكذا يوسف عبدالأحد وحمزة برقاوي، وبعد عودة الجحدلي للمملكة اتصل بأخت منيف الكبرى نورة التي تقيم بتبوك وأبناء إخوته وغيرهم، وبدأ بعد أسبوع من عودتنا من دمشق ينشر بعكاظ سلسلة من الحكايات تحت عنوان (حياتهم الأسرية) عبدالرحمن منيف بدوي في (أرض السواد) استعادة الرحلة التيه من وادي العيون إلى شرق المتوسط.
بدأ نشر هذه السلسلة اعتباراً من يوم السبت 22 شعبان 1424هـ الموافق 28 أكتوبر 2003م وكان يتحدث عن أصل المنيف وكيف سافر والده مع العقيلات إلى بلاد الشام والعراق وفلسطين وكيف ولد وأين نشأ ودرس وعن إخوته وأخواته وأبنائهم وعن الوصي وبعض التفرعات الأخرى اخذها من أختيه حصة ونورة وأبناء إخوته ومن الكتب، وفوجئت بالحلقة العاشرة التي نشرت يوم الأربعاء 3 رمضان أن يكتب في أعلى الصفحة أنها الحلقة الأخيرة.. رغم أنها تتحدث عن انتقاله من عمان إلى بغداد للدراسة فلم يتحدث عن نشاطه السياسي ولا عن أعماله الأدبية الأخرى.
اتصلت بالجحدلي مستفسراً فقال إن منيف قد احتج على ما نشر ونشرت بعض الصحف بيانا يستنكره.فوجدت أن أغلب الصحف العربية من سوريا ولبنان ومصر والأردن وغيرها قد نشرت بيانا يقول فيه:
بدأت جريدة عكاظ السعودية في الرياض نشر ما أطلقت عليه عنوان: (السيرة الذاتية لعبدالرحمن منيف)، بدأت الجريدة المذكورة بالنشر من تاريخ 19 102003م وقام بتحضير هذه المادة الصحفي هاشم الجحدلي، الذي سبق أن مر عليّ في دمشق قبل فترة قصيرة محاولاً إجراء مقابلة، وقد رفضت وحذرته من نشر أي شيء متعلق بالسيرة، لأنني أنوي القيام بهذه المهمة المتعلقة بي وبسيرتي الشخصية بنفسي، لكن المذكور بدأ النشر في التاريخ اعلاه إلى أن نُبِّهت بعد الحلقة السادسة، وطبعاً فوجئت وبعثت طالباً وقف النشر والاعتذار للقراء من قبل الجريدة تحت طائلة المسؤولية وإمكانية الوصول إلى المحاكمة، لكن المماطلة استمرت ونشرت حلقات إضافية مما أكد الإساءة وإلحاق الأذى بي نظرا للأخطاء الفادحة والمعلومات الجزئية وغير الدقيقة التي تضمنتها تلك الحلقات العشر المنشورة.
لقد سبق أن نبهت الصحفي المذكور انني أمنع الخوض في السيرة،والاستجابة لأي سؤال يريد الكلام فيه، ولأكثر من سبب، لكن تجاوزه لهذا التحذير الواضح وإصراره على النشر، دون إعلامي وموافقتي وإطلاعي أولا، يضطرني الآن إلى ادانة هذا التصرف بداية، وإلى الإعلان أن أغلب ما نشر ملفق ولا يمت إلى الحقيقة بصلة، وأتوقع من الصحافة العربية أن تساند موقفي بإدانة مثل هذه المواقف والتعديات أما بالنسبة للكاتب المذكور والجريدة التي نشرت فسوف ألجأ إلى القضاء كي يقف حكماً بيننا.
أرجو اخذ العلم وشكراً.
عبدالرحمن منيف
وكان لقائي به مع الأخوين هاشم الجحدلي وصالح بوحنية مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام سابقاً مغرب يوم الأربعاء الخامس من شعبان الموافق للأول من اكتوبر 2003م هو آخر لقاء به، وسبق أن قال إن هناك طبيباً مشهوراً بألمانيا سوف يذهب ليستشيره في رمضان ويعود عن طريق القاهرة لحضور مؤتمر الرواية العربية الثاني.
سمعت من ابن أخيه الدكتور إبراهيم عبدالله المنيف في شهر ذي القعدة الماضي أنه اتصل بعمه وأن زوجته قالت إنه مريض ولا يستطيع محادثتك.
وفي القاهرة اثناء إقامة معرض الكتاب وفي صباح يوم السبت الثاني من ذي الحجة 1424هـ الموافق 14يناير 2004م فاجأني الصديق أحمد الدويحي معزياً بأبي ياسر.
اتصلت على الفور بأخته حصة بدمشق معزيا فشكرتني وقالت إن التشييع سيتم يوم الثلاثاء من مستشفى الشفاء بدمشق.
وكان هذا اليوم السبت من الأيام الكئيبة في معرض الكتاب بالقاهرة.. قام الناشرون العرب وبعض الأدباء بتبادل التعازي، والإشارة إلى ذلك من خلال الندوات المقامة على هامش المعرض.
بعد نهاية التشييع اتصلت بالدكتور ماجد بن عبدالله المنيف ابن اخيه الذي أعرف انه ذهب مع اخوته لحضور الدفن وتقديم واجب العزاء بدمشق معزيا وبعد ذلك اتصلت بزوجته بعد عودتهم للمنزل لتعزيتها وأبنائها.. رحم الله عبدالرحمن منيف وتجاوز عنا وعنه.
وهكذا ذهب عبدالرحمن منيف كما ذهب قبله بثلاث سنوات ونصف السنة عبدالعزيز مشري وكلاهما بسبب خطأ طبي.. إذ كانا يشكيان من بعض الآلام.. فوصف لهما الطبيب دواء مضاعف المفعول مما أفشل لهما الكلى.. رحمهما الله.
ألقيت هذه الورقة في خميسية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله حول تجربة منيف الروائية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved