نص
من أنا؟
سوسن أحمد الأحساء
|
من بين حنايا الحياة.. وتحت ذلك الشفق الحزين الذي تلون بدم الأشجان وفي زحمة الأقدار وعلى هامش الزمان وُجدت أنا.. أشعر بأنني دنيا مزدحمة تزاحمت فيها مشاعر متناقضة ما بين واقع حزين وواقع سعيد ما يبن أمل مفقود وأمل موعود..
أساير الحياة مع دمعي وهمي لألتقي بابتساماتي المسافرة..
هأنا أتأجج في وسط الجحيم حتى لا أحترق وأتبختر أمام الحكيم حتى لا أتذلل أتسامح مع الأنام حتى لا أفتقد..
تجاملني الحياة وأجاملها.. إن قلت لها: ظامئة لسلسبيلك انسكبت علي بحورها لتسقيني.
وإن قلت لها عاشقة أنا.. سلكت دروبي بالأشواك حتى نهايتي وإن أتيتها شاكية أهدتني لباسها الأسود وسارعت في تحضير جنازتي.
وإذا نفد صبري وقفت على شفير الموت وتمنيت المهادنة معها انسحبت تجر أذيالها متباهية بانتصارها..
حينها تتملكني نفس متمردة لتقتحم الحياة من جديد وتنتقم أو تتجسدني نفس متجمدة لا تقوى على الحراك فقط بكل هدوء تتألم..
هكذا أحاول أن أعيش، أن أعيش يومي ما بين جروح متهيجة وروح متعطشة..
وإلى آخر العمر سأعيش هكذا حتى لو تحولت دنياي إلى حالة من الغروب التي لا شروق فيها أو إلى شيء مجهول أكاد أنسى ملامحه وسواء صاحبني اليأس أوصاحبته فلن أقوى أن أعترض على قدري..
أتذكر..
أتذكر تلك الليلة عندما تناثرت نفسي بعدد دموعك ،حينهاسبقت روحي زمانها وطوت الجروح خلفها.. وعانت الألم من أجلك وأتتك..
فكم آلمني أنك لم تتساءل عن أحوال ذلك الغروب الذي كاد يغطي الآلاف وعن قوالب الأشواق المتجمدة هناك في الأعماق، لم لم تتساءل عن جنوني الذي يتخاجل هياماً بك.. أين هو؟
إنسانة؟..
أتذكر أردت أن أسقيك من ماء العين وأرادت يداي أن تلاطف مهجتك وتفصح كم هي مشتاقة لحنينك إلا أنني أصابني غباء بل كبرياء..
انهار بعد الرحيل تحت عجلات زمن.. لا هي تتوقف ولا هو براحم أتذكر.؟
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
