كفى شوقا فكم قلبي تهيّا |
لبوح ثم بات به شجيَّا |
يبوح هوى أقام وألف شوق |
ويطوي الأرض كي يلقاك طيا |
يحسُّكِ في الشروق فأنتِ شمس |
وعند مسائه أنت الثريا |
أجل صبيا ويخذلني لساني |
فهلا منك يطربُ مسمعيا |
يُثرثر بل يطول الشوق عندي |
وعند لقائنا يُضحي عيّيا |
لكم أشتاق عنكِ فحدثيني |
وعن واد بخيرات تزيّا |
وعن رمل اليه النفس تهفو |
وأثل كنت فيه وبات فيّا |
وعن طعم الكباثِ وأبرياء |
وعن سدرٍ حبا عسلا بهيّا |
وطرفة والتلال وعن ليال |
تعود.. تعود أبذل مُقلتيّا |
وعن خُلب وتَعشَرَ والمضايا |
وعن فيفاءَ فاتنة المحيا |
وعن عثوان، عشتُ بها زمانا |
فبي شوقٌ كوى جنبيّ كيّا |
وعن حبس اليها السحب تأوي |
كأن البدر يطلبها نجيّا |
وعن بيش وواد مر فيها |
فصار كأهلها أبدا سخيّا |
وعن فرسان ميناء الأماني |
وجازان التي حسُنت أويّا |
وعن درب الوفاء وعن وعن عن |
أفيضي ما استطعت القول هيّا |
أجابتني: ومن يقوى لهذا |
أراك سألتني أمرا عصيّا! |
هنا مهدُ الغرام، وكل فنّ |
فأوّله وآخره لديَّا |
نُظمنا يا بُني كعقد فلّ |
وأرسى البحر شاطئه رَضِيّا |
وسمّونا «جزاء الجان» لمّا |
رأوا فينا اجتيازاً عبقريّا |
ولي أهلٌ فقلتُ كفاكِ إنِّي |
يكاد يذوب مني مسمعيّا |
أجابت بل سأسكب فيض عشقي |
وأوجز ما استطعت هوى نقيّا |
فنجدٌ والغضى والكلُّ يصبو |
أظنُ المجد يطلبها سميّا |
فقلتُ أحسُّ رفرفة بصدري |
وصاحت بعدُ.. ما قد قُلت شيّا |
فما درعيَّة التاريخ إلا |
بُنيّتُها كأنك لست حيّا |
ومن نجدٍ فغرِّب في خُشوعٍ |
فكم طاف الحجاز بمقلتيّا |
حوى البيت العتيق وكان ربي |
بمن أرسى قواعده حفيّا |
وإن رُمتَ الشمال ترى أناساً |
لهم شممٌ يهزُّ الأجنبيّا |
إذا شرَّقت ساحلنا كريمٌ |
حباه الله رملا لؤلئيا |
وإن جئت الجنوب ترى جنوداً |
وتُبصر في عسيرٍ ألمعيّا |
يظل شمالنا يُهدي وروداً |
وأما شرقنا ثمرا جنيّا |
وغرب بلادنا رمزاً لديني |
وأوسطها يخطُّ لها رقيّا |
بلادي كان وحّدها حكيمٌ |
وطار بها البنون الى الثريّا |
سعودٌ كان أول فأل خيرٍ |
محبّا شعبه شهما سخيّا |
فمولده مع التأسيس وافى |
كخير القطر يجلبها هميّا |
ومنهم فيصلٌ وكفى به اسمٌ |
به التاريخ بات يُرى حظيَّا |
ومنهم خالدٌ عنوان نبلٍ |
يفوح فمي به عطراً شذيَّا |
وفهدٌ، هل يُطاق سباق فهدٍ |
رأى العلياء ثم مضى عليا |
وعبدالله ذو فضل تسامى |
فضوّع ذكره ورعا تقيَّا |
وسلطانٌ ونايفُ غيثُ خيرٍ |
وسلمانُ الظلال لمن تفيا |
وإخوانٌ لهم وكذا بنونٌ |
فأنّى سرت تُبصر أريحيّا |
رأوا مجد البريَّة ثم قاموا |
فبات المجدُ عندهمو صبيَّا |
سل الأيام عن أهلي فإنا |
على صدر الزمان نُرى حِليّا |
كفاكِ. كفاكِ. قالت بعض مجدي |
وبعض هوايَ بُحتُ وما عليَّا |
إذا الإرهاب أوجعني فربي |
له قد كان أيُّوبٌ صفيّا |
كذلك إن أراد الله خيرا |
بعبدٍ يبتليه فكن وفيا |
كفانا أنَّ بيت الله فينا |
وزاد اختار منَّا الهاشميَّا |
وما جاوزتُ إنصافا بقولي |
لمملكتي قِفي فوق الثُريَّا |
وغنّي الشمس ما لكِ أن تُغني |
فمجدك ليس مجداً آدميَّا |
إليكِ الجنُّ تنظرُ في اندهاش |
وتأمُل أن تُضاهيَ منك شيَّا |