الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

المؤرِّخون العرب والفتنة الكبرى
دراسة تاريخية منهجية

تأليف: عدنان محمد ملحم
بيروت: دار الطليعة، 2000م
يتعرَّض الكتاب وهو رسالة دكتوراة في التاريخ قُدِّمت بكلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية لمرحلة مهمة وخطيرة من التاريخ العربي الإسلامي، تلك التي تدور في إطار ما يسمى ب(الفتنة الكبرى)، ملقياً الضوء على الأبعاد الاجتماعية والثقافية والمواقف السياسية لأربعة مؤرِّخين تناولوا تلك الفتنة؛ حيث عاشوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وهم: البلاذري (ت 279ه)، واليعقوبي (ت 292ه)، وصاحب الإمامة والسياسة (ت أواسط القرن الثالث الهجري)، والطبري (ت 310ه). وبحثت الدراسة في مصادر رواياتهم عن الفتنة وميول رواتها واتجاهاتهم وأثر ذلك على مواقفهم منها. كما أوضحت مفهوم الفتنة عندهم، وأكَّدت وجود ترابط وثيق بين تراث المؤرخين الفكري وعلاقاتهم السياسية واتجاهاتهم. ومن خلال الدراسة نتعرف على موقف كل مؤرخ من الخوارج. فالبلاذري أدانهم بشكل واضح وانتقد آراءهم. أما اليعقوبي فلم يُقدِّم صورة واضحة ومتكاملة عن الخوارج، وأدمج أدوار القراء والخوارج ضمن إطار واحد. وهكذا هو الحال مع صاحب الإمامة والسياسة؛ إذ اتَّهم حركة الخوارج بمعارضتها للإسلام ومبادئه. أما الطبري، فقد كان عرضه للتطور التاريخي والفكري والتنظيمي لحركة الخوارج دقيقاً ومتوازناً.
قسَّم الباحث دراسته إلى عدة فصول، بدأها بدراسة للمصادر التاريخية الأولى في ظل التشكيك في مصداقية هذه المصادر، وفي قيمة رواياتها عن أحداث (الفتنة الكبرى)، والادعاء بأنها روايات وُضعت في فترة متأخرة، وتمثِّل أهواء تلك الفترة واتجاهاتها، محاولاً إلقاء الضوء على قيمة تلك المصادر ومدى اعتماد المؤرخين الأربعة السابق ذكرهم على نصوصها، وهي على التوالي: الزهري (ت 124هـ)، وهو إمام حجازي، أخذ عنه البلاذري 28 رواية، أما الطبري فقد اقتبس عنه 14 رواية. عوانة بن الحكم (ت 147 هـ)، كوفي، اعتبر عثمانياً، أخذ عنه البلاذري 29رواية، أما الطبري فأخذ 9 روايات. أبو مخنف لوط بن يحيى (ت 157 هـ)، شيخ إخباريي الكوفة ووجههم، اعتبر شيعياً، وهُوجم. أخذ البلاذري عنه 95 رواية، أما الطبري فقد أخذ عنه 125 رواية. السائب الكلبي (ت 204هـ)، عالم بالنسب، أبرز في رواياته دور بني العباس، وهُوجم. أخذ عنه البلاذري 37 رواية، أما الطبري فقد أخذ عنه 5 روايات. الواقدي (ت 207هـ)، اعتمد الإسناد الجمعي، وهُوجم. أخذ عنه البلاذري 80 رواية. وقد عُرف الواقدي بميوله الشيعية. أما الطبري فقد أخذ عنه 75 رواية. الهيثم بن عدي (ت 209هـ)، إخباري ونسَّاب، وقد هُوجم، وقد كان مؤيداً لعليّ. أخذ عنه البلاذري 21 رواية. المدائني (ت 225هـ)، عالم بأيَّام الناس، وقد هُوجم. أخذ عنه البلاذري 103 روايات (ص38)، أما الطبري فأخذ 46 رواية.
أما الفصل الذي يليه، فقد جاء تحت عنوان (الفتنة في عهد عثمان بن عفان ونظرة المؤرخين إليها)؛ حيث عرضت الدراسة لملامح الفتنة زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتناولت ظروف مبايعته بالخلافة، والانتقادات التي وُجِّهت ضده، ومواقف أهل الأمصار منها، ثم حصاره ومقتله ودفنه. وتستمر أحداث الفتنة وتزداد عنفاً، يتضح ذلك من خلال (الصراع بين معسكر عليّ ومعسكر عائشة وطلحة والزبير ونظرة المؤرخين إليه)؛ حيث يشير المؤلف إلى أن الفترة بين أواسط خلافة عثمان بن عفان (29هـ) وخلافة معاوية بن أبي سفيان (41هـ) فترة مفصلية؛ إذ شهدت انقسامات بين المسلمين، ومهَّدت لقيام الأحزاب السياسية، وكانت بداية تطورات بعيدة المدى. وفي هذا الفصل تناولت الدراسة تطورات الصراع بين معسكر علي بن أبي طالب ومعسكر عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأشارت إلى مبايعة علي بالخلافة، وموقف الصحابة وأهل المدينة والأمصار منها، متحدثةً عن ظروف وأهداف نشأة أصحاب معركة الجمل وتطوراتها. وأوضحت الدراسة أبعاد الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان، واستعرضت مضمونه وتطورات المواجهة في صفِّين ونتائجها، ودور الخوارج في الفتنة، وذيول الفتنة، وإعادة توحيد الأمة الإسلامية من خلال تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة.
يقع الكتاب في (360) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved