الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th March,2004 العدد : 52

الأثنين 8 ,صفر 1425

عبد الله الكعيد لـ « الثقافية»:
لا أرى نفسي واعظاً

* الثقافية وداد المنيع:
* ماذا يقول لك القلم..؟؟
يقول أشياء كثيرة ليعبر عمَّا يجول في فكري، وبذهني اصطخاب الحياة بكل ما فيها من أوجاع وأحزان، ولحيظات فرح قد لا تبق في الذاكرة طويلاً؛ لنُدرتها. يقول لي دوماً: أنت وأنا قد وقعنا عهداً بألاَّ نُمارس التضليل أبداً، ولا نتعاطى إلا النور، ويذكِّرني بالمثل القائل: (من رام الغايات هانت عليه الوسائل)، وغايتنا فيما نراها قول الحقيقة.
*ماذا تقول للمعلم.. للطالب.. لقلم أديبة.. لقلم صحفيَّة..؟؟
ولماذا وضعتموني هنا، لأمارس الوعظ فيما لا أرى نفسي واعظاً؛ فقد تعوَّدت على محاضر التحقيق!!.. وفي ممارستي للكتابة كثيراً ما أكون حذراً في عدم الوقوع بمأزق الوعظ وبريق المنابر؛ لأن المتلقي اليوم قد انتفض على ظاهرتنا الصوتيَّة المشحونة بالأمر والنهي، والتهديد بالويل والثبور، ومن لدغ الثعبان جدَّه فسيهرب من رؤية الحبل كما يُقال. لهذا سأهرب من مأزق السؤال. (فأتمنى) من المعلِّم أن يؤدي رسالة تعليم أولادنا بما يجعلهم أسوياء لا نُشطاء في دوائر الرعب وحقول الديناميت.. وللطالب (أتمنى) ألاَّ ينزلق بسماع مُغريات ميتافيزيقيَّة لن تتحقق، فيغتال شبابه بيده.. ولقلم الأديبة (أتمنى) ألاَّ يكتب إلاَّ ما هو جدير بالقراءة وإيقاظ العقول التي غفت عن حقائق كونيَّة وأخفت حقيقتها، وقد قال الروائي كونديرا يوماً (إن كتاباً واحداً نزيهاً وراقياً لأهم بكثير من مليارات الكلمات التي تقذف بها جامعات الزيف والتوافه كجامعاتنا!!).. ولقلم الصحفيَّة (أتمنى) ألاَّ يُسجل من الوقائع الحياتيَّة إلاَّ ما يُساهم في إطفاء الشرِّ الأحمق.. فلا السبق الصحفي الذي يجرُّ حراك المجتمع إلى الخلف يمكن أن يفتخر به عاقل!!..
* برأيكم كيف نُعالج ظاهرة الشخص المناسب يوضع في المكان غير المناسب، والعكس.. والمؤهلون ذوو الخبرة والكفاءة يقبعون خلف الكواليس؟؟
المهمُّ أولاً كيف نُشخِّص بدقة هذه الظاهرة كما أسميتيها. وفي التشخيص السليم يُمكن لنا أن نخطو نحو الحل.. بمعنى لو سألنا ما هي أسباب الظاهرة حتى يمكن بعد ذلك أن نتعاطى مع منطق حلولها.. هُنا أعتقد من وجهة نظر ليست علمية بل شخصيَّة بحتة أننا نحن مَن ساهم في صناعة هذه الظاهرة بالسماح أولاً للمتسلقين المزيفين أن يكون لهم صوت مسموع، وذلك وقت تكاسلنا، وجف ينبوع صبرنا، ووهنت عزائمنا، واستعجلنا النتائج، فرأى صانع القرار أن هذا المُزيف (غير الكفء أو غير المناسب) هو الأقرب للمكان من ذلك الغائب أو المُغيَّب، وكما قال أحد الحُكماء بأن الإنسان دون المتوسط الذي يُجيد الزحف يصل إلى كُلِّ شيء.. المهم في هذه المرحلة أن نُلغي نظرية الاستسلام، ونبدأ بالنهوض من تعثُّرنا الذي أراه قد طال.. ثم لنعرف أنه لن يصح إلاَّ الصحيح طال الزمن أم قصر.. فالعمل الدؤوب وبإصرار هو الكفيل بإزالة عقبة الرجل غير المناسب.. ليس هذا فقط، بل وإزاحة الستار عن الكواليس؛ ليطل على خشبة المسرح ذوو الخبرة والكفاءة القابعون خلفها حسب وصفكم.
* أُثير جدل وهمس في آذان رجل الشارع وقلق بعض الصحفيين وتوتر بعض الصحفيات هو بؤرتها.. ما سمعنا عن هيئة الصحفيين.. ما هي؟ وكيف؟ ولمَن تعمل..؟ وما مدى توقعكم لصداها نحو مستقبل الصحافة.. وخاصة للصحفيَّة السعودية..؟؟
الجدل والهمس الذي يدور في الشارع حول هيئة الصحفيين يظل جدلاً. أما قلق الصحفيين فهو مشروع، لسبب بسيط وهو انتظار أمل قد طال أمده، فأتى يحبو، لكنه مع هذا قد تأخر في الوصول. وتوتر الصحفيات يقلق مَن يعلق عليهن آمالاً بأن يصل بعضهن لنهاية السباق بإنجاز غير مسبوق. هيئة الصحفيين هي قطعاً الكيان المعنوي الذي سمعتم عنه، والهيئة في حقيقتها حُلم يبدو أن تحقيقه أصبح قاب قوسين أو أدنى، وستكون الملاذ الآمن لكل من ارتضى اللجوء لبلاط صاحبة الجلالة والصحافة ليقول رأيه فيها. وهنا لا بد من توفُّر مناخ صحِّي وبيئة آمنة لطرح الرُّؤى. والهيئة هي القادرة على صُنع ذلك.
توقُّعي آمال كبار بأن تُحقق الهيئة ما يطمح إليه أي منتمٍ للعمل الصحفي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved