الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 29th May,2006 العدد : 155

الأثنين 2 ,جمادى الاولى 1427

جماعة السرد
أحمد الدويحي

فاتحة
(أن المفارقة (والمقصود بجبيل الكتاب الذين عرفوا بكتاب الستينيات وجيل الهزيمة)، تمثل المبدأ التنظيمي الذي يحكم بنيات الأعمال، وهناك حقب تاريخية تولد لغة المفارقة، تلك اللغة هي وليدة موقف عقلي ونفسي معين، وتعرف المفارقة بأنها استراتيجية قول نقدي ساخر).
سيزا قاسم
ويحفظ تاريخ الأدب أن تكون الجماعات الأدبية والفنية في أوساط المثقفين، بأنها تخط مسارات فنية وأدبية وجمالية في ظروف واقع معين، وتشكل لها الفضاء المتمايز عن السائد، لتعبر من خلالها عن واقعها، وترسم شكل خطابها الفكري والإبداعي، كمصطلح لظاهرة تعبيرية وحالات بأدوات جديدة وحساسية طازجة..
وهذه الجماعة باختصار، ولدت قبل أكبر من خمسة عشر عاماً في بيت فهد العتيق، ومضى قطارها بقافلة من كتاب السرد والشعراء والنقاد والمسرحيين والتشكيليين، كأول تجمع ثقافي خارج المظلة الرسمية فيما أظن، وقلت أكثر من مرة أن خالد اليوسف، بنى للقصة بيتاً في جمعية الثقافة والفنون، فكانت الجماعة تأمل أن يكون بيتا لها إلا أنها خرجت من الجمعية بعد سنوات نجاح، لأن في جمعية الثقافة والفنون حينها من يريد أن يسرق نجاح خالد والجماعة، ولنعش المعاناة من ثقافة البيروقراطية في جمعية الثقافة والفنون، ككل الأجناس الأدبية والفنية وليس كتاب السرد وحدهم، وقد رفض الحال الذي وضعتنا الجمعية فيه نحن وخالد اليوسف، كحالة ابتزازية ليس لها صلة بوجه الفن والأدب، لتخرج الجماعة بنشاطها من مقهى إلى آخر لثلاث سنوات، وتستقر أخيراً في نادي الرياض الأدبي..
وأتحمل هنا - تفسير المفاجأة العاطفية لشيخ الرواية - إبراهيم الناصر الحميدان، بما لتلك العاطفة من دلالات، وشعوره بوصاية الأب في داخله على منجز الجماعة، ربما كان الوجه الآخر لهذه الدلالة، نكاية بجناحي صراع جماعة سردية، دون أن أغفل دوراً سلبياً كالعادة، لعضو شرف من إدارة النادي السابقة لتأجيج جذوة الصراع، وفتح باب المنافع الزائلة وما ليس له علاقة بوجه الأدب والفن، لتختزل الأحلام والأسماء والنشاط والسنوات في ذلك الموقف العاطفي، كما تفجر الصراع بسبب مواقف انفعالية من أطراف الصراع، أعترف بأني كنت أحدهم وكان ما كان..
وكان طبيعياً أن يطرح الجيل الجديد مثل هذا السؤال: (هل ما حدث يشكل انقلاباً أم قطيعة مع من قبل؟)، وقد استحدثوا موقعا الكترونيا للجماعة مسايرة للتجديد وروح العصر، وقد يقول قائل ما أهمية الاسم؟ وقد حل جيل جديد ليكمل المسيرة، فالحال قائم بمسمى منتدى السرد، وربما خيمة السرد أو أي أسم آخر، دون أن يدرك مثل هذا السؤال، حقيقة لعلاقة لغوية تمتلك قوة المصطلح وتحدده ووضوح دلالته، وليس لأنه مجرد اسم قدر له أن يذيع ويقوى، فالوزارة وهي تخطو إلى التصريح الرسمي للجماعات الأدبية والفنية، ولكافة اشكال الأجناس الأدبية تشكيل الجماعات، خارج أمكنة المؤسسات الرسمية كحق أدبي يثري ويرفد التعدد، فضلاً أن من سمات الفن السردي أنه في المقام الأول فن تراكمي.
أنا مازلت متمسكا باستقلالية نشاط الجماعة، وضد تذويبها في عمومية نشاط النادي حتى وقد تحقق للجماعة في داخل النادي ما وعدت به، وشهادة حق لرجل توجست منه في البداية، فكان بحق أجمل مما توسمت، ويكفي أنه أعطى للجماعة، مكاناً بعد سنوات الترحال، ومجلة فصلية وكتاب نقدي سنوي، ويذكر المشهد الثقافي له كرئيس لناد أنه من النادرين، لم يغره الكرسي والأضواء، فأدى د. محمد الربيع مدة دورته في النادي أربع سنوات ورحل بشرف.
أقدر وأحب كل الأسماء التي تمثل الجيل الحالي للجماعة وهم إضافة نوعية، وهم أصدقاء كما هم الحرس القديم للجماعة، وقد نسيت بل تجاوزت كل ما حدث، ووالله يا (أسماء) كنت أبحث جادا عن هوية سردية، لو لم ينهض سؤال خطير، باغتني في ندوة حول الرواية عن غياب النقد، فتذكرت ما كان يدور في ورش الجماعة من متابعة نقدية للأعمال السردية، وخصوصا الروائية التي شكلت حضوراً في السنوات الأخيرة، فإذا كان هناك طفرة روائية فلابد أن يصاحبها حركة نقدية، لن تأتي إلا من منتديات السرد وتلك المنتديات لن تفرز مثل هذا الحلم بدون وجود للأجيال التي مضت بالتجربة، وضد القطيعة بين الأجيال حتى لو لم أكن مقتنعاً بمثل هذه التصنيفات، وإذا كنت آسف على أحد، فأسفي شديد لغياب الأسطورة التراثية، وحده في ظلام هذا الغياب، الرجل الذي يجئ لمحطات السرد محملاً بالمعرفة وقلق الواقع، فلا أستطيع رؤية منتدى سردي بدون أن يكون ناصر الحزيمي هناك في موقعه، نعم أسفت على غياب رجل هوايته النظر في عقول الرجال، وقد ترك للبحثين عن الضوء والحضور، وللفراشات الصغيرة التحليق في سماوات الضوء والاحتراق.


aldw17y1000@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved