ما قلّ ودل
الاقتداء..
عبدالغفور عبدالكريم عبيد
|
بادئ ذي بدء أود أن أقول: إن الشهادات العالية لا تنال مصادفة ولا بالتمني، وإنما بسهر الليالي والجهد المتواصل والكفاح المرير، وإن الإخوة الذين يحملون هذه الشهادات كالدكتوراه مثلا هم إخواننا وأصدقاؤنا نعتز ونفتخر بهم كثيرا.. لكن بعضهم وللأسف الشديد يرى أنه إذا نال درجة أو شهادة عالية.. أصبح عالما في كل شيء يقول ما يشاء، ويرد على من يشاء ولا يناقش رأيه، ولا يتراجع عن كلمة قالها، بل هو صاحب القول الفصل، أما آراء الآخرين فمجرد كلام لا يتعدى الأفواه.
ومثل هذا في نظري مخالف لما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم وطلابه، فالعلم كما هو معلوم لا يقتصر على حاملي الشهادات، وعلى شخص دون آخر، وهو كالبحر لا ساحل له يغترف منه الصغير والكبير، الفقير والغني، الشاب والشيخ، العربي والأعجمي.
ولقد كان كثير من أساتذتنا وشيوخنا لا يحملون من الشهادات شيئا، ولكنهم في الميدان يتفوقون على أصحاب (الدال)، هكذا كان حال السلف الذين ملأوا الدنيا بالعلم النافع والقول السديد والنظر الثاقب.. فحازوا خيري الدنيا والآخرة.. لأن أساسهم كان مبنيا على التقوى، والتواضع والزهد.. ففتح الله سبحانه وتعالى عليهم فتوح العارفين.
فينبغي أن نقتدي بالسلف والخلف معا.. ممن أوتوا مصابيح الهدى، وكانوا في قمة المعرفة، والحكمة والبصيرة حتى رزقهم الله تعالى الدرجات العلى، وصدق الله العظيم القائل ({وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
