حول صوالين الباحة
لم يُبكَ ميتٌ ولم يُفرح بمولود
|
طالعتُ ما نشر في المجلة الثقافية بتاريخ 17-4- 1427هـ تحت العنوان التالي: (صوالين الباحة تتبخر)، ولي وقفات أود أن أداخل بها في هذا الشأن:
الأولى: كنت ممن حضر واستبشر خيراً بإطلالة الجلسة الأولى ل(ثلوثية الرباعي)؛ حيث قرأ الأستاذ المبدع أحمد بن علي آل مريع ورقة بعنوان: (اعترافات العلماء في سيرهم: الطنطاوي نموذجاً) التي تنشر حالياً في المجلة الثقافية على حلقات، وقد حضرتُ من غير دعوة ولم يردعني عن ذلك ما في المثل الشعبي الجنوبي: (من حضر بلا عزيمة جلس بدون فراش) على ما فيه من زواجر النهي عن التطفل. وما تربطني بالدكتور علي الرباعي علاقة سابقة، غير أني تتبعت خبر الثلوثية من الصحف وعرفت مكان انعقادها. ومثل هذه الأسبوعيات فوائدها ظاهرة مشهودة، فليست من أعمال السراديب المظلمة في شيء، بل إن التوثيق من أساسيات أنشطتها.
الثانية: ما ذكر عن الدكتور (أبو عالي) من أنه لا يؤيد مثل هذا التوجه في المنطقة.. فأقول: هذا رأيه، وهو حر فيه، ولا أظنه يقصد التلويح بعصا الرسمية لقمع كل فكرة من هذا القبيل، وإلا لكان هو أول المهددين بها. وما تسرب - ولم ينشر - عن استقباله الوفد الأكاديمي الزائر في صالونه، وخطاب رئيس النادي بتهنئته واعترافه بأن عمر الصالون ثلاث سنين، كل ذلك دليل إثبات على أن الأمر فيه متسع.
الثالثة: إشارته إلى محدودية المنطقة وريفيتها وعدم احتمالها لمثل هذه الأفكار..! هذه الإشارة فيها احتواء وتقزيم ومصادرة لمكانة المنطقة، ولا أدري لمصلحة من؟ فالباحة ليست بهذه الصفات كما فهم من إشارة الدكتور، بل على المستوى الرسمي لها اسم ومحتوى، وهي منطقة من ضمن المناطق الرئيسة في بلادنا، وعلى المستوى الثقافي والاجتماعي بها كثير من المثقفين وطلاب المعرفة وأهل الرأي البارزين على المستوى الوطني.. وتمثل مثل هذه الأنشطة مطلباً ملحاً.. وما تشريف سمو أمير المنطقة ورعايته لقاء الوفد الأكاديمي الزائر إلا دليل على رغبته في نشر الوعي الثقافي والمعرفي على جميع الأصعدة.
الرابعة: كذلك أشار الدكتور (أبو عالي) إلى أنه يرغب في أن يكون التوجه إلى المؤسسات الرسمية فقط.. ولا ندري أيها يقصد؟ ربما يعني النادي الأدبي.. فالذي يجب أن نبينه أن النادي ليس له مثل هذه المناشط الأسبوعية، وأي فائدة ترجى على مستوى الحركة الثقافية الاجتماعية لا الرسمية من مؤسسة يديرها ثلاثة من الإخوة المقيمين، ورابعهم شاب حديث التعيين على وظيفة أمين مكتبة..! مع كل التقدير الفائق للشيخ الفاضل رئيس النادي.
أما اختطاف الفعاليات الرسمية وتجييرها للمصالح الشخصية والحظوظ القصيرة الأجل فهي أمور يفترض ألا تكون ضمن أجندة المثقفين، فمن المعلوم أن من أسباب الحسد هو التنافس على مقصود واحد، فإذا شاع هذا السبب في سماء الثقافة ضاقت مسالكها، وأجدبت أرضها، وذهبت خيراتها.. وعندها جاز لأهل الغيرة الثقافية أن يرددوا بأسى:
إن دام هذا ولم يحصل له غير
لم يُبْكَ ميتٌ ولم يُفرح بمولود
سعد بن عبد الله الحارثي- الباحة
Dim-Light@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
