الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 29th May,2006 العدد : 155

الأثنين 2 ,جمادى الاولى 1427

مثقفات مكة.. يا وزير الثقافة
في انبثاق جديد أمِّل فيه الخير لأول لقاء مفتوح دعا إليه النادي الثقافي الأدبي بمكة المكرمة جمهور المثقفين والمثقفات، وأفعم هذا اللقاء بالأماني والأمنيات ومزيد من الترقب بوارق الأمل والتحين لهطول السحائب، وغدا المهتمون والمهتمات بالشأن الادبي والثقافي يحللون تصريحات رئيس النادي ويرصدون التوقعات ويحصون الوثبات القادمة على ساحة الأيام.
وفي هذا المساء الجميل المعبق بأريج الطهر والقداسة لأم القرى، خرجت المثقفات بمكة من أحيائهن العريقة الهادئة متوشحات بفكرهن وعلمهن تدعم خطواتهن الرغبة الصادقة لولي الأمر حفظه الله في تفعيل مشاركة المرأة وتأكيد تميزها الفكري ووجودها الإنساني ودورها الحضاري والذي عرف بالتجديد دائماً في خدمة دينها ووطنها ومليكها.
وكان موعد اللقاء المنتظر في الصالة النسائية المتواضعة بموقع النادي وتجمعت حصيلة ما قرأ في الصحف المحلية على لسان رئيس النادي والذي كانت تصريحاته التالية:
- هناك تعريف برسالة النادي - لأن رسالتنا ستكون جديدة - وهذا جيد.
- ستكون مستمعين للحضور، نقف على تطلعاتهم لأنهم شركاء في تحقيق الأهداف، ونؤمن بالتضافر بين النادي وجمهوره (وهذا جيد للغاية).
- وبدأت بعد ذلك فقرات اللقاء تتوالى.
فبعد كلمة رئيس النادي الجديد والتي احتوت.. وعوداً ووعوداً.. ووعوداً ألقيت كلمة النخب الثقافية الرجالية - ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور - حسن مختار وسط حشد من الأدباء والشعراء والمثقفين بمكة رسمت هذه الكلمة على ملامح وجوههم علامات الاستفهام والدهشة والاستغراب، ولسان حالهم يقول ليس للدكتور - مختار الحق في إلقاء كلمة النخب الثقافية الرجالية لأن أهل الشأن موجودون وهذا شأنهم ويخصهم بالدرجة الأولى، ونحن هنا لا نقلل في حق الرجل الأكاديمي الذي له مضماره المعروف به في كيانه الجامعي، وانطلاقاً من القاعدة الشرعية التي تقول (إذا حضر الماء بطل التيمم).
وقد ذكر الدكتور حسن مختار في كلمته (المسجلة) أنه تردد كثيراً.. في إلقاء كلمة النخبة الثقافية الرجالية لكنه وجد إصراراً من رئيس النادي في رغبته الشديدة بأن يلقي الكلمة وهذا شيء عجيب، والأعجب من ذلك أن تلقي إحدى الفتيات الناشئات وغير المعروفات على الساحات الثقافية والأدبية كلمة النخب الثقافية النسائية، ولكم أن تتخيلوا وتفسروا ما يعنيه هذا المسمَّى من مضامين - كلمة النخب الثقافية النسائية - حيث تعتبر هذه الناشئة بنتاً من بناتنا، وهذا لا يعني أننا لا نعترف بالناشئات بل سوف ندعمها ونرعاها ونوجهها إذ أتت في موقع الشابات الناشئات بالنادي فلها الحق في ذلك, لكن يا معالي الوزير أن يتجاهل رئيس النادي سيرة وتاريخ وعطاء ومشاركة المثقفات وما حققنه من إنجازات متميزة سجلها الوطن لهن في مجالات الفكر والأدب والثقافة والإعلام والتعليم والتربية والفن التشكيلي، فهذا بالفعل لا يرضي أي عاقل - إن مثقفات مكة كثيرات ولهن أعمالهن الشامخة، فلماذا هذا الإجحاف وهضم حقوقهن وتهميشهن، فكيف سمح رئيس النادي بإلغاء وجودهن وتغيب وحجب كلمتهن، في شكل مكشوف ومفضوح عندما سلب التقديم فجأة من المسؤولة عن التقديم النسائي والتي حضرت مشكورة مبكراً وألغيت كلمتها وألغي تقديمها، هكذا دون أن يراعي أن من في الصالة النسائية، مثقفات.!! فأي استغفال هذا؟
أتي صوت أحد الاعضاء المهتم بالتقديم من الصالة الرجالية وقدم الأستاذة الناشئة، والإخبار عن وصولها الآن، وبقيت الحاضرات في ترقب وانتظار لوصول الأستاذة الناشئة للتعرف على هذا الام غير المعروف في الساحات الثقافية والأدبية حتى ظهرت قادمة إلينا من باب القاعة!!
وكما عرف الجميع أن الكلمة كانت لسعادة الدكتورة الشاعرة المعروفة ابنة مكة البارة د - مريم البغدادي، وكان هذا شرفاً للمثقفات أن تقول كلمة النخب الثقافية النسائية، ولكن لمرضها شفاها الله اعتذرت، إذا هنا لماذا لم يتم اختيار إحدى المثقفات المعروفات وهن كثيرات، كما أشير سابقاً ومدونة أرقام هواتفهن ودوائر أعمالهن.
إن رئيس النادي عمل بمبدأ المحسوبيات والمجاملات، فاستجاب لترشيح أحد الدكاترة من الاعضاء لهذه الناشئة وشطب بكل سهولة وجود ما يسمى مثقفات وأديبات دون تقدير لما يترتب عليه الأمر من مسؤولية ومسألة! وهذا يناقض ما جاء في تصريحاته، عن الشراكة والتضافر؟
- علماً أن معظم المثقفات لم توجه إليهن دعوة شخصية للحضور إنما حضرن عن طريق الصحف المحلية، وإعلانها لهذا الموعد.
- المشاركة النسائية كانت مضغوطة ومقننة - وقد تم قفل الميكرفون ما يقارب الساعة قبيل نهاية اللقاء لتمنع المشاركة النسائية رغم كثرة المشاركات وهذا مثبت لدينا ونعلم بهذه الحركة سواء في الصالة النسائية والصالة الرجالية.. وهذه زلة فظيعة من رئيس النادي دون أن يفطن إلى مسؤوليتها وعواقبها، ولعل السبب الأول يكون الحيز الواسع من المحسوبيات والمجاملات التي تأتي بثقلها على رأس الغير، وتفشل أي مشروع معد للنجاح، وأتساءل، لماذا لا نعي بضرورة أن يكون لنا ثبات على المبدأ ولا نناقض أنفسنا فيما نقول؟ لماذا لا يكون لنا تحديد سليم وواضح ومشرق شروق الشمس لما أتينا وكلفنا به؟ لماذا لا يكون لنا تخطيط مركز الأفكار هدفه الرئيسي محدد فقط في الثقافة والأدب، حيث العلاقة والصلة، حتى لا يجدو لأول وهلة في هيئة المخطىء المخفق المتخبط؟، وأن تكون البداية هكذا.. أعتقد أن لا بداية، وهذا مؤشر مؤسف يحبط تطلعنا نحو اثقافة والأدب وتطلعات المسؤولين بالدولة نحو شأن المرأة والاعتراف بوعيها وفكرها وإنجازاتها.
أما ماذا يريد المثقف والمهتم من المجتمع المكي من ناديه؟
أبدأ بما لا نريد..
- لا نريد مسمَّى للنادي - نادي ثقافي - فقط، بل نادي ثقافي أدبي.
- لا نريد من أعضاء مجلس الإدارة العشرة في النادي أن يلزموا الصمت ولا يكون لأحد منهم أي إبداء للرأي أو صناعة قرار.
- لا نريد المزيد من المؤثرات السلبية كما هو ملحوظ وملموس - وكفى..
- لا نريد آراء أحادية تحدث خلافاً واختلافاً وتمزق النسيج الفكري لهذه النخب الموقرة.
- لا نريد تهميشاً وإقصاء وتنصلاً وتغييباً.
- لانريد تكميم أفواه وقفل ميكروفونات واستئثاراً وهيمنة ووصاية في الوقت الذي تدعو فيه قيادتنا الرشيدة حماها الله إلى فتح أبواب الحوار ولدينا مركز وطني للحوار!! وحان الوقت لجني ثماره.
وأخيراً نريد مشاركة للمثقفات ومنحهن فرص النقاش والجدل والحوار وتبادل الآراء والأفكار والأخذ بها وتفعيلها بكل احترام وتقدير وإجلال ليكون النادي بالفعل ميسرة وشأن في مشاركة المرأة.
وختاماً.. كنت أود أن تكون هناك مساحة للتعليق الموضوعي على مشاركات المثقفين والمثقفات وليس الاسترسال في المشاركات، وكانت مداخلتي عن الثروة القومية الحقيقية لحضارة الشعوب وهي استثمار الفكر الإنساني في حصانته من الفكر الضال، والوقوف على جبهات المحاربين والمقاتلين بالفكر ضد الفكر لاسيما وأن مناسبة كهذه لا تفوت دونما استثمارها.
والوطن في حقيبته الزمنية هذه بحاجة إلى ضراوة الفكر ويسالة القلم للقضاء على أوحال الفكر الضال، وهذه قضية وطنية تخص المفكرين والمثقفين للتفاعل معها في شأن أمن وأمان وطننا المجيد حماه الله.


وفاء بنت حسن منور
قاصة وفنانة تشكيلية

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved