الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 29th May,2006 العدد : 155

الأثنين 2 ,جمادى الاولى 1427

جدة والرياض أبرز مواقعها
معارض رسمية وأخرى خاصة أثْرَت الساحة التشكيلية المحلية
*إعداد - محمد المنيف:
قد لا تتسع حقيبتنا اليوم للحديث عن المعارض والنشاطات الكثيرة التي أثرت الساحة التشكيلية هذا الموسم مع أن أغلبها خصوصاً في الرياض جاءت متأخرة وفي وقت يراه البعض غير مناسب لإقامة المعارض ونعني به نهاية الموسم الدراسي، وبدء التوجه العام إلى الاهتمام بالاختبارات ونحوها والاستعداد للسفر لقرب فترة الصيف، كما أن أفضل الفترات لإقامة المعارض هي الواقعة في بداية شهر سبتمبر إلى نهاية شهر إبريل.
نعود إلى القول: إن الحقيبة لا يمكن أن تحوي أو تستوعب الكم الكبير الذي عاشته الساحة من معارض رسمية وخاصة، ولهذا سنستعرض بعضاً منها خصوصاً الأقرب لنا بعد أن نأخذ وقفة لنعود بعدها لمتابعة جديد اللجنة التحضيرية، وآخر أخبار تأسيس جمعية التشكيليين بعد الموافقة على نظامها رسمياً بناءً على ما يتم تزويدنا به من قبل أمين اللجنة الفنان سمير الدهام.
جديد الساحة
في البداية يجب أن نشير إلى أن قاعات العرض في جدة الأكثر نشاطاً وإثراءً للساحة خصوصاً أتيليه جدة والمركز السعودي والعالمية للفنون التشكيلية بجانب ما ساهم به بيت التشكيليين، وفي الرياض هناك أيضا تحرك في بعض القاعات الخاصة تنوعت فيها المعارض والمستويات وبرز فيها اختلال الرسم البياني بين معرض متميز وآخر متدن كشف هذا التباين تراجعا في تحقيق الهدف من إقامة تلك القاعات، كما يمكن أن نقول إن أبرز المعارض في العاصمة الرياض يتمثل في معرض الأبعاد الثلاثة ومعرض الفنانين السودانيين اللذين إقامتهما وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، ومن الجانب الخاص هناك معرض الفنان أحمد عبد الكريم في الخزامى ومعرض الفنان محمد إدريس ومعرض ثنائي للفنانتين هدى عمر جودة ود. سامية الشيخ.
جولة المعارض
لننطلق من معرض الأبعاد الثلاثة وهي التجربة الأولى لمثل هذه المعارض كما أشير في الكتيب المصاحب مع تحفظنا على كلمة أو معنى (الأولى) هل تعني التميز أو الخطوة؟ ولكل منهما تفسيره فإذا كان يعنى بها التميز والريادة فهناك تجارب سابقة للإدارة العامة للتعليم في مختلف المناطق أقامت فيها معارض للمجسمات والفنون التطبيقية، أما إذا كان المقصود الخطوة فالأمر يجعلنا نبحث عن الإيجابيات ونغض الطرف عن السلبيات التي تصاحب أي خطوة أولى ومنها تراجع مستوى التجاوب أو تقديم أعمال لا تتفق مع الفكرة الأصل وكل هذا لا يتحمله معد أو منظم المعرض بقدر ما يتعلق بالطرف الثاني (الفنانين)، ولهذا يؤجل ويغض الطرف للخطوة الثانية أملا في أن تحل الكثير من العوائق أو الإشكالية التي صادفت الخطوة الأولى إن وجدت.
هيمنة النحت على الخزف
هناك أمران ملفتان للنظر في هذا المعرض الأول: التسمية ووجود تراجع أو تخوف من تسمية المعرض (بمعرض النحت) مع أنها تسمية عامة وعالمية لا تعني ما يمكن تفسيره أو تأويله بأنه تجسيد لذوات الأرواح خصوصا أن الفنان المشارك ولد على الفطرة وتربى على قيم ومبادئ دينه الحنيف ويعرف كيف يمارس إبداعه وينقله لأعين العالم بكل ثقة وخصوصية يجمع فيها بين الجانبين المعاصرة والانتماء، (كما شاهدنا في هذا المعرض من أعمال متميزة لنخبة من الفنانين المعروفين في الساحة مثل الطخيس والرويضان والدحيم والعجلان وواصل إضافة إلى أسماء جديدة)أما الأمر الثاني فهو في وجود الخزف ضمن المعرض وبمساحة أقل مما يستحقه كإبداع له محبوه وعشاقه وممارسوه كاد يحجب أو يزيح الفرصة في إيجاد معرض مماثل لفناني الخزف والبورسلين وهذا ما تلقينا حوله موافقة مبدئية من الوكيل الدكتور عبد العزيز السبيل عندما باركنا له نجاح الخطوة وما منح فيها من مساحة متميزة للنحت وأشرنا إلى أن الخزف لم يأخذ حقه لوجود الكثير من الفنانين على مستوى المملكة وأصبح الأمر متعلقا بالمنتمين لهذا المجال في تحريك إبداعهم ففي مناطق المملكة الكثير من الأسماء والكثير من رواده منهم - على سبيل المثال - الفنانين، د. صالح الزاير، د. محمد الضويحي، سعد المسعري، أسعد بيت المال، محمد المعيرفي إضافة إلى الفنانين والفنانات الشباب الذين ساهموا وتواجدوا على الساحة في مجال الخزف.
النحت في الفضاء المفتوح
لهذا فإن معرض النحت الذي نؤمل إقامته بشكل خاص وبالاسم مباشرة دون تردد أو تحفظ عودا إلى ما ننشره بشكل مستمر عن أخبار فناني النحت أو نجري لقاءات معهم بصفتهم نحاتين وليسوا فناني أبعاد ثلاثة دون حرج أو نتلقى أي ردود فعل قد تنتج عن سوء فهم كما نرى ونتفق مع الكثير من وجهات النظر التي تعني أن أعمال النحت تحتاج إلى مساحة مفتوحة لإبراز العلاقة بين الكتلة والفراغ الذي يشكله الفضاء المفتوح ولهذا ففي إقامة المعرض وبأحجام تزيد على المتر إلى المترين في إحدى الحدائق العامة ما يقرب مفهوم العمل الفني النحتي إلى المتذوق والمتلقي كما يعطي فرصة للمعنيين عن تجميل المدن بقيمة العمل التقنية والموضوعية.
معرض الفنانين السودانيين
من المعارض الجديدة على الساحة معرض الفن السوداني المعاصر الذي أقيم من قبل وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وعرض في مركز الملك فهد حيث اشتمل المعرض على مجموعة من الأعمال لنخبة من الفنانين السودانيين من بينهم فنانتان إحداهما قدمت أعمال نحت والأخرى في الجرافيك. والمعرض بشكل عام يمثل نموذجا صادقا للفن السوداني الذي يضم أسماء أخرى وصلت أعمالها إلى العالمية، فللفن السوداني سمة متميزة تظهر من خلال الانتماء الصادق والأمين مع الموروث الاجتماعي والبيئي.
معرض سيموطيقا
أحمد عبد الكريم
يسعى الفنان المصري الدكتور أحمد عبد الكريم في معرضه في الخزامى إلى توثيق تجربته السيموطيقية التي تعني لغة الارتكاز على الرموز والعلاقات والإشارات البصرية وإحالتها إلى فعل جمالي بأعمال فنية مسندية ذات بعدين أو مجسمة بثلاثة أبعاد، من خلال الرسم أو التصميم بمضمون فلسفي أو تعبيري ذاتي.
وتأخذ سيموطيقيا العلامات في مجال الفنون البصرية صياغات بصرية متنوعة كما قدمها الدكتور في معرضين أحدهما في الرياض والآخر أقيم العام الماضي في جدة، واستخدم فيها مختلف الخامات وأساليب التنفيذ ليظهر لنا ما يمكن أن يقام أو يتم القيام به من أعمال.
إن الأعمال التي يحرص الفنان د. أحمد عبد الكريم على أن يقدمها في معارضه الأخيرة التي بدأها من جدة أحدثت الكثير من ردود الفعل فأصبحت القضية الأولى في أي ندوة أو لقاء يجمع الفنان الدكتور أحمد عبد الكريم بزملائه التشكيليين، وفي معرضه الأخير في الرياض برزت الكثير من الملامح التي لم تكن واضحة في معرض جدة، خصوصا تقديمه أعمالا بحجم كبير وبرموز أصبحت تشكل شخصية الفنان أحمد وتسجل له رسميا بما تحمله من أبعاد فلسفية بتمكن قل إن نجده إلا في مثل هذه التجربة المقنعة بالهدف الذي يشير إليه الفنان عن بعد تاركا للمتلقي المثقف الواعي بمعنى توظيف المفردة التي تشكل عنوانا أزليا لتصبح لغة تحمل معاني ومفردات بصرية عميقة تؤكد علاقة الفنان بموروث يجمع أنماط وأشكال وإيحاءات أساطير وحكايات، لهذا نجد أن الفنان الدكتور أحمد عبد الكريم سيبقي أثرا هاما وتأثير مهما في مسيرة الثقافة البصرية المحلية وسنرى بالفعل أعمالا قادمة للأجيال الجدية وقد استلهمت من هذا الأفق الواسع في التعامل بالفن مع مختلف الأدوات والرؤى وجدانا وعقلا.
الجديد أو المختلف في معرض الفنان أحمد عبد الكريم يظهر في العمل الذي يتشكل من مجموعة من إطارات لسيارة مع بعض من قطع الحديد تمثل بقايا حادث مروري استهل به المعرض رمز إليه الفنان بعنوان نهاية مفحط، العمل أجده بعيدا عن ما يظهر في المعرض من تزاوج بين اللون والكتلة والإشارات والرموز الخطية وبقائه في حدود الإعلان أو إحداث رد فعل توعوي أكثر منه عمل إبداعي كما هو المعرض المتميز كالعادة.
هدى العمر ود. سامية الشيخ
من المعارض التي تواجدت في الساحة الأيام القليلة الماضية معرض مشترك بين الفنانتين الدكتورة سامية الشيخ والفنانة هدى عمر جودة وكان يحمل عنوان لقاء إبداعين مما يعني تنوع الخامات حيث قدمت الفنانة هدى جودة مجموعة من أعمالها الزيتية وقدمت الدكتورة سامية أعمالا استخدمت فيها تقنيات النسيج.
محمد إدريس وحنين الحرف
من المعارض الفردية قدم الفنان التشكيلي المصري محمد إدريس معرضا اشتمل على مجموعة من الأعمال زاوج فيها بين تأثير اللون بإيقاع حالم ومرن بإيحاء حروفي اقتنص فيه الفنان أجزاء وأطراف بعض الحروف في أجزاء من اللوحة وفي أجزاء أخرى أعطى للعبارة نصيبها دون تكلف أو إقحام للحرف بقيمته الخطية أو استعراض لقدرات الفنان المتخصص في الخط بكل قيمه ومعاييره وأطره المعروفة بقدر ما جعل من الحرف رمزا أو إشارة عابرة في كثير من الأحيان.
ثنائي الفنانين الدهام وفارع
بين حين وآخر تظهر معارض ثنائية البعض منها يستمر والبعض الآخر يتوقف إضافة إلى أن الكثير منها لم يكن منسجما أو متقاربا في مستوى الإبداع ويأتي إقامة المعرض نتيجة للعلاقات أكثر منها تقارب في المجال، من الثنائيات الجديدة يتم حاليا وضع اللمسات النهائية على معرض مشترك بين اثنين من الفنانين في الساحة الأول الفنان سمير الدهام الذي يعتبر أحد الأسماء البارزة والمؤثرة والفاعلة على الساحة التشكيلية وقبلها الساحة الإعلامية من خلال تواجده الإبداعي من خلال المعارض أو إدارته للكثير من المهام والإدارات التشكيلية الرسمية مع ما يمتلكه من تميز في إبداعه الذي حقق من خلاله أسلوبا يتجدد في كل معرض أصبح سمة للفنان الدهام على المستوى العربي أما الاسم الآخر فهو الفنان محمد فارع من جيل الشباب الذي حقق موقع قدم له ولأعماله جعل من أعماله مثار إعجاب وتقدير الكثير من المتابعين والراصدين للساحة، يأتي هذا الثنائي الجديد ليثير تساؤلا لنا حول اختيار الفنان الدهام للفنان محمد فارع في وقت تضج فيه الساحة بأصوات الفنانين بمختلف طبقات الأصوات (التشكيلية من خلال اللوحة أو أي من فروع هذا الفن)، التساؤل أيضا يأتي بعد عودتنا لثنائيات الفنان سمير مع الفنان الراحل محمد السليم والفنان علي الرزيزاء، وعن القاسم المشترك بين الدهام والفارع، هذا التساؤل وجدنا إجابتها في حديث سريع مع الفنان سمير الدهام الذي علق قائلا إن لدى محمد فارع من الإمكانيات والملامح الإبداعية ما يجعلني أتوقع له مستقبلا كبيرا في الساحة ولهذا تولدت لدي القناعة بأن يشاركني معرض ثنائي وبهذا أكمل ما بدأه السابقون الذين أشعرونا بدعمهم في قبولهم مشاركتنا في بداية تواصلنا مع الساحة ومنهم الراحل السليم والفنان الرزيزاء ليأتي دورنا في الأخذ بأيدي الشباب وتقديمهم بشكل أكبر محليا وعربيا.
من جانبه تحدث لنا الفنان محمد فارع عن هذه الخطوة قائلا إنه يسعد بأن يكون ثنائيا مع فنان بمستوى سمعة وشهرة الفنان سمير الدهام ومكانته التشكيلية وبما يمتلكه من قدرات نتجت عن عمر زمني وفني كبير كما أنني أرى الكثير من التقارب في كثير من ملامح أعمالنا مما يعني أن الخطوة ستكون ناجحة بإذن الله.
انتهى حديث الثنائي لنعود للقول: إننا من خلال الرؤية العامة للساحة ومعرفتنا بغالبية الفنانين فيها وبأساليبهم يمكن القول إن في خطوة الدهام وفارع نقلة متميزة في الجانبين الأول وعي كل منهما بإبداعه ومن ثم وجود رابط غير مرئي لكنه محسوس بين تجاربهما مع الاحتفاظ بالأقدمية والأستاذية للدهام مع ما يمتلكه فارع من قدرة على إيجاد سبل التوازن والتوازي مع مسيرة الفنان الدهام.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved