الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 29th May,2006 العدد : 155

الأثنين 2 ,جمادى الاولى 1427

رؤية
الأدب الإسلامي ونماذج التلقي..
(نقطة تفتيش) لمحمد الحضيف.. نموذجاً..؟ (1-2)

أقرأ الدكتور (محمد الحضيف) بوصفه روائياً.. بالمفهوم التقليدي والتصنيفي العام.. للمجربين في هذا الحقل.. وليس بوصفه (كاتباً وأديباً وإعلامياً إصلاحياً سعودياً).. كما جاء بالتعريف به في موقعه.. على شبكة الانترنت..! والموقع الخاص ب(الدكتور).. مصمم بعناية فائقة.. ويضم مقالاته وإصداراته.. التي تشمل السرد بنوعيه (القصة.. والرواية).. وأراء زوار موقعه.. وقراء قصصه.. وروايته الأولى (نقطة تفتيش).. التي توزع بآلية (عولمية عصرية).. فريدة من نوعها.. في عالم تسويق وتوزيع الكتاب.. فهي تحاكي الخدمات التي تقدمها بعض المحال التجارية والمطاعم تحت مظلة الوعي الاستهلاكي الشعبي (الإغرائي): (اتصل نصل).. فرقم (جوال) الدكتور أو أحد مساعديه.. مثبت تحت صورة أغلفة أعماله السردية التي ضمها الموقع.. ؟
ما على القارئ (النهم) سوى الاتصال.. لتصله الرواية.. أو المجموعة القصصية.. في الزمان والمكان (المتفق عليه بين البيَّعين)..؟.. ومن المجموعات القصصية لمن أراد الاستزادة: (قاومي ليلي) و(وداعاً هيا) و(موضي حلم يموت تحت الأقدام) و(خرج ولم يعد) و(رحلة القلب الأخيرة).. وهي صياغات لعناوين ذات دلالة (واقعية) تشير إلى نطاق بيئي واجتماعي معروف.. وأخرى (رمزية) ملتبسة بحالة أسى درامي، اعتدناه بما يسمى بالمسلسلات الخليجية.. وإن كان لا يخلو لدى (الحضيف) من الاعتداد بالحياة.. والتشبث بالأمل.. عبر رؤية نوعية.. لايمكن أن يعبأ بها سوى تصوره ك(أديب إسلامي).. يكتب عن الكون والناس والحياة.. مكرساً الأطر النفعية الصارمة لهذا الأدب.. ؟.. الذي يريد له أصحابه.. الذود عن حمى القيم.. وترسيخ (إسلاموية) الإبداع..!! هكذا تبدو إلزامات التصور.. الذي يعبر عنه هذا (السارد).. ليضيف إلى منجز الجماعة أو الرابطة التي ينتمى إليها..؟
فهو.. ك(أديب وإعلامي إصلاحي سعودي) ينطلق من اعتبار فكري مناهض - في مقالاته - لمحاولات (الليراليين الجدد).. الذين يطرحون مصطلحات مثل:- (ثقافة الكراهية.. وثقافة الموت.. والمنهج الخفي).. يرى الدكتور أنها:-(نتاج ثقافة اقصائية مريضة.. لأفراد لم يعرف لهم تاريخ وطني)؟! فالتاريخ الوطني.. مستودع في وجدان الدكتور (محمد الحضيف).. وهو وجدان مرهف.. تبدو عليه مسوح رومانسية.. تمتح من أنهار السحر الحلال.. وتنم عنها فاتحة موقعه الالكتروني.. التي كُتبت على واجهته الرئيسية:
- (جس الطبيب خافقي وقال لي: هل هنا الألم.. قلت نعم.. فشق الطبيب جيب معطفى وأخرج القلم)..؟ هذا هو القلم.. العذاب الأبدي.. والإحساس الجواني الذي يختلج في فؤاد (كاتبنا وأديبنا وإعلامينا واصلاحينا السعودي).. المعنى بدءاً.. بالإصلاح كموقف.. يكابد من أجل تغيير المفاهيم.. وصياغة الرؤى.. وبناء التصورات الأجدر بالبقاء.. ؟ ومن علامات نبوغ هذا الكاتب.. دقة التصنيف الموضوعاتي.. لأعماله السردية.. واستشرافاته النابهة لدلالاتها المحتملة.. وآفاق التلقي البَعديه.. لأعماله القصصية.. ؟ وبذلك يعيد (الحضيف) ترتيب مراحل العملية الإبداعية؛إذ يحدد أولاً:المضامين الدلالية المستهدفة.. ؟ ومن ثم يصنع لها النماذج ويصب في إطاراتها السلفية الأمثلة الإبداعية وتفاصيل القصة التي تصل به.. إلى تلك الأهداف.. ؟.. فينص مثلاً على أن مجموعته القصصية المسماة.. (غوانتاموا) (تضم النصوص القصصية الفكرية والسياسية)..!! و(ديمي حب أول) (تضم النصوص العاطفية والاجتماعية..) ويدل هذا التصنيف الدلالي.. على جاهزية الكاتب.. وإدراره الإبداعي السلس.. بحيث يستطيع تغطية كافة المجالات الأخرى.. كالتاريخية والجيوسياسية.. والانثربولوجية.. والبيداغوجية... بنصوص (سردية) خاضعة لتصور الأديب الإسلامي للكون والإنسان والحياة..! طالما رفع شعاره المجيد.. على ذروة الضفة اليمنى من موقعه الالكتروني:-
.. وتبقى الكتابة هماً ورسالة.. ؟ و(الحضيف).. بوصفه نموذجاً طليعيا للأدب الإسلامي.. ؟ إنما يروم عبر هذه المجموعات القصصية.. اجتراح موقع يليق به.. ك(أديب وإصلاحي) يمزج بين مسار الايديولوجيا الصعب.. وفوقية بنائها الفكراني.. وعصب الإبداع وحساسية الكتابة.. وفوضاها الخلاقة.. ؟؛ بالحفر في وجدانات (ليلى وديمي وموضي وهيا).. ومن ثم العبور للأمكنة المغلقة؛ (غوانتاموا)... لتتجلى واقعية السياسة.. وإكراهاتها القلقة.. وبرانية الفكر القار في أدمغة صُناع سياسة العالم.. والموجهين لمساراته.. ؟ومُبتغى شداة وجماهير الأدب الإسلامي.. الذين يستسيغون مايعمق الصورة الطهرانية النقية.. التي ترسمها مخيلات مبدعيهم.. لعالم تلوثه أيدي العابثين من الليبراليين.. و(حفار القبور).... ؟ أما (نقطة تفتيش) الرواية الأولى.. ل(محمد الحضيف).. فهي المخرج الإبداعي.. الذي وصل إليه.. بعد تراكم هذه التجربة.. واختماراتها السردية.. ومن ثم ظهور إرهاصاتها وبشائرها في المجموعات القصصية.. لتبلغ (ذروة سنام) الإبداع.. في هذه (الرواية).. التي تقع في (210) صفحات من القطع المتوسط والمقسمة إلى (23) فصلاً.. كمحاولة جادة للعبور من بحر القصة القصير.. إلى نهر الرواية الطويل.. سهلة القياد والانقياد لمن أخلص النية.. ؟ في أن يرتقي سُلَّمَها.. من لايعلمها ولايدرك مبادئها واشتراطاتها.. ؟.. ومن ثم.. فلن تزل به إلى الحضيض قدمه... -كطيبة الذكر (القصيدة)- بل لن يعدم زرافات المعجبين والمعجبات من القارئين والقارئات.... ؟.. والرواية كما يقول (الحضيف):-
** (قراءة نقدية وفكرية لأحداث العنف والإرهاب.. التي حدثت في المملكة).. وكتب على غلافها:-
** (أحداث العنف والإرهاب.. مزقت سكون الرياض.. وهتكت عذرية سكينتها.. والرياض لم تكن ضحية فقط.. بل كانت كذلك مسرحاً ذبحت على أديمه معاني جميلة.. أحدها الجهاد)..
** (حين كانت الرياض تتخضب بدمائها،وتمد يدها،بحثاً عن مخرج،كان ثمة (حفار قبور) و(مثقف)قد صار معروفاً.. متى يزدهر حفار القبور،وماهي أدواته.. ولماذا دائماً هو على الحياد)
** .... نقطة تفتيش فعل (مثقف) ارتأى أن يكون (شاهداً) وليس حفار قبور..
**(شاهد.. أراد أن يجيب على كل الأسئلة.. لتعود للمدينة سكينتها ويعود المعنى الجميل إلى ميدانه الحقيقي). و(مما لاشك فيه).. أن هذه الصياغات البيانية المبهرة.. ومعاني الفضيلة الراقية.. وبرهانات (الحياد) الأصيل.. الذي وصف بها (الكاتب) عمله.. ؛إنما تأخذ اعتبارها من بياض نواياه.. فالأعمال بالنيات.. هكذا نوى الكاتب.. و(نقطية تفتيش) ترجمه حقيقية للنيّة.. عندما تتحول إلى همّ يحتويه (الجهاد)..!؟ (...يتبع)


محمد الدبيسي
Md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved