الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th September,2003 العدد : 30

الأثنين 3 ,شعبان 1424

الفنانة عالية الشراري:
أستنبط رموزي الفنية من واقعي الإنساني والبيئي

* القريات مكتب الجزيرة:
الموهبة أساس كل إبداع،، وفي خضم المواهب في مجالات شتى يأتي الفن التشكيلي واحداً من أمتع تلك المجالات وأجملها وأدقها تعبيراً عن الرؤية والحسّ الذي يخالج النفس.. وفي حوار ممتع وشيق استضفنا الفنانة التشكيلية السعودية/ عالية ندر عودة الشراري لتعطي انطباعاتها عن هذا الفن وما يحتضنه من أسرار وطرحنا عليها تلك الأسئلة:
* ما العلاقة التي تقوم بينك وبين لوحاتك؟ وما هي أهم لوحاتك التي تقتنينها؟
علاقتي باللوحات التشكيلية علاقة وجدانية كون رغبتي بالرسم نابعة من المتغيرات النفسية التي أشعر بها بين الحين والحين فليس باستطاعتي رسم لوحة دون وجود دافع داخلي وقوي.. أما اللوحات التي اقتنيها لأهميتها لدي فهي كثيرة ومتعددة ولمبدعين ومبدعات فأنا أجد نفسي ضعيفة أمام الكثير من اللوحات التي أشعر بتميزها وأحرص على اقتنائها ان أمكن..
* ما الشعور الذي ينتابك حين تجدين شخصاً ما يتقدم لاقتناء إحدى لوحاتك؟
أشعر بشعور غريب وهو انه يريد شراء جزء من مشاعري ووجداني وهذان الشيئان غاليان علي ولا يقبل أي إنسان التنازل عنهما..
* ماذا يعني لك الفن التجريدي والذي نجدك تميلين له في أغلب لوحاتك؟
الفن التجريدي بالنسبة لي يعني منحى تشكيليا كونه يتوافق مع تركيبتي وموهبتي الفنية فكثيرا ما استنبط تلك الرموز من مفردات الحياة لأعكسها عبر لوحاتي وأظهرها كرسالة للمجتمع.. وأميل لهذا النوع من الفن وذلك عائد لإيماني العميق بأن المتلقي له أبعاد واسعة في تفسير واسقاط مشاعره على تلك الرموز التي تتحدث عن قضية ذات أبعاد متباعدة كما ان التجريد يعكس الأشياء على طبيعتها جلية واضحة بلا رتوش وإضافات أخرى..
* هل تعتقدين بأن هناك اغتراباً بين اللوحة الفنية التشكيلية والمجتمع؟
لا شك في ان هناك عدم تفهم كامل للفن التشكيلي في المجتمع وذلك لحداثة هذا الفن بمفهومه الجديد داخل المجتمع وفي نفس الوقت لا يمكن ان نغفل ان هناك نموا في الذوق العام خاصة تجاه الفن التشكيلي داخل مجتمعنا الذي بدأ يستشعر هذا الفن ويتذوقه لذلك لا أستطيع القول ان فترة الاغتراب قد بدأت بالتضاؤل أمام شعور المجتمع..
* ما القضايا التي تحملها لوحات الفنانة التشكيلية عالية الشراري؟؟
الفنان من وجهة نظري جزء لا يتجزأ من المجتمع يحس بأفراحه ويحزن لحزنه والفنان الذي لا يتجاوب مع مشاعر الناس من أفراد مجتمعه هو فنان مغترب الاحاسيس لا يعبر عن هذا المجتمع بل انه يمثل إنسانا غريبا نأى بنفسه عن الحياة وانعزل، فأنا أجد نفسي دوما في قلب الأحداث وقريبة من مشاعر الناس وقضايا أمتي الإسلامية والعربية لذلك فإن هذه القضايا والأحداث حاضرة في نفسي وتنعكس بعد ذلك في رسوماتي ولوحاتي المختلفة والتي عبرت فيها عن قضية فلسطين ومناصرتي لهذه القضية وللشعب البطل وأطفال الحجارة والشهيد محمد الدرّة ومع القضايا الإسلامية بشكل عام بعد الأحداث الأخيرة ومع وطني الذي وقف مدافعاً عن قضايا الأمة.. نعم فقضايا أمتي هي شغلي الشاغل وكثيراً ما تنعكس على لوحاتي التي فيها اعبر عن خلجات ما يدور في نفسي وما يعتريها من غضب على أعداء الأمة وأنا بالطبع لست وحيدة بل هنالك كثيرون من الفنانين التشكيليين أبرزوا مناصرتهم لاخوانهم الفلسطينيين ولأمتهم.
* ما رأيك بالجمال والفن؟
الجمال هو الفن والفن هو الجمال والجمال معنى محيط بالجميع من القيم الجميلة حقا وصدقا. هو الرقة وهو التناغم وهو الاشباع للقلب والنظر وهو مصدر للراحة النفسية.
* هل من الواجب ان يكون هنالك انسجام بين اللوحات الفنية مع ديكورات المنزل؟
بالتأكيد ان الانسجام والتناغم أمران بالغا الأهمية في شتى أمور الحياة وليس قاصراً على اللوحات والديكورات بدءاً من لبس الإنسان إلى مشيته وحديثه وفي تعامله مع الآخرين وفي جلسته ووقوفه.. الخ، لذلك فإن الانسجام مطلوب في ديكور المنزل بحيث لا يكون أثاث المنزل تقليدياً واللوحات تكون حديثة أو العكس كذلك لابد من تناغم بين الألوان والاضاءة وتوزيع الأثاث في أرجاء المنزل وغرفه وجدرانه واللوحات الفنية المختلفة، فالانسجام مطلوب هنا حتى لا يحدث تنافر يؤدي إلى تشويه جماليات المنزل وإلى المتناقضات الصارخة بين الأثاث واللوحات وبين الألوان والاضاءة.
* ما أهم المعارض الفنية التي شاركتِ بها وعُرضت فيها أعمالكِ؟
لقد شاركت في معارض عدة ومن أهمها المعرض الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية لكون الجنادرية تعتبر مسرحا حي للفن السعودي والذي تهفو إليه كل النفوس المحبة للفن الاصيل.. لذلك كانت مشاركاتي في هذا المهرجان الكبير إضافة إلى مشاركات أخرى لكنها محدودة بحكم بعض الظروف.
* ما الأمر الذي تجدين له دوراً مؤثراً على الفنان التشكيلي؟
بلا شك ان الدراسة الأكاديمية ذات تأثير بالغ على الفنان كونها تصقل موهبته وتنميها بالشكل الذي يعطيه مساحة أوسع ومجالاً أرحب للإبداع لذلك فالدراسة تعتبر المنظم للفنان وهي سبيله وبوابته النافذة والتي من خلالها يطل على تاريخ الفنون في العالم زد على ذلك فإن الدراسة الأكاديمية تثقيف وتعليم وفيها تنوير للعقل الإنساني وعقل الفنان، لذلك أرى انها ضرورية ومهمة للفنان حتى يسير على الدرب الصحيح ليبني ابداعه على قاعدة راسخة من العلم والمعرفة التي هي زاد الإنسان الذي لا يشبع منه.
* أمنياتك وأحلامك المستقبلية التي تودين تحقيقها؟
الأماني كثيرة والأحلام لا تتوقف عند حد معين ولكن ما يحضرني الآن هو ان يتم تفعيل النشاط الفني التشكيلي في المملكة وذلك بتشجيع المعارض والحث على اقامة المزيد والمزيد منها واعطاء هذا الفن الراقي مساحة أوسع في المدن والقرى، في الجامعات والكليات وان يواكب هذا الفن القفزات الجبارة التي شهدتها أغلب مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والفنية والثقافية والعلمية.. وأحلم بأن أقيم معرضاً خاصاً بأعمالي كحلم أي فنان تشكيلي وذلك لإبراز أعماله وإظهارها للجميع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved