Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
أقواس
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

الإبداع الشعري والروائي في ورشة عمل

 

 

الثقافية - عبدالحفيظ الشمري

بات من المهم أن تنتهج المنابر الثقافية والأدبية - إن وجدت - أسلوباً جديداً يُعرّف بالعمل الشعري الحديث، وكذلك الفن الروائي المعاصر، لأن ما يقدم الآن من نتاج إبداعي لا يخرج عن كونه إعادة واجترار لما تم تقديمه منذ عقود.

فالفترة الآنية كما يشير الناقد محمد العباس تحتاج إلى سباق أكثر مواءمة في الفعل الأدبي الذي يتطلب وجود ذاكرة التلقي المتحفزة للانفتاح على النص، والتماهي في كينونته والاتساق مع صيرورته، حيث يظل الإبداع الشعري والسردي متوقفاً على قيام مشروع الذائقة الجمالي المفصح عن رغبة القبول والرفض للنص من منطلق تذوقي استنطاقي يحقق معادلة المتعة المتمثلة في (النص - الكاتب - المتلقي).

فالناقد العباس ووفق هذا المطلب المبين يزيد من أهمية قيام (مشروع قرائي) مكاشف لحالة الفن الروائي الذي لم يعد بحاجة إلى هذه الأساليب التصالحية القديمة في العرض والتقديم، وكيل المديح، أو التعريض بسوء لأي عمل من منطلق آني لا وجود للمنهج فيه أبداً.

فقد يكون من الأهمية بمكان من خلال ما ذكره الناقد محمد العباس أن نقدم ورش عمل حول الإبداع المحلي في الشعر والقصة والرواية لكي تصل إلى القارئ بشكل سليم ومناسب، وأن يحال أي كاتب قصة أو قصيدة، أو رواية إلى مشروع النقد التذوقي الذي يسعى إلى خلق مناخ قرائي جديد يحقق شيئاً من التوازن بين المنجز ومتلقيه، فإن كان متوائماً من مشروع الذائقة السوية فلا مشاحة من تبني هذه الطروحات أو قبولها على الأقل بوصفها منجزاً يمكن لنا أن نتفاعل معها سلباً أو إيجاباً، أما وإن شطحت حال بعض الكتاب إلى نرجسيات مفرطة وأوهام ببلوغ شفق المجد في ال(هناك) فلابد لهؤلاء ألا يأتوا إلى مثل هذه الورش، إنما إلى عيادات نفسية تعالجهم من أوهام الأنا أولاً ومن ثم يمكن أن يناجز مشروعهم ليصل إلى فضاء منطقي مقبول لدى الذائقة ومرتهن إلى بناء وعلاقة سوية بين القارئ والكاتب.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة