Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
فضاءات
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

وجوه وزوايا
وجه عروس!
أحمد الدويحي

 

 

رجل يحمل الكثير من سمات الوجاهة الحقيقية، كلمات المجد تأتيه منقادة، حينما تخلع المسميات على شيوخ ومدعيي الوعي، نقرأ شعراء ونقاداً وروائيين رائحة الماضي، وعبق تفاصيله في متحف الشيخ محمد بن مصبح شيخ بلجرشي، أختبئ في (مخدع) العروس، أنتظر وصول أول زوار ملتقى الرواية، أستعيد ذاكرة (سميٍعة) ليلة العرس، يختبئ أنداد العريس الخُلص في مكان قصي، وقد يتواطأ معهم العريس هكذا هي أسطورة المكان، فتترجم الذاكرة الشعبية فعليا رد مغامرة تلصص المواجهة، فيصيبهم شيء من اللحم أو الحجر، وقد تكون ناراً في آثرهم تكويهم.

بدت الفتاة العروس (المليكان) في ثوبها الأخضر، مقطوعة الأنف! من مس أنفها الجبلي الأشم!، أي يد آثمة أقدمت على التشويه...؟، كانت المفاجأة (؟) لنا، يد أنثوية زائرة قبلنا، قد عصرت أنف العروس عنوة وشوهته..!، قد نظن أن ذلك الفعل، جاء محض (كيد) أنثوي!. وهذا تأويل سطحي لأن من بين النساء اللواتي، يزرن المتحف وينظم لهن في موسم الصيف، برامج ثقافية وتوعية اجتماعية، لئلا ينساق الجميع إلى ثقافة المخيمات، قد طمست وجه (المليكان) في تشويه مقصود، ذو دلالة لسبب آخر وهنا أسرعت خارجاً من مخبأ وبي رعب اللحظة، فالزمن فعلاً تغير، ونحن في غير الزمن الذي أعرفه يا أصدقائي..؟! فيصلني حوار الناقد البصير محمد العباس، والشاعر د.محمد حبيبي عالياً، يقرأ كل منهما تفاصيل ليلة الخديعة، ومن يخدع من؟، وقد تباريا من قبل في جمع (قفاف) الكادي والرياحين من سوق السبت، وعدّ كل منهما العدة للفوز بقلب عروس (سروية)، فحبيبي يتكئ على وعي (تهامي)، يجسد حالة من التواصل المجتمعي عبر التاريخ، ويرى أن وجهي العملة واحدة، ولو بدت تنوع قليل في تفاصيل الموروث، وأضمرت ميلا طفيفا له في نفسي دون وضوح، وبدأ العباس متحفزاً، يحتضن قفة (ريح الكادي) وكأن بين يديه عبد العزيز مشري، ويرفض بشدة هذا التأويل، ورائحة الأزهار والأطايب تلوذ به، ليصبح أنفه أشد حساسية من أنف روائي رواية (العطر)، يكاد يقدم لائحة كافية لتسوق الجاني، لينفذ القصاص في (الفاعل)، كما نفذ من قبل في ساحة (دو غريف)، وليس بي ولع العباس، ظللت أقرأ بوادر سباق المسافات الطويلة بينهما، ورذاذ مطر خفيف يبللنا، ليفز سؤال صغير بين شفتي.

خجلت أطرحه في أريحية الشيخ بن مصبح مع ضيوف متحفه، كنت أقيس الأرض التي تبرع بها والجهد والمال، وكان الرجل يدع ابتسامة عذبة، تسري بين حروف تاريخ وأرث من العطاء الممتد إلى نبض الناس، شقاؤهم وفرحهم وصراعهم مع الطبيعة والحياة، بن مصبح له من اسمه نصيب، ذهب في سطور المجد، وترك لأنداده من مدعيي الوجاهة، وتجار العقار البؤس ونفخ الكروش.. الروائيون غابوا عن ملتقى الرواية الأول لهم، وترك غيابهم أكثر من علامة سؤال، أضئ التراكم السردي على مدار ثلاثة عقود، وبثت الحياة في نصوص سردية قبل أن تصبح جثثاً هامدة، حضرت الرواية وغاب الروائيون؟

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة