Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
تشكيل
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 
الحرف غيمة
مدارس في الفن التشكيلي السعودي
مها السنان

 

 

كنا وربما لا نزال نشتكي عدم وجود مدرسة محلية واضحة في الفن التشكيلي، بل السائد هو الأساليب الفنية الشخصية والتي ربما كان من أبرزها الأفاقية لدى محمد السليم، والحركة والدوران لدى عبد الحليم رضوي رحمهما الله.

إلا أنه من المثير رؤية إعادة صياغة لهذين الأسلوبين في أعمال فنية متنوعة لتشكيليين دون ثبات لتلك الصيغة، فعلى سبيل المثال نستطيع أن نرى خط الأفق في أساليب العديد من التشكيليين منهم: محمد المنيف، وسمير الدهام، وشادية عالم، وغيرهم الكثير ولكن بخطوط رأسية تحاول أن توازي مثيلاتها الأفقية دون جدوى، كما رأينا النهج الذي اتبعته نجلاء السليم في عدد من أعمالها لذلك الاتجاه الفني خلفاً لوالدها أو تأثراً به.

أما في معرض (الوطن في عيون التشكيليين) الذي أقامته وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية في مركز الملك فهد الثقافي بمناسبة الذكرى 77 لليوم الوطني، فقد أكدت فيه أعمال مفرح عسيري ربطها غير المباشر بالأفاقية، إلا أن ما لفت انتباهي هو عودة إلى الأسلوب الذي ابتدعه عبد الحليم رضوي وسماه الحركة والدوران مستنبطاً إياه من الحركة والدوران في الفلك والفضاء التى دعا القرآن الكريم للتفكر فيهما، وأيضاً الدوران في الحرم المكي الذي لازمه رضوي خلال فترة نشأته، هذا الأسلوب يظهر باستحياء في عمل محمد الرباط (مملكة الإنسانية) والحاصل على جائزة الاقتناء، إلا أنه واضح وبشدة في لوحة (وطني الحبيب) لمحمد سيام والحاصلة أيضاً على جائزة اقتناء، وهو تغير ملحوظ في أسلوب سيام الذي كان يعتمد على التشديد على الزوايا المستنبط من المدرسة التكعيبية في معظم أعماله السابقة، أيضاً مما يؤكد ارتباط هذا العمل باتجاه الحركة والدوران لدى رضوي هو استخدام عنصر الكعبة المشرفة في وسط اللوحة كدلالة على مصدر هذا الأسلوب.

إن ظهور مدرسة فنية غالباً ما يرتبط بشكل مباشر بصاحب الأسلوب أو الاتجاه الفني زمنياً، كأن يكون عضو في جماعة وينتهج جميع الأعضاء هذا الأسلوب ومن ثم يتأثر بهم الآخرون فتتحول إلى مدرسة كما رأينا في تاريخ الفن الحديث والمعاصر في أوربا وأمريكا والتي لا تزال بعض من تلك المدارس تؤثر على أعمال فنانينا الذين لم يعاصروها، ولكن تأثر هؤلاء النخبة بشكل أو بآخر بأسلوب السليم أو رضوي بعد مماتهما هل يشير إلى إعادة إحياء هذا الاتجاه؟ أم أنه توارد أفكار أو تشابه في الأسلوب لا يحمل صفة الاستمرارية؟ ربما المعارض القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

MSENAN@YAHOO.COM


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة