Culture Magazine Monday  29/10/2007 G Issue 220
تشكيل
الأثنين 18 ,شوال 1428   العدد  220
 

وميض
الفن العربي للخطيبي (1-2)
عبد الرحمن السليمان

 

 

الفن العربي المعاصر (مقدمات) كتيب صغير الحجم، أوراقه تتجاوز المائة والعشرين.

مؤلفه روائي وشاعر وعالم اجتماع وناقد فني من المغرب هو عبدالكبير الخطيبي ويعتبر (مقدمة تحليلية وتركيبية لمجمل التيارات التي تميز الفن العربي المعاصر في علاقته بالمغرب وبعناصر أصالته وهويته) ترجمه إلى العربية ناقد فني مغربي هو فريد الزاهي ضمن لجنة ترجمة أعمال الخطيبي.

ومثل هذه المؤلفات التقديمية غالبا ما تفتقد إلى معرفة بعموم الفن العربي في الوطن العربي على الخصوص، لذا تأتي الكتابات متجهة إلى أسماء أخذت شهرتها في الخارج مثل فرنسا وبريطانيا و ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. من هنا فإننا نجد في التناول أسماء لا تغيب دائماً عن مثل هذه التقديمات أو التأليفات، لعل هذا ما وقع فيه - من قبل - باحثون أو نقاد مثل السوري د.عفيف البهنسي أو العراقي شوكت الربيعي أو المصري محسن محمد عطية أو حتى اللبناني شربل داغر والأردني محمود أبو زريق.

والواقع إنني أتساءل عن مغامرة الكتابة على نحو تُخلط فيه التجارب الفنية في دول الخليج العربية وكأن هناك تقليلاً أو حصراً لها في إطار واحد، على أن فنانين من هذه الدول برزوا على المستوى العربي وتعرفت الساحة التشكيلية العربية على تجاربهم وبانفراد من الكويت أو البحرين أو قطر أو الإمارات العربية المتحدة، وفي المملكة العديد من التجارب التي تمثل توجها منفرداً من بين من اطلعوا عليها وإن بمحدودية الفنان الناقد أسعد عرابي الذي أراه أكثر الكتاب العرب إنصافا لها عندما يكتب في الفن التشكيلي في الوطن العربي مثاله ما تناوله في كتابه (وجوه الحداثة في اللوحة العربية)، ولعل كتابته الأخيرة وإشارته إلى أهمية اكتشاف هذه التجربة في مجلة دارين التي أصدرها النادي الأدبي في المنطقة الشرقية تدلل على ذلك.

فمثلاً لا يمكننا تجاهل نتاجات الفنان الراحل عبدالحليم رضوي منذ الستينات وعروضه في بيروت أو القاهرة أو إيطاليا بل وتحركه ونشاطه في العديد من دول العالم العربي بداية مع حفاظه على سمات تجربته الفنية الخاصة، والراحل محمد السليم الذي تميزت أعماله باستلهاماتها للأفق أو المشهد الصحراوي وبساطة تناولاته البيئية وتفردها، بجانب أسماء عديدة بينها على سبيل المثال عبدالله الشيخ وفيصل السمرة ومنيرة موصلي. أو غيرهم من الفنانين الذين يمثلون أجيالاً تالية.

لعل هذا التجاهل يقابله تقاعس عن بحث أكثر جدية والاكتفاء عند البعض بما دوّن في بعض الاجتهادات كثيرة الخطأ والنقل من تلك المصادر على سبيل الذكر فقط، وهو ما يجعلنا أكثر تأكيداً على المطبوعة التعريفية بالتجربة التشكيلية في المملكة وبما يضعها في السياق العام ضمن الحركة التشكيلية العربية. فكتاب عبدالكبير الخطيبي وهو كما ذكر (مقدمات) يخلو من اسم فنان تشكيلي سعودي، فهو من خلال العنوان يرى تطلبه بعض الإيضاحات.

يفتتح بعنوان (طلائع الفن العربي المعاصر) وفيه يضع بعض الإيضاحات، ذلك أن المعاصرة باعتبارها حاضراً خاضعاً للتأجيل المستمر هي تعايش بين أنماط عديدة من الحضارات تمتلك كل واحدة منها ماضياً تليداً متفاوتاً في القدم والتبجيل متميزاً بقوة الابتكار والحفاظ على تراثه، ويتساءل أين يبدأ الفن الحديث؟ مشيراً أن ما نقوم به من تمييز بين الفن الحديث والفن المعاصر يظل مثار غموض، مبيناً أن المقارنة في بحثه تأتي بالتمييز.

(تشكل المعاصرة في ذاتها- برأي الخطيبي - شبكة مكونة من عدة هويات تشكيلية.

إنها نسيج من الصور والعلامات، معتبراً التجريدية التي يتسم بها الفن العربي الإسلامي نابعة من حضارة للعلامة حيث ظل الكتاب بخطه وقوته الزخرفية المعبد الكتابي الذي يمنح لكل معاينة أخرى معناها الفعلي وهي بأشكالها الخالصة والهندية ليس لها نفس التاريخ ولا نفس التأليف الجمالي الذي يتميز به الفن التجريدي الغربي).

للحديث صلة

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة