الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 29th November,2004 العدد : 85

الأثنين 17 ,شوال 1425

سعد البواردي في صومعته
عبدالله بن عبدالرحمن الزيد
برغم أن هذه المناسبة او هذا الملحق، أو هذا (الاستكتاب) يخص الأستاذ سعد البواردي، أعتقد جازماً أن كثيراً مما سوف اسجله في هذه المشاركة لا يتحمل الأستاذ سعد وحده أسبابه ولا تجربته ولا تبعاته، وإنما هناك جيل كامل يشترك معه في مسؤولية الإجابة عن اسئلة سترد لاحقاً..
وآمل المعذرة إزاء افتتاح كهذا، فالمسألة لا تتعلق، ولا تتحدد، ولا تقف، ولا تنتهي في ثنايا ملحق يأخذ طابع التبجيل والإشادة، يعده الزملاء في أدبيات هذه الجريدة، وانما تتعدى كل ذلك إلى استقراء تحليلي أدبي ثقافي من حق الأجيال المتعاقبة أن تقوم به، بل من واجبها المعرفي والإبداعي أن تقوم به.. ندلف تلقائياً إلى عين الإشكالية ونطرح هذا السؤال:
لماذا لم يكن سعد البواردي وجيله في مستوى السياق الذي وجدوا فيه؟!
ثم.. لماذا لم تكبر المسألة الفكرية والثقافية والإبداعية لديهم على مر السنين بعد ذلك؟!
اشير هنا إلى جزئية بدهية، جزئية واحدة لئلا ندخل هذا التناول في تفريعات معقدة ليس هنا مجال طرحها وشرحها وتفسيرها.. هذه الجزئية تقول: إن جيل الاستاذ سعد البواردي هو ذلك الجيل الذي تتلمذ مباشرة وبدون أي واسطة لا زمانية ولا بيئية ولا بشرية على العباقرة الكبار: العقاد طه حسين عبدالرحمن شكري محمد حسن عواد حمزة شحاته
وكانت (بيروت) بخاصة منارة ثقافية استثنائية، وجامعة
إبداعية عالمية، إضافة إلى أن المناخ الثقافي والأدبي كان صحياً أكثر من ذي بعد.
إذاً لماذا اتكأ هذا الجيل في عطائه على محفوظاته القديمة؟ ولماذا اكتفى بأن يتشابه مع العادي والمألوف والسكوني؟
لا أريد هنا أن اقدم ايحاءً بأن جيل الاستاذ سعد البواردي كان جيلاً بارداً مسطحاً، او أنه لم يقم بأي دور ولم يقدم شيئاً، لا.. فهو ليس إلى هذه الدرجة الفادحة، ولكن المتلقي عندما يقرأ كثيراً من قصائد ذلك الجيل، وكثيراًَ من المقالات والكتابات لا يجد ما يبعث على الاحتفال والتجلي، ولكيلا أذهب بعيداً أشير إلى اني عندما اراجع أشعار الاستاذ (سعد) أجد منظومات عادية تخلو في كثير منها من جمرة التجلي والتفوق، وعندما اقرأ (صومعة الفكر) التي من المفترض أن تقدم أعلى درجات التفوق في التناول والأسلوب، وفي الاختيار اجد كتابةً وتناولاً وتعليقات لا تتناسب، ولا تليق بإنسان في حجم تجربة الأستاذ (سعد البواردي)، وخاصة عندما يقدم (مجموعة او كتاباً) متخلفاً متردياً ليس في مستوى التنويه والإشارة.
والشعور المرعب الذي يخامرني كلما اطلعت على (صومعة الفكر) يمنحني محصلة تفيد بأن كل ما في الأمر إنما هو اثبات حضور لا أكثر.
أقول ذلك مع احتفاظي شخصياً بكامل التقدير والاحترام والإجلال لشخص الأستاذ (سعد) وتجربته وكفاحه الثقافي، والشيء الذي لا أستطيع الفكاك منه هو أني عندما أشد على يده أحتفل معه بشقراء وما حولها حيث الإشعاع الأول الذي لا يمكن أن ينساه أحد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved