الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

امرأة تقاسم الذات
محمد المنصور الشقحاء

الخالدان الأديب القاص خالد اليوسف والأديب القاص خالد الخضري تربطني بهما علاقة إخاء وود كما أجدهما من أهم كتاب القصة القصيرة في بلادنا لثراء تجربة كل واحد منهما ولقاء ابداعهما في هم انساني عام ركيزته المرأة بكل صفاتها الجمالية.
وان أجد صفة أخرى لهذه المرأة الثعبان في ما أكتب من قصص توقف عن تحقيقها النقد الأدبي.
المهم عنّ لي اليوم بعد أن أنجزت كتابة قصة جديدة أن أعود للخالدين من خلال مجموعتين من القصص المجموعة الأولى «امرأة لا تنام» للقاص خالد اليوسف والثانية «امرأة من ثلج» للقاص خالد الخضري حتى أقوم بتأويل النص وفق وعي قرائي خاص.. يقول الدكتور مصطفى ناصف «التأويل يقوم على ازالة العقبات القائمة في سبيل الفهم، وتوكيد لغوية الحقيقة».
ويأتي التأويل هنا من خلال التداخل مع نص المرأة في قصة مختارة من كل مجموعة أربطها بأحداث نصي الجديد إذ جاءت المرأة وفق معطيات ثلاثة.
النص الأول قصة «الدوائر» من مجموعة امرأة لا تنام معاناة امرأة ترفض اتخاذ القرار خوفا من بطش الزوج لتلد طفلة جميلة يقول الطبيب «إنها بنت جميلة ورائعة مثل أمها» ترى هل وعى الطبيب معنى الرفض أم هي مجاملة الرجل الذي نجح في عمله حتى يلد للدنيا مولوداً جديداً.
والنص الثاني «مواء القطط، وليل الرعب» من مجموعة امرأة من ثلج فيها خليط من مواء القطط ونباح الكلاب ورعب امرأة مهجورة تناجي الليل تقول «لن تشعر بمدى فقدي لك وشعوري بالعزلة والألم والضياع».
المرأة هنا من الهويات القاتلة إذا فكرت وتجاوزت أميتها في مجتمع ذكوري يرى تخليد اسمه في ولد ذكر وهجر امرأة عاشقة حتى يؤكد سلطته.
تعامل خالد اليوسف مع أحداث نصه وفق قيم اجتماعية خاصة نجدها في سياق النص موقفاً حازماً يرفض التوقيع على اجراء عملية الولادة تقديسا للرجل.
وتعامل خالد الخضري في نصه مع قيم أخرى ورثها الكاتب وفق منظور اجتماعي آخر أكثر انفتاحاً وحرية.
وتعامل كل قاص مع أحداثه وأشخاصه بذكاء معرفي متميز أعطى النص أثره الفني والحكائي الراقي وفق ثراء لغوي جاد يوفر شرط التأويل «وإذا كان فهم النص اللغوي على مستوى دلالته الوضعية الظاهرة أمراً يتفاوت فيه القراء فما بالنا بفهم نص قصصي على مستوى دلالته الوجودية الكامنة في فكر الكاتب».
وعندما أشير الى تأثير القيم الاجتماعية لا أناقش معرفة الكاتب من ناتج عصرنا المضطرب وقد استقينا ثقافة الآخر، ولكن ألاحظ تشابهات عديدة في فكر المرأة التي تعاني المخاض والمرأة التي تعاني الهجر فكل واحدة تترقب الميلاد الذي قد يكون معه فجر جديد الأولى الميلاد طفلة جميلة وهو ما كانت ترفض التفكير فيه والثانية يتوقف المواء ويسري الصمت الذي قد يكون الموت، وفي الذاكرة وأد البنات.
نجح خالد اليوسف في وصف حالة المخاض، كما نجح خالد الخضري في وصف لحظة حالة الهجران.
ولم أنجح في وصف امرأة مثقفة تلبس ثوب رجل حتى تصل الى تحقيق مطالبها فكان ان ماتت وجاء نصي «العطر» معادلاً ثالثاً في حياة امرأة لا أقول ما زال البحث عنها جارياً ولكن توقف «عندي» الاقتناع انها موجودة في زمن أصبحت اللحظات القاتلة أكثر وعيا من هواجس كاتب يبحث عن قيم جديدة لانسان فاضل وفق اطار معرفي انساني فشل في «استرجاع وتذكر ما جرى ترميزه وتخزينه في الذاكرة على رغم طاقة هذه الذاكرة ودوامها» من خلال فكرة السلام إذ تمتلكنا ذكرى أحداث عصيبة فنميل الى التغاضي عن شيء ما مهم حتى يكون وهم الانتصار وإن كنا نوسع دائرة النقاش للإثارة وتجنيس الفعل وهذا نجده في قدرة اليوسف على خلق نص قصصي بينما نجد الخضري يتماهى بين القصة والنص المفتوح الذي يتحول الى رسالة نثرية بملامح شعرية مع خصوصية كل واحد في التميز بين صيغتي الإخبار والقول وقدرته على اختيار المفردات وصياغة السرد وفق دكتاتورية قاسية تحتقر حرية الفرد مشبعة بفكرة الاستقلال والتحرر بعد تنقيحها وتطويرها لوجود ثقوب سوداء لا يلبث الجسم أن يتوقف معها عن التحرك ويمكن ان نتحدث عن رد فعل داخل النص من خلال شخوص افزعها التغيير أي انتماء آخر سيتمكن من جعله مهملاً إذا لم يحمل هوية خاصة ترى الإرث حلماً قائماً بعالم تسوده العدالة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved