الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

الشاعر «مظفر النواب» في نقديات شعرية لاذعة:
أرفض التكريم لأن هناك من يكرم على شعر مشبوه

* حاوره مندوب «المجلة الثقافية»:
الشاعر العراقي «مظفر النواب» قامة أدبية مديدة أعطت للمشهد الثقافي في العالم العربي طاقة هائلة من الجاذبية للشعر.. بل ان يقظة الشعر وألقه لا يزال ينبض بتلك الرؤى التي يقدمها شاعرنا الفذ.. فهو الذي يملك دائماً حق القول الصريح والمباشر.. ذلك الذي لا يرتجي من ورائه لفت الانتباه انما قصدياته دائماً تفيض ألق التحرر والانعتاق من قبضة التسلط والاستبداد الذي يأتي على هيئة ممارسات واقعية تستلب حقوق الإنسان وتمنحه فتات الأشياء من أجل ان يلهو بها.. لكن شاعراً مثل «النواب» يرفض هذا التقولب والتقوقع، لتأتي قصيدته في الحين والأين المناسبين.. وحدها مفردات شعر مظفر النواب هي التي تفوق كل محاولات الشعرية الممكنة بل إنها ونعني جميع قصائده هي التي تمارس قول «لا» حينما يراد عنوة من الشعراء ان يقولوا «نعم».
في سياق فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي أقيمت في العاصمة السورية دمشق حضر الشاعر النواب الأمسية القصصية التي اشترك فيها قاصان سعوديان فكانت إطلالته على الأمسية فرصة مناسبة لأن تتلاقح رؤى الشعر مع السرد كان «للمجلة الثقافية» بعد الأمسية هذا الحوار الذي كان خاطفاً نظراً لتمنع شاعرنا عن إجراء المقابلات نظراً لظروفه الصحية ليأتي الحوار على هذا النحو:
* الشاعر «مظفر النواب» يقف من مشاريع تكريم الأدباء والمثقفين موقف الرافض.. بل إنكم مارستم هذا الرفض حينما حاولت بعض الجهات تكريمكم.. هل أنتم عند مواقفكم حتى الآن..؟
نعم ما زلت أنظر إلى هذه المحاولات نظرة المشكك في صدقيتها بل وفي بعدها عن المنطق المثالي، ولأحدد هنا تجربة الشعر وما يلحقها من تأويلات واستشرافات؛ فنجد ان هناك حالات تكريم واحتفاء بمن لا يستحق.. بل ان هناك من يكرم على شعر مشبوه وآخر على شعر يخدم أغراضاً آنية لا تمت إلى الإبداع الشعري بأي صلة.. من هنا أرفض تكريماً على هذا النهج.
* لماذا توقفتم عن تقديم أنشطة شعرية منبرية .. بماذا نعزو هذه الأسباب..؟
أبداً ليست هناك أسباب محددة سوى أنني أعاني بعض المشاكل الصحية حالياً ولم أقدم أي أمسية منذ عامين، فمتى ما رأيت أنني أستطيع تقديم ما أراه مهماً لن أتردد.. فلدي مواقف حميمية مع المتلقي؛ إذ أقف أمامه بجنون القصيدة لأقول «لا» لكل ممارسة تحاول النيل من وعينا ويقيننا.
* وهل طال هذا التوقف كتابة القصيدة أيضا..؟
لم أتوقف عن قول الشعر حتى وان كففت عن تقديمه منبرياً، فلدي قصائد حديثة لكنني أنتظر «الأين» و«الحين» المناسبين لتقديمها للمتلقي الذي يشاركني ألمي وبوحي.
* نطالع هذه الأيام ما يمكن ان نسميه «هجمة الرواية».. كيف ترى واقعها الجديد..؟ وهل تستهويك هذه الأعمال الروائية..؟
لا مانع ان تسميها «الهجمة الروائية»، لكن المهم في هذه الطروحات الروائية ان تكون ذات عمق أدبي وفلسفي يمكن ان تدون من خلالها العديد من الإنجازات الفكرية للإنسان؛ لندخل في المقارنة بين «القصيدة والرواية» سنجد ان بين هذين اللونين من الإبداع ظاهرة تواصل رمزي يؤكد ان الشعر يؤرخ لمراحل مهمة من حياة الإنسان وهذا ما وجدناه في طروحات شعرية قديمة وحديثة، ولما لا تكون الرواية أيضا تسجيلا واقعيا للتاريخ الذي يكتب اليوم؛ لنرى ان المقارنة هنا منطقية فالشعر والرواية هما أداتان من أدوات كتابة التاريخ الذي ستطالعه الأجيال فيما بعد، ولن أكتب الرواية..
* حضوركم شاعرنا الكريم للأمسية القصصية التي شارك فيها القاصان عبدالحفيظ الشمري وعبده خال.. كيف ترى واقع «الفن القصصي» عربياً وعالمياً..؟
حضوري لأمسية دمشق القصصية التي شارك فيها المبدعان عبدالحفيظ الشمري وعبده خال فرصة مناسبة لأن أتعرف عن قرب على هذه الإبداعات وكيفية تقديمها للمتلقي فقد أعجبت بما قدم من نصوص؛ وبهذه الأمسية تجلت لغة السرد الذي يحتاج إلى عمق في الفهم واستقصاء لمفردة الخطاب الإنساني الذي يحتاج إلى قناة مهمة وواضحة تخدم طرحه وتحقق أهدافه الضرورية.
أما واقع «الفن القصصي» عربياً وعالمياً فهو ما زال يحاول ان يقدم نفسه وان كنت أرى ان هناك أعمالاً قصصية قد تم ترجمتها وأسهمت في التعريف بهذا الفن الإبداعي.
* شاعرنا «مظفر النواب» هل تمت ترجمة أعمالكم الشعرية إلى لغات أخرى..؟
فعلاً لقد تم ترجمة بعض القصائد إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية إلا ان هذه الترجمات كانت لمختارات متنوعة من قصائدي وكنت أتمنى أن تكون ذات جدوى وفاعلية للقارئ.
* الأستاذ مظفر.. كيف ترون واقع الأدب العربي الآن؟ وهل رفضكم وسخطكم على المشهد الثقافي العربي هو قناعة ان الواقع لن ينتج أدباً يرقى إلى مستوى الاهتمام..؟
أولاً أقول لك ان واقع الأدب العربي يحتاج صراحة إلى هزات عنيفة لكي يفيق من نومه وينتفض من هزاله وتواضعه.. وما سخطي وانتقادي الشديد لهذه الظاهرة إلا جزء من رسالة الإنسان ليصوغ مفردة تضع النقاط على الحروف من أجل ان يظهر لنا أدباً يحقق معادلته الإبداعية والعقلية المناسبة، وعلى الرغم من أنني ما زلت أؤكد على أن الشعر ديوان العرب الا أن هذا الديوان بدأت تضعف قدرته ويخبو وهجه الإبداعي اللازم.
* ما دمنا حول الشعر.. هل حكمكم شاعرنا العزيز مطلق.. بمعنى انه ينسحب على جميع التجارب المعاصرة..؟
أقول لكم بحق انني لم أقرأ كل ما يطرح من شعر في العالم العربي على الرغم من ان لي علاقات كثيرة مع شعراء في العالم العربي؛ فرغم ذلك يأتي حكمي على ما قرأته وأصبح لدي انطباع عنه وهو ان الشعر قد أصابه الوهن ولم يعد في مقدورك ان تتم قراءة قصيدة أو نصف قصيدة لتراك وقد كونت فكرة قد تكون واقعية حول تجارب شعراء العالم العربي.
* في ختام هذا اللقاء نود من شاعرنا العزيز ان تخبرنا عن أحدث إصداراتكم الشعرية.. وهل ستكون على هيئة أعمال كاملة..؟
كما أسلفت لدي بعض القصائد الشعرية، والمقاطع الجديدة التي سيتم نظمها في إضمامة جديدة لم اختر حتى الآن عنواناً لها وسيطالع القارئ الكريم هذا العمل قريباً أما الأعمال الكاملة لما لدي من قصائد فلم اتخذ حتى الآن قرارا بذلك.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved