الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 29th December,2003 العدد : 41

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1424

في قراءة للجنة وبعنوان: الهويمل بين اليمين واليسار!
الراكضون خلف السراب..!
يوم الاثنين العدد 36 في المجلة الثقافية.. خُيِّلَ لي وهذا ما فهمته أن قراءة اللجنة تشايل وتساير وتشايع رأي أستاذنا الدكتور منصور الحازمي دون ايغال في حيثيات اتجاه الهويمل الفكري والأدبي منه تحديداً والذي أزعم كوني كنت أحد تلاميذه أنه على رأي بصر وبصيرة وحق وحقيقة وأنا هنا لست وصياً ومحامياً عنه عموماً احترم الدكتور منصور الحازمي بيد أني أراه قد تحامل واللجنة بمعيته! على الدكتور الهويمل فكان لي هذه الأمشاج الأدبية الحاوية على نبرة الرد:
أولاً: يقول المثل الألماني «العربة الفارغة أكثر ضجيجاً من العربة المليئة» فهم أي نقاد الهويمل يرمونه بتهم وهو منها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فالناقد في تقديري يجب أن يكون متدرعا ومتسلحاً بجيوب نقدية! أهمها معرفة كنه وماهية الآخر، يقول المفكر العالمي تشرشل «حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه لا بالسلاح الذي تخشاه أنت».
ثانياً: يقول صاحبنا القضية أي الهويمل في مقالة له عن مسوغات الأدب الإسلامي يوم الثلاثاء 16 رمضان العدد 11366 «وكم هو الفرق بين أن يحتويك الطارئ أو تحتويه»، فمهما خزنت واختزلت من الأفكار الحداثية والفكر «الدخيل» وما فيها من مصطلحات فهذا لا يعني بالضرورة أنك مؤمن بها! وفي تصوري أن خطاب الحازمي واللجنة النقدي مع غاية الاحترام له كان خطاباً مندفعاً لجوجاً موَّاراً حمالاً!!، ويتهم آخرون من النقاد الهويمل بأنه غاوي معارك! القضية ليست كذلك فالهويمل ينافح عن قضية عادلة مؤصلة، عارك الحداثيين وفي النهاية رفعوا الراية البيضاء!
وانهارت قلعة إذا ما تجاوزنا التسمية الحداثة الهشة، وأرى أن الفكر الطارئ يُعد شوكة في خاصرة الأدب السعودي فيرميه بتهمة التنصل من التراث وتقديس الآخر في المقابل جلد الذات، ومما قد يغيب عن ذهن القارئ بحكم أستاذية الهويمل لي في السابق أمران الأول أن أبا أحمد يتداول الرأي والرأي الآخر بمرونة وأدب، الثاني أنه يتهم «بعضاً» من خصومه بأنهم ينالون منه شخصياً، ومن هذه التهم «المشخصنة» عدم درايته بدهاليز وأبجديات اللغة الأجنبية ولا سيما «الفرنسية» و«الإنجليزية»، ومن سمات طرح الهويمل أنه لا يعاضل أو يتقعر في معاني طرحت بسلاسة وهذا ما يحسب له.
وهو في أسلوبه يجيد ويتعشق حد الثمالة توالي الانزياحات وتنوع المفاجأة لتأخذ القارئ بعيداً عن كل توقعاته، كذلك نراه لا يهرف بما لا يعرف كأدب اللا معقول! وإذا كنا نريد أن نبعث طائر الفنيق من رماده! فإننا نسأل سؤلاً ما كنا نوده!
لماذا من ينافح عن أدب التراث والأدب الإسلامي مع إيمانه وقبوله بالجيد والنفيس من الطارئ هو الذي يكون في وجه المدفعية؟! سؤال أضحى وأمسى باكيا يضرب كفاً بكف! على ضفاف فجاج التيه..!
فالأمة تشرق وهؤلاء يغربون وتعرب وهم يعجمون وتبني لبنات الفكر والأدب وهم يهدمون، نعم يا سادة تلك هي الحقيقة المرة فهم أي منتقدو الهويمل فات عليهم ما فات! فنقرُ أن لديهم أثارة من علم! لكن ليس لديهم العلم كله! فمن المستحيل على شجرة الليمون أن تحمل فاكهة الكمثرى !! وسياسة «كسر العظم» التي يتبعها المعنيون لم تؤت أكلها «فصاحبنا» القيمة النقدية والأدبية عنده ليست «سلق بيض» وإنما هي عبارة عن منظومة متكاملة، والذي قد يخفى على البعض أنه يقرأ الحدث بعد ركود الرمي!
ولا يقرأ عما قيل عن العمل الأدبي، بل يقرأ العمل نفسه دون إبطاء! ولذلك نراه «صعد فوق الشجرة» من بين «مجايليه» فلا يستهويه الحرث في الماء! ويؤمن كثيراً بأن زلة قدم ولا زلة قلم! فلذلك نراه من دعاة التنقيح والروية والتقصي والتأني والمداومة فالحبل يشق الصخر بالمداومة! ومن تأنى نال ما تمنى.. يقول الشاعر القطامي:
قد يدرك المتأني بعض حاجته
وقد يكون مع المستعجل الزلل
والذي أريد أن أصل إليه أن يعي الناقد أنه رهين عمله وتفكيره فليكن جاداً وحاداً جاداً في عمله الأدبي والنقدي حاداً في التفكير وأن يستقبل فكر و«رش» الآخر استقبالاً نقدياً لا تلقينياً.


عبدالله بن سليمان الربيعان
القصيم

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved