خواطر مرسلة من قديم أوراق الأديب الراحل عبدالله بن إبراهيم الجلهم رحمه الله أعدها للنشر أ.د. عبدالكريم الأسعد مسؤولية الطالب ورسالة المربي..!!
|
عندما تنصرم أيام الدراسة، ويدخل الدارسون في حلبات السباق لاغتنام الوقت ومواكبة الأيام الأخيرة للجزاء النهائي الاختبار النهائي الموقوت ؛ يتساءل المخلصون عما أعد الدارسون لمستقبلهم من عدة وتأهيل..؟!
لا ريب أن كل طالب علم ودراسة يدرك تمام الإدراك بأن حياة اليوم والغد لا مجال للجهالة فيها ولا وزن ولا اعتبار ولا هناءة للخاملين عليها.. وحينما عرف غيرنا هذه الحقيقة نهجوا إلى المعرفة منهجا سديدا فأصابوا منه ما أصابوا ثم عادوا بالرفعة والمجد والسلطان على غيرهم من الأمم الخاملة الواجمة في الميدان الرحيب..
ولسنا نخطئ السبيل إذا اعترفنا بأخطاء التعليم بيننا وهفونا إلى الفضيلة السمحة في هذا الاعتراف فإن الاعتراف بالخطأ مفيد ؛ لأن المدرك لدينا أن الدارس بمختلف المراحل لا يدرك في الغالب العناية المأمولة من التعليم ولا المنشد المجيد الذي ترنو إليه النواظر المبصرة والقلوب الجامحة من هذه البضاعة الرابحة.. وانما كلما يعرف أنه يغدو إلى المدرسة ويروح وليس له أن يؤوب بعد هذه الأشواط المحفية للأقدام لينال من البيئة المنزلية والمحلية نصيبا وافرا من الأمل والرضى والإجلال.. وهكذا تواصل القافلة المسير وينبذ من المحيط الدراسي جوهر مشرق من الإيمان الصادق بالمبدأ التعليمي وبالحاجة المحلة إلى الاستفادة بنوره والتسلح بسلاحه والتمسك بحبله المستقبلي الوثيق..!!
إنه لمن المحتم أن يلقن الدارسون من لدن المربين والأولياء المستنيرين دروسا بليغة عن واجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية منذ بدايتهم الدراسية والشبابية حتى يمسكوا بأيديهم زمام العلم والمعرفة الذي يخدم المسؤولية والواجب المناط بهم والمرجو في مستقبلهم.. ومن هنا تتبدى رسالة المربي والموجه كأجل رسالة وأبلغ دعوة في سبيل الإصلاح وشؤون الحياة..
وحين نبصر شبابنا الدارس والباحث والمثقف على جانب كبير من الإحساس بالواجب وتحمل المسؤولية بكفاءة وإخلاص سوف تغمرنا السعادة والطمأنينة إلى أنه قد أصبح للتعليم اثر وللغراس ثمر، وأن الأمة في أمان وضمان لمستقبلها وقيادتها القادمة..!!
ألا إن المستقبل بإذن الله للعاملين المجدين الذين جعلوا من أزمنتهم الدراسية خميلة وارفة يستظلون بها ويجنون ثمارها وورودها ويستعينون بها لخدمة أنفسهم وأمتهم وبلادهم.. لا لأولئك الذين يعدون في حساب الدارسين وما هم منهم في شيء.. تراهم يتسكعون في الطرقات والممرات ويتبادلون السخرية والفكاهات وكأنهم معفون من كل مسؤولية.. باقون عالة فاسدة مفسدة على المجتمع والأسرة والأمة..!!
ولكن الأمل بالله عظيم؛ أن يدرك الشباب المقصر هفوته وأن يستدرك أيامه ونشاطه، وأن يثبت بالدليل الخلقي والذاتي في فعله وسلوكه وتصرفه.. وأن يعلن بلسان الظافر المأمول يوم تضع أيام الدراسة أوزارها بقوله: هاكم شهادتي في خلقي وعلمي وسلوكي وخدمتي لأمتي؛ لا بورقة يبليها الزمن ويمزقها القدم والنسيان.
عبدالله الجلهم
عنيزة 3/3/1377هـ
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|