ثقافة الشرق الأوسط الكبير مهزلة
|
* الثقافية - عبد الحفيظ الشمري:
كم حذَّر الشعراء الأوائل، وكم نبَّه الأدباء العظام وكم بكى على قوس قصيدة مشدود بحذر ذلك المغني الضرير.. رافعاً ألق الحذر من مصائد يعدها رعاة البقر، ومجانين البيداء الحضارية المهوسون بكبح كل كائن عربي حي أو ميت.. ذاك هو مشروع (ثقافة الشرق الأوسط الكبير) هذه المصيدة القاتلة التي حذَّرت منها (نازك الملائكة) واصفة إياه بمهزلة القرن الجديد.. حيث يروج الآن للمرض العصري على نحو غير سوي.
فالمشروع قبل مقولة الشاعرة نازك يظل حيّا كنار، حاداً كنصل، إذ هو دمج بين ثقافة العرب والمسلمين بما سواها من ثقافات أخرى لا تتحد أو تتقاطع في شيء، إنما هي متنافرة على طول الطريق وعرضه.
(ثقافة الشرق الأوسط الكبير) يراد به أن تكون إسرائيل هي سيدة الثقافة، فما أقسى أن ننساق خلف هذه الشعارات التي تقول عن هذا التكوين الذي ظل ينادي به الغزاة.
فما أخطر أن يظل المثقفون الإلكترونيون في هذه الغفلة من رسم سياسات لا ناقة للأدب والإبداع ولا جمل فيها.. في وقت نحسن نحن القراء الظن بهؤلاء إلا أن يثبت عكس ذلك.. فمن يقرأ التاريخ الثقافي يدرك أن مصطلح (الشرق الأوسط) هو تكوين هلامي يحاول الغزاة الجدد فرضه على الواقع من خلال هذا الزعم بثقافة تختلط فيها الأصوات، وتتداخل فيها المفاهيم لتصبح شرق أوسط كبير بوهم عدو لا يرحمك أبداً، فالشاعرة نازك الملائكة ظلت على هذه اليقظة فمن يؤازرها للخروج من مأزق من ينادون منا بشرق أوسط كبير أو صغير.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|