لي صوت هذا الندى يجري مواويلا |
ولي خطاه تحوك الورد منديلا |
ولي العذابات.. لي عمر بكامله |
أبعثر الصمت في عينيك تأويلا |
(إن العيون التي في طرفها حور) |
للآن يكتبنني جرحا وتعديلا |
للآن يملأن كأس البوح أسئلة |
ويرتشفن حباب القلب تدليلا |
يا للجميلات كم أهرقن من عمري |
وما ارتوين.. وكم بدلن تبديلا |
فأي عشق يصوغ الصمت أغنية |
وأي بوح يصوغ الليل تبتيلا |
راحت زوارق أهل العشق مبحرة |
وخلفتني ببحر الشوق مخذولا |
ما قالت اركبْ.. وكان الموج يبلعني |
لا عاصم.. اليوم أمر كان مفعولا |
تعرّقت في يد البلوى يدي.. ودمي |
لما يزل في دروب الوجد مطلولا |
فكيف جئت؟.. إلا تدرين أمزجتي؟ |
أني ابتداء وخلفي كل ما قيلا |
أنا العقرت بدارات الهوى جسدي |
وعدت كالملك الضليل ضليلا |
وجفت الروح.. حتى ملت منكسرا |
وصار مني ربيع القلب أيلولا |
ما ظل موضع شبر فيّ - من شبق - |
ما ذوبته شفاه الموت تقبيلا |
وضاجعتني حروب لست أعرفها |
وفرّخت في دمي مليون قابيلا |
أجوب بحراً كأن العمر آخره |
حتى نوارسه أمست أبابيلا |
مؤثثاً باحتمالات تجررني |
إلى احتمال يغذي الدرب مجهولا |
فأين ألجأ؟ لا حضن يهدهدني |
ويسكب الليل في روحي (دللّولا) |