الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 30th January,2006 العدد : 138

الأثنين 30 ,ذو الحجة 1427

صدى لون
الضحك على (الدقون)!!
محمد الخربوش

يحدث في الساحة التشكيلية في بعض الأحيان ظهور اسم فنان جديد اقتحم هذا العالم الجمالي فجأة وبدون مقدمات وما يلفت النظر في هذا الحضور (المفاجئ) أحياناً هو المستوى المتميز لهذا الفنان القادم بقوة، حيث يلاحظ على مستوى الأعمال المطروحة أمام الملتقى قوة بنائية هائلة وتميز لوني وتقنيات متقدمة جداً ومتمكنة بشكل يدعو للدهشة ويرسم علامة استفهام كبيرة لمن لديهم خلفية ومتابعة دقيقة للساحة التشكيلية حول هذا القادم الجديد، الذي من خلال متابعة ورصد وجد أن معظمه من العنصر النسائي.. لست متحاملاً وليس هذا من باب الافتراض أو من قبيل التخمين لكنه واقع ملموس لا يدركه إلا من لديه متابعة وخلفية جيدة لمسار الحركة التشكيلية.
كما أنني لست مقللاً من عطاء الفنانات التشكيليات أو أنني من خلال هذا الطرح أعمم لكن ما يحدث من (البعض) وأقول البعض أمر يدعو للدهشة والغرابة، فما بالك عزيزي القارئ باسم جديد يقدم نفسه للوهلة الأولى بدون مقدمات وبدون مشاركة أو حضور سابق في أي فعالية تشكيلية سابقة ويكون هذا التقديم الأولي مبهراً ومدهشاً للمستوى الفني والتقني الكبيرين اللذين تتميز بهما أعماله، لست متشائماً أو غير مؤمن بوجود مواهب (وفلتات) فنية فهذا شأن كل المعطيات الإبداعية الإنسانية، لكن ما يلقي بظلاله حيال هذا الموضوع هو أن الموهبة مهما كانت على درجة عالية من القوة إلا أنها تظل بحاجة إلى صقل وممارسة وخبرة طويلة وتمرّس في العمل لأن ما يعرض أحياناً تحت هذا النوع من الطرح يعطي المشاهد دلالات ومضامين وتصوراً أن من قدم هذه الأعمال فنان متمكن ومتمرس وله تجارب سابقة أعطته كل هذه الجرأة، وهذا الوهج الجيد من خلال ما يلاحظ على أدواته من قوة وخبرة ودراية بكل تفاصيل وجزئيات المنجز..
كما أنني لست مع من يقول أو من يؤمن بنظرية أن البعض وخاصة (الفنانات) يلجأن إلى بعض الأيادي المتمكنة سواء من هنا أو من هناك لتضيف هذه اليد وتعدل وتنقح وتضع اللمسة الأخيرة كما يقال على المنجز ثم يقوم صاحبنا بالتوقيع في ذيل اللوحة!! على الرغم من وجود بعض الأعمال التي عرضت تحت أسماء فنية مغمورة وجديدة على الساحة تحمل بصمة وروح (ونفس) وتقنية وهوية فنانين معروفين.
حقيقة إن من يمارس هذا النوع من التضليل سواء كان فناناً أو فنانة هو في واقع الأمر يضحك على نفسه أولاً قبل أن يمارس الضحك على الآخر لأن ما قد يحصل عليه من حضور وتوهج وقتي هو في واقع الأمر فقاعات صابونية سرعان ما تزول وتذوب في عالم الواقع الذي لا يرحم ولأنه بالفعل في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح، لذا فإنه من واجبنا جميعاً الوقوف بحزم أمام هذا النوع من الخداع وهذا الزيف الذي يحدث، الذي قدّم للساحة أسماء لا علاقة لها بهذا العالم الجمالي لا من بعيد ولا من قريب.. لست متحاملاً، ويعلم الله لست متشائماً، لكن واقع الحال يفرض علينا أن نلقي الضوء على هذه الإشكالية التي تتنامى بكل أسف في ظل هذا الصمت الذي نمارسه جميعاً حيال هذا النوع من الضحك على (الدقون).
أتمنى أن نقطع الطريق على محبي الظهور وعاشقي الشهرة على أكتاف الغير وأن نعمل سوياً على أن تكون ساحتنا التشكيلية نقية بالفعل وخالية من المتسلقين وخلافه!!
أتمنى ذلك!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved