الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 30th January,2006 العدد : 138

الأثنين 30 ,ذو الحجة 1427

غادة الصحراء
أو العودة للأسماء المستعارة.. مرة أخرى
محمد بن عبدالرزاق القشعمي

منذ عدة سنوات بدأت أهتمُ بجمع الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين، فنشرت عدة مقالات في المجلة العربية والمجلة الثقافية - ملحق جريدة الجزيرة - تبعها صدور كتاب لي عن نادي أبها الأدبي عام 1425هـ بعنوان (الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين)، وقد رصدت ما يقرب من أربعمائة اسم من كتاب مقالات ومؤلفي كتب وشعراء شعبيين وفنانين وغيرهم.
وكان لرصد تلك الأسماء المستعارة وتعريف القارئ بأسمائهم الحقيقية أثر طيب لدى القارئ فقد تلقيت الكثير من الاتصالات ونشر بعض الكتابات التي تشيد وتطالب بالمزيد..
وقد نشرت مقالاً في المجلة الثقافية - ملحق الجزيرة - فيما بعد أتساءل من هو فتى عنيزة؟ الذي كتب في صوت الحجاز في شهر رجب 1352هـ نوفمبر 1933م قصيدتين بعنوان (ذكرى) و(خطرة) ومقالاً بعنوان (هل من نهضة) وقد اتصل بي كثير من المهتمين يتساءلون عمن يكون؟ فلعله فلان أو علان، وغيرهم كتب مستفسراً معي، حتى إن أحدهم وهو الأستاذ عبدالعزيز الذكير كتب في جريدة الرياض يقول إنه قد يكون أحد من عمل في التدريس من أبناء الدول العربية وإنه أحب عنيزة فكتب أو اختار هذا الاسم (فتى عنيزة) وسألت عدداً كبيراً من أبناء عنيزة المهتمين بمثل هذه الأمور كمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر والعلامة عبدالرحمن البطحي ومعالي الأستاذ عبدالله العلي النعيم ومعالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب والشاعر عبدالعزيز العبدالرحمن الذكير (أبو لبيد) والأستاذ إبراهيم التركي (أبو قصي) والدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي والدكتور منصور الحازمي بصفته من اهتم بصحيفة (صوت الحجاز) وكتب عنها مجلداً ضخماً ضمن سلسلته الشهيرة (معجم المصادر الصحفية في المملكة) وغيرهم، منهم من قال إنه قد يكون صالح الأحمد الذكير الذي سبق أن عمل في المالية في الخمسينات بمكة فاتصلت بابنه الدكتور مقبل الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة فنفى ذلك، وقيل قد يكون محمد السليمان البسام فقيل إنه يقول الشعر الشعبي وليس له شعر يماثل شعر من سمى نفسه (فتى عنيزة)، صحيح أن صالح الأحمد الذكير قد كتب بعد سنوات قليلة من نشر الموضوعات المذكورة سلسلة من المقالات في صحيفة (صوت الحجاز) نفسها بعنوان (باريس القصيم - عنيزة).
وقال الأستاذ فايز الحربي لم لا يكون عبدالله العلي الزامل فهو شاعر وقد حضر وشارك في معركة السبلة.. الخ.
تسنى لي مؤخراً أن أعيد طبع الكتاب المذكور - الأسماء المستعارة للكتاب السعوديين - بعد مرور سنة على الطبعة الأولى وبعد موافقة نادي أبها الأدبي، وقد أضفت إليه أسماء جديدة ومهمة لم أكن أعرف أسماءها الحقيقية، مع إضافة حوالي 50 صفحة مستعرضاً فيها الأسماء المستعارة التي كان يوقع بها أصحاب المقالات والقصائد في ثلاث صحف سعودية - صحافة الأفراد - واخترت أن تكون تلك الصحف من ثلاث مناطق في المملكة وبفترات زمنية مختلفة وهي:
1- صحيفة صوت الحجاز من مكة المكرمة - المنطقة الغربية - أعوام 50 - 1630هـ. (1931 - 1941م).
2- صحيفة أخبار الظهران من الدمام في المنطقة الشرقية أعوام 74 - 1376هـ. (1955 - 1957م).
3- صحيفة القصيم تصدر من الرياض في المنطقة الوسطى أعوام 79 - 1383هـ. (1959 - 1963م).
وقد ألحقت بكل صحيفة منها بياناً يشتمل على رقم العدد وتاريخه ورقم الصفحة وعنوان الموضوع والاسم المستعار الموقع به الموضوع. وناشدت من بقي على قيد الحياة ممن عاصر تلك الحقبة وعرف الأسماء الحقيقية لأصحابها أن يكشفها خصوصاً وقد مضى على بعضها مدة طويلة، وقد يكون بعضهم قد انتقل إلى الدار الآخرة، فمن حقه علينا أن نذكره ونشكره ونشيد بدوره ونقدر جهده وما قدمه في وقت يعز فيه وجود صاحب الرأي والقلم القادر على النصح والإرشاد القويم. وذلك لعدم انتشار التعليم وقتها.
وقد ذكرت بعض أصحاب الأسماء المستعارة الذين اتصلوا بي موضحين أو مصححين أو مضيفين أسماء أخرى.
غادة الصحراء = مشاعل بنت عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود
من أهم وأحدث من استطعت معرفة اسمه الصريح وأضفته في طبعة الكتاب الثانية هو اسم (غادة الصحراء) وهو الاسم المستعار للأميرة مشاعل بنت عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود.
فقد سبق أن سمعت أن غادة الصحراء هي الأميرة مشاعل ولم يكن لديَّ مستند واضح فلهذا لم أذكره في الطبعة الأولى، وقد سبق أن اتصل بي مدير مركز البابطين الثقافي مستفسراً عمن تكون (غادة الصحراء) فذكرت له ما سبق أن سمعته ولم أزد. وسعيت إلى من قد يكون لديه معلومات موثقة عنها وبالذات الدكتورة خيرية السقاف فقد سبق أن أخبرتني بمجموعة من الأسماء المستعارة لبعض المبدعات، إلا (غادة الصحراء).
اطلعت على صورة الديوان (شميم العرار) شعر غادة الصحراء، منشورات دار الكتاب اللبناني بيروت، الطبعة الأولى نيسان 1964م جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.. والديوان من القطع الصغير بـ170 صفحة، قدم له الأديب اللبناني جورج غريِّب، وكنت أتمنى أن أحصل على نسخة من هذا الديوان وسألت عنه في أغلب المعارض وأهم المكتبات، وكلهم عرض عليَّ أن أصور من النسخ المصورة وبالصدفة فقد كنت في صيف هذا العام على المحيط الأطلسي وفي بلدة (آسفي) بين أغادير ومراكش بالمغرب فدخلت سوقاً تجارياً حديثاً اسمه (مرجان) وفي زاوية منه وضع في رفّ أو رفين مجموعة من الكتب لا يتجاوز عناوينها العشرة ومن بينها نسختان من الطبعة الأولى من ضالتي (شميم العرار) وقد كتب عليه سعره خمسة دراهم أي ما يعادل ريالين فقط فأخذت النسختين، وكأنهما كنز طال انتظار العثور عليه.
وحتى المكتبة الوطنية - مكتبة الملك فهد الوطنية - لا يوجد بها سوى نسخة مصورة وعندما علم الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بحصولي على النسخة من الديوان بما يعادل ريالين قال إنه مستعد أن يدفع مائتي ريال مقابل الحصول على طبعة أصلية للديوان، وهذا دليل على صعوبة الحصول على مثل هذه الأعمال النادرة التي طبعت في وقت مبكر ولم تعد طباعتها، فهذا الدكتور السبيل كأستاذ للأدب العربي الحديث في جامعة الملك سعود سابقاً وهو المعني بمثل هذه الأعمال يفتقر إليها.
تصفحت الديوان سريعاً وقد زين بلوحات تشكيلية جميلة لرضوان الشهال.
وقال جورج غريب في تقديمه للديوان (.. ربما لأول مرة تُطلع الصحراء ديوان غزل. فالناظر في قيمة هذا الشعر يُشدُّ إلى فوق يَعصر خمراً، ولا غرابة، فشعر الحب وحده يبني.
تخالجني، وقد هبَّ عليَّ من نجد، رفيق الشذا، هذا اللفح المذيب، أشياء، لا نظام لها، ولا تجري على استواء. فيه عهدان، عهد الوصال والهناء، وعهد اللوعة والوفاء. يكاد لون هذا الشعر أن يكون خمريّاً.
صاحبة الإمارتين، نجدية حسناء - على ما يبدو - ملء التفاتاتها عُلىً، وفي يدها صولجان، ليس في عيشها خفيض، وإن أضعفها الحب البكر. فهي لم تمدد إلى بشر يداً، وكالصحراء لم تُذَلّ، عليّة الجبين كما القباب، كما الرماح العراب. عاشقة صورت إباءً وتطلعاً إلى عظمة ومحال، فبالوهم تعطاه. تريد أن تجعل من شعر الحب معبراً إلى معتزم، وتعيش على البراءة الأصيلة متطلبة الغيب الجديد.
الشعر على يديها سقط نار، ما عرفت معه مقنعة، فإن خمدت نارها عليه ما همدت. إذا مسسته بيدك وهي باردة تخامص عن برودتك وتجافي.
بطولة غادة الصحراء انها أوجدت غزلاً، أطلعت مذهباً ولد على يديها النديتين المشتعلتين، تريد معه اقتلاع الإحساس من التربة القديمة ضاربة به أفق التفلُّت. وقد تخطت البيد إلى الحب، حاملة معها، في صميمها، عناصره الباقية. ملتفت إلى زرقة صافية، وشاطئ هادر، وعاصفة ملؤها العافية.. (واختتم المقدمة بقوله).. تصون الشاعرة العاشقة حبَّها الذي ولد على شاطئ، وضخم فوق رمال، وتصون الشيم، فمهما رنت إليها العلى، واشتاقت حسنها العيون، فلا فتون يحركها.
أما لون هذا الحبيب فكلون شعر الديوان، من (الشاطئ الصخري)، حيث تسائل النجدية الموج عن حبيبها الباعد، علّه عبر عليه إلى شاطئ آخر.
أتراه نقض العهد، فلها منه الجراح ولغيرها المؤمل؟ أم تراه ثنى العود من غير كسر، ثم حطم اللعبة، ولم ينل مناله؟
خُصل النخيل تبدلت من بعدما خضبت، فتدلى السعف، وعجز عن النهوض.
أترى العاشقة خفضت للحبيب الجناح، فلا المخصل قاطع، ولا الجنات باقيات
أتراها تحب رجلاً أم تحب حلمها من خلال أحد الرجال، أحد العمالقة؟
هل عادت الرمال رمالا من بعد ما اخضرها الري، تذكر عهدا، تذكر لقاء،
وإذا ما عانقته جفونها كان هو الدمع في الجفون؟
هل ستفي، وتعيش كما ذابل الزهر عاش بوعد نداه؟
قد تصبح الصحراء على يدي غادتها غير صحراء.
إن شميم العرار سيقوى على الزمن.. (20 آذار 1964م).
وقدمت الشاعرة لديوانها بمقطوعة تقول فيها:
ويحهنّ النبال مزقن من قلبي!
فدمعي ثرٌّ مع الواحات.
بات شعري مجرحا، فتساءل،
يا حبيبي، هل من سواك العاتي؟
كلما خطه يراعي على الطرس
تملى لصرير من أناتي.
وتملّت سكينة البيد أوجاعاً
وطال النحيب في الظلمات.
ويح قلبي! ترى ستكشفه يوما
عذارى مثل غوادٍ أواتِ؟
فيغنين بي، بشعري، وبالجرّاح،
من هدني وهد لداتي،
يا حبيبي، فداك ما أنا قاسيت
وحسني وأدمع العاشقات!
قسم الديوان إلى 12 قسماً كل قسم يضم مجموعة من القصائد حسب التالي:
* زهر الشوك - يضم القصائد: فداك الجمال، غربة، أنا أنت، لقلبي كنت.
* صهباء - يضم القصائد: هجع الناس، خبأتك طي الضلوع، وفاء، عصية الدمع، عنفوان.
* قبل - يضم القصائد: الشراع، عطاء، سويداء، نعيم.
* كتابة على الريح - يضم القصائد: تلال الزهر، ثلاث، سترجع، صبا، مضيت أسأل، دامعة، فرح.
* حنان - يضم القصائد: كتاب شعر، تبقى الوحيد، سدرة وظلال، قولي له، رفيقتي.
* أحبها - يضم القصيدة: نشوة الرمال.
* حزن وخريف - يضم القصائد: ظمأ، البعيد القريب، خريف، صروف الدهر.
* تعذيب - يضم القصيدة: رقصة اللعبة.
* كما الليل - يضم القصائد: آخر اللهب، كف الزمان، يقظة الجمال، دعوة، فجر، قال لها، تعال، التمس الذكرى.
* إلهام وغزل - يضم القصائد: شمس الأصيل، أهواك، ما أجملك، أشواق حائرة، ليلة الوحي.
* سمو - يضم القصائد: عيناك، ضيفة السهب، خمرة الزمن، هوى وبيداء، وعنفوان، لم نلتق، سحر.
* إلى الأبد - يضم القصائد: أذكار، ثأر.
وقد كتب في ظهر الغلاف الداخلي أن للشاعرة ديوان شعر آخر بعنوان (عيناك أسطورة) وقصة بعنوان (دعوني ألقاه). ولم أعثر على هذين الكتابين المذكورين في مكتبة الملك فهد الوطنية، بل وجدت ديوان شعر آخر لها بعنوان (عيناك أحزاني) وقد نشرته الشاعرة باسمها الصريح بالرياض وهو كما ورد في عنوان الديوان (شعر.. عيناك أحزاني.. تأليف مشاعل عبدالمحسن عبدالعزيز آل سعود) الرياض 1390هـ - 1970م.
وقدمت للديوان بقولها.. تقديم.. إلى كل من لا يعرف من أنا، وفيها:
إنما الشعر معاني وأقاصيص غوالي
وأرى النثر زهوراً تملأ الآفاق عطرا
فاذكروني يا رفاقي قصة فيها خيال
ومناجاة لنثر وأغاني لا لتقرأ
م. ع. ع. آل سعود
جدة 19-7-1383هـ
نجد في الديوان المذكور قصيدة (ص12 - 13) بعنوان (أذكريني) قدمت لها بقولها: إليهن.. إلى أخواتي الثلاث: الجوهرة، كاملة، غادة، إلى صديقاتي اللاتي شاركنني معضلة حياتي إلى من يذهب كل شيء ويبقى بقلبي لهن شيء كبير من الحب مع الذكريات الحلوة..
وقد ذكر علي جواد الطاهر(1): غادة الصحراء - (الاسم مستعار).
(شميم العرار): شعر، بيروت دار الكتاب اللبناني، 1964م - 1384هـ، 172ص مصور، رسوم رضوان الشهال، تقديم جورج غريب، في الكتاب من ألمح إلى إعانة في النظم. في 18-1-1384هـ كتبت جريدة اليمامة: يشاع أن هناك قصة ستدفع إلى المطبعة للشاعرة (غادة الصحراء..) ولم تتحقق الشائعة.
2- (أشرعة الليالي المنسية): شعر بيروت مطبعة حايك، 1969م، 101ص مصورة + فهرس.
ملاحظة: أرجو أن يكون عنوان الديوان مضبوطاً، ويا حبذا لو كشف اسم المؤلفة وظروف النظم. وقد تحقق أخيراً ما طالب به المرحوم علي جواد الطاهر:.. ويا حبذا لو كشف اسم المؤلفة وظروف النظم.
وقال عنها د. بكري شيخ أمين في (الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية).
غادة الصحراء: اسم رمزي لفتاة يبدو أنها من الأسر الرفيعة. أصدرت في بيروت ديوانين (شميم العرار) و(عيناك) طبعاً في بيروت 1964م، شعرها يتسم بالعنف والرقة معاً، ولقد راجت أقاويل في صحة نسبة الديوانين إليها. فإذا صح أنهما لها، فلا شك أن الفتاة تملك الموهبة الشعرية الفياضة، وأن تاريخ الأدب سيذكر أنها من شوامخ الغزليين في العصر الحديث(1).
كما اعتبرها الشيخ أمين.. من أجرأ المحاولات التجديدية في الأوزان تلك التي نهض بها عدد من شباب المدرسة الرومنسية كالفقي وقنديل والشبل وغادة الصحراء، فقد طرحوا البيت الشعري التقليدي، واتجهوا إلى الاعتماد على التفعيلة المستقلة في السطر الشعري، وكانوا مرة يقصرون السطر على تفعيلة وتارة على أكثر من واحدة، ولكنهم ظلوا مخلصين للموسيقى، وللجرس المنغوم في السطر الشعري..)(2).
فكما كشف معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله السالم عن اسمه الصريح بعد أن كان يكتب مقاله الأسبوعي الشهير صباح كل سبت في جريدة الرياض تحت اسمه المستعار (مسلم بن عبدالله المسلم).
وكما عادت (غيداء المنفي) أو (غجرية الريف) = هيا العريني وشاركت في الأمسية الشعرية التي أقامها نادي الرياض الأدبي مؤخراً فنرجو أن نرى ونسمع (غادة الصحراء) بعد سنوات طويلة كما نطمع منها إعادة طبع شعرها ليسهل وصوله للجميع.
وقد أتجرأ وأتساءل كما تساءل علي جواد الطاهر عن (ظروف النظم) و(.. قد راجت أقاويل في صحة نسبة الديوانين إليها..).
(1) في (معجم المطبوعات العربية) ج2، ط2، ص1022
(1) ط3، 1984م، دار العلم للملايين: بيروت، ص210
(2) المرجع السابق ص444
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved