الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

(اللجان الثقافية) حقول تنبت البيروقراطية
* الثقافية عبد الحفيظ الشمري:
اللجان الثقافية الاستشاري منها وغير الاستشاري، والمنبثقة من رؤية احترازية، وغير منبثقة.. عاملة وغير عاملة، فاعلة وخاملة وإلى ما هنالك من متقلبات، ومتقاطعات لفظية، تظل خطوة صغيرة في خطة إعادة الحياة لمشهدنا الثقافي الذي تنازعته يدا التهالك والبلى، ومحاولات التغيير غير المدروس.
وكأننا نريد إنقاذ الموقف لاحت في الأفق طلائع هذه اللجان التي تؤمن في التغيير وفق معاييرها الخاصة.. تلك التي تشير إلى الملامسة والتناول الحذر (لا تحرك ساكن)، و(احذر تسلم)، و(يا الله السلامة)، ويمكن أن تستحضر الشعر:
ما بين اغماضة عين وانتباهتها
يبدل الله من حال إلى حال
فليس صعباً أن يدخل أي مثقف أو أديب أي لجنة، وأسهل منها أن تخرج منها لحظة أن تجد أن وجودك أو وجودها مع عدمه متساوياً.
اللجان فكرة أكل عليها الدهر وشرب، وهي من مخلفات القرن قبل الماضي، وربما صيغت هذه اللجان الآن من أجل تسهيل أمور البيروقراطية ليس لحل القضايا الإدارية العالقة إنما لتمريرها على المثقف والأديب والمتابع وكأنها حالة ثقافية واردة الحصول، وممكنة التواصل.
والأدهى من ذلك والأصعب هي أن هذه قد تدخل في كنفها من تريد له الانتفاع وقد تطرده وتقذفه بأحذية البيروقراطية المتهالكة وقد تتواصل مسيرة تكريس مفهوم اللجان حتى ترى من يقفز من جهة إلى أخرى وفق تحولات تخترعها قريحة البيروقراطية، فكم من مشروع إبداعي أجهضته همم هذه اللجان؟!.. وكم من جائزة أضحت أثرا بعد عين؟! وكم من مجاملات رتب لها لتأخذ شكل الممكن في سياق الأدب وهو منه براء..؟ كل هذا لم يتأت لو لم تكن هذه اللجان موجودة فما لون حياتنا ووعينا وفكرنا لو لم تخترع هذه اللجنة أو تلك..؟!
الثقافة لا تحتاج إلى لجنة مركزية، أو فرعية، ولا يفضل أهلها حتى وإن هادنوا وناوروا أن تكون تحت وصاية أي لجنة تعبث بالوعي والذائقة من أجل تحقيق مكاسب لا نسميها إلا حطام دنيا، وقشور حياة..
الشيء الذي يؤلم المثقف الآن أن هذه اللجان ركوبة سهلة لمن أراد أن يحقق مآرب ذاتية، بل إن هناك من جعل من هذا التوجه حالة عادية، فلو لم تتخلص رجاء عالم من هذا الهم لما أبدعت (طريق الحرير) و(سيدي وحدانه) و(الخاتم) وروايات أخرى، ولما رأينا تجليات الروائي تركي الحمد في الثلاثية، و(شرق الوادي)، و(جرح الذاكرة)، وعلي الدميني في (الغيمة الرصاصية)، ونورة الغامدي في (البوصلة)، وحسن الشيخ في روايته، فهؤلاء وآخرون آثروا مشهدنا الأدبي بالجميل المبهر، والآخرون هؤلاء تتراوح تجاربهم، وتتشكل وفق رؤية كل واحد منهم إلى المنجز الأدبي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved