الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

عبدالله شباط: صوت الخليج الهادئ
شهادة للتاريخ

أخي العزيز أبا يعرب..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لقد أركبتني بهذا المركب الصعب لأن طلبك جاء في وقت كادت فيه الذاكرة أن تنوء بثقل ما حملت لما تراكم عليها من غبار الزمن فرانت عليها ظلال النسيان وهي ظلال محببة إلى نفسي حتى تمنيت ألا تزول ولا تحول.
أما وقد أصررت وشفعت الخطاب بالمقال فدعني أنقب في ظل الزوايا علي اهتدي إلى بعض ما ترغب معرفته.
في عام 1369هـ نلت الشهادة الإبتدائية من مدرسة الهفوف الأميرية فداخلني شعور بالزهو والاستعلاء ظنا أني بلغت من العلم غايته وهذا ما دفعني لقبول العمل في سلك التدريس لأتمتع بلقب أستاذ!! وكان ذلك بسعي المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالعزيز التركي معتمد المعارف بالأحساء آنذاك وأمضيت الأعوام من 70 1373هـ متنقلا في مهنة التدريس بين الدمام والقطيف حيث التقيت خلال هذه الفترة بكثير من رموز الثقافة والأدب في القطيف والدمام وشهدت بداية نهضة المنطقة الشرقية، وخلال هذه الفترة 73 1375هـ صدرت عدت جرائد ومجلات في المنطقة الشرقية: أخبار الظهران، والفجر الجديد، ومجلة قافلة الزيت، ومجلة الإشعاع، وفي البحرين: جريدة البحرين، والقافلة، والوطن ومجلة صوت البحرين.. وكنت أكتب في بعض هذه الصحف والمجلات مقالات أدخلت في روعي أنني أصبحت بحق أستاذاً في الأدب والفكر.. وفي عام 1373هـ عدت للدراسة بالقسم الثانوي بالمعهد العلمي الذي كان يقوم على إدارته الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس الذي شهد المعهد خلال فترة إدارته نشاطاً ثقافياً ملحوظاً، محاضرات وأشعاراً وصحف حائط، وكان من ثمار تلك الأنشطة مجلة هجر التي كان لي شرف سكرتارية تحريرها.. فلماذا لا أمد بصري إلى خارج أسوار المجلة لاتصل بمجلات، الهدف في بغداد، والقلم الجديد في عمان، والسمير في نيويورك.
في نهاية عام 1375هـ تقدمت بطلب الترخيص بإصدار مجلة ثقافية في الأحساء تحت مسمى (الخليج العربي) وصدرت الموافقة برقياً من الديوان الملكي.. وبكل غرور الشباب وحماسه أصدرت مجلة الخليج العربي مجلة ثقافية تصدر بالأحساء، مدير تحريرها الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن العبدالقادر وسكرتير التحرير: عبدالعزيزبن سليمان العفالق رئيس الغرفة التجارية بالأحساء حالياً.. وكان ذلك أسوأ مقلب شربته في حياتي، حيث توقفت المجلة بعد ستة أعداد صدرت غير منتظمة.. لأسباب مادية ومهنية لنقص الخبرة وعدم التخطيط للمستقبل وعدم الإلمام أساساً بمهنة الصحافة وكانت المجلة تطبع في المطبعة السعودية التي أسسها المرحوم خالد الفرج بالدمام، توقفت المجلة فذهبت إلى الدمام للبحث عن عمل، فالتقيت بالأستاذ محمد أحمد فقي رئيس المرور بالمنطقة الشرقية آنذاك عرض علي معاودة إصدار الخليج العربي جريدة أسبوعية تصدر من الخبر على أن يتولى رئاسة التحرير مقابل التمويل فقبلت على الفور، وحيث كانت مطابع الخط بالدمام مشغولة بطباعة أخبار الظهران توجهت إلى الشيخ حمد الجاسر رحمه الله طالباً منه العون لطباعة الجريدة في مطابع الرياض بشارع المرقب فمد لي يد العون وأعلن عن استعداده لطباعة الجريدة، حيث لا تكلف سوى أجور العمال وقيمة الورق، على أن أوكل شخصاً يشرف عليها ويتول استلامها بعد الطبع، وكانت لي علاقة بالأخ حمود بن عبدالعزيز البدر أمين عام مجلس الشورى حالياً وكان يدرس في الرياض فطلبت منه القيام بهذه المهمة فلم يتأخر فكان يستلم المقاولات إما مناولة مني شخصياً عندما أحضر إلى الرياض أو أن أرسلها بواسطة أحد المسافرين في القطار وبعد الطبع يشحنها بالقطار بعد أن يستبقي النسخ المخصصة للرياض. ويشحن النسخ المخصصة إلى جدة.
وبعد أن ابتعث للدراسة في مصر قام مقامه الكاتب السوداني عثمان شوقي رحمه الله وفي هذه الفترة بدأت الإعلانات تسلك طريقها إلى الجريدة حيث لم يعد المردود من التوزيع يشغل تفكيرنا.
كانت مطابع الرياض تقوم بطابعة الخليج العربي طوال عامي 1377 1378هـ وفي عام 1378هـ كان لابد من تحديث الجريدة وإدخال بعض الألوان بناء على طلب بعض المعلنين, وهو أمر لم يكن متوفراً لدى مطابع الرياض لأنها مشغولة بطباعة جريدة اليمامة الأسبوعية، فنقلت طباعتها إلى مطابع الأستاذ محمد حسين أصفهاني ابتداء من أول عام 1379هـ تحت إشراف الأستاذ عبدالعزيز فرشوطي واستمر هذا الوضع إلى نهاية العام حيث استطعت توفير بعض المال لشراء مطبعة قديمة طراز 1945م من البحرين واستأجرت القبو الذي تحت بناية البلدية بالخبر مقراً للمطبعة التي قامت بطباعة الجريدة من بداية عام 1380هـ وفي نهاية هذا العام نقل امتياز الجريدة إلى علي أبوخمسين لأسباب شرحتها لك هاتفياً وأهمها اختلافي مع الشيخ عبدالله بلخير مدير عام الإذاعة والصحافة والنشر حول بعض القضايا.. وبذلك أفلست، فبعت المطبعة إلى أبو خمسين بمبلغ سددت به ما عليّ من ديون.
في أول عام 1381هـ رشحت لوظيفة مساعد رئيس بلدية الخبر إلى نهاية عام 1383هـ وفي 111384هـ رشحت لرئاسة بلديات المنطقة المحايدة (ميناء سعود) إلى عام 1387هـ حيث فصلت من الوظيفة لأنني اتهمت بالاختلاس من أموال الدولة مبلغاً يقرب من ثلاثة آلاف ريال على مدى خمس سنوات بالاشتراك مع آخرين وهي حجة تذرع بها المسؤولون في وكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات لأنني قد وجهت انتقاداً للوكالة في جريدة اليمامة فيما يتعلق بمؤتمرات رؤساء البلديات التي يفاجئون بها دون استعداد أو تحضير.


أخوكم
عبدالله بن أحمد الشباط

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved