الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

الشباط.. نجم يضيءُ في سماء العَبَادِلَة!!
عبد الله بن ناصر آل عُويِّد *
لا يذكر (العَبَادِلَةُ) في واحدة الأحساء، بل في الوجه الشرقي الوسيم من المملكة والخليج العربي.. إلا ويذكر معه (أبومنذر) أو (أبو أحمد). أعني أستاذنا الباقر القومس: عبد الله بن أحمد من (آل شباط) نسبة إلى جدهم الأعلى شباط بن غرير بن محمد بن عثمان بن مسعود.. من قبيلة (بني خالد) التي تعد من أكبر قبائل العرب عدداً واحلافاً وهي ذات وجاهة، ومكانة كبيرة قديما حيث إنها حكمت ديار هجر (واحدة الأحساء) مدنا وأريافاً (قرى) وهجراً بدوية عقوداً كثيرة.. وفيها من الاعلام والبواسل ما الله بن عليم.
قال ابن عويد (عسله الله): وأعني بالعبادلة قديماً وحديثاً ماجادت به رحم هذه البلاد العريقة الطيبة من سمييه (أشباهه في الاسم) أمثال العلامتين اللغويين الفقيهين المالكيين الشاعرين: عبدالله بن أحمد العبدالقادر المتوفى في منتصف (ق 13هـ) عام 1264هـ، وعبد الله بن علي العبد القادر المرفرف على آفاق (ق 13 و14هـ) 1270 1344هـ.
والشاعر الكبير الفقيه عبد الله بن محمد البيتوشي الأحسائي البصري (ت 1211هـ) وهو صاحب مساجلات كثيرة مع شيوخه الأحسائيين ممن تتلمذ عليهم ومن يقرأ مساجلاته المطبوعة والمخطوطة يجد العجب العجاب من الشعر الإخواني!
ومن أراد ذلك فليبحر في شواطئ الموسوعات الاحسائية والسعودية والخليجية وغيرها نحو: (تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد) للعالم القاضي الأديب الشيخ محمد العبد القادر رحمه الله ، (شعراء هجر) للأديب الراحل د.عبد الفتاح الحلو (صاحب دار هجر في مصر للنشر والطباعة)، (الأحساء عبر أطوار التاريخ) للأديب المؤرخ العصامي ابي فيصل خالد بن جابر آل غريب، (تاريخ هجر) للمؤرخ الكبير الملامع عبد الرحمن الملا.
(الشعر في الجزيرة) للأديب عبدالله الحامد، (أعلام المبرّز) للغوي البحَّاثة عبد الله عيسى الذرمان، و(مظاهر ازدهار الحركة العلمية في الأحساء) لابن ذومان.. إلخ...
قلت: ومن العبادلة الذين يذكرونا بأستاذنا الشباط عبد الله: العالم الفقيه الشيخ عبد الله الدهيش (والد سماحة الشيخ د. عبد الملك) والأديب المغمور الكبير، الناقد النحرير، صاحب الملاحم الشعرية، ومدرسة الأحساء النقدية منذ اكثر من نصف قرن كما يقول أستاذنا د. سلطان القحطاني أعني أستاذي الشيخ عبد الله بن محمد الرومي، الذي فعّل المشهد النقدي والأدبي في صحف الخليج كالبحرين بروائعه منذ أيام بدايات مرحلة ما بعد النفط، وهو سبط العلامة اللغوي مرجع المالكية الشيخ عبد العزيز العلجي.
ومن العبادلة: الأديب الكبير د. عبدالله بن علي آل مبارك (أخو الأديب الكبير السفير الشيخ أحمد (راعي أحدية الاحساء) ابنه عم أحدية الرياض الراشدية المباركية، فهو من أوائل من تسلم الشهادة العليا في الأدب من السعوديين.
وهو من أوائل من تكلم عن الأدب في بلادنا بحثاً ودراسةً وطبعاً..
ونجمنا (ابن الشباط) موسوعة علمية ثقافية، وجامعة متنقلة هنيئاً لمن يشتم من عبير أفيائها! أو ينحرف له شيئاً من عذيقات خلاصها وخنيزيّها وشوشيّها وغرّها!!
لذا لا غرابة أن تتبارى إلى تكريمه المنابر الثقافية والادبية داخل المملكة وخارجها، ومن هذه المنابر:
1 اثنينية وجيه الثقافة والأدب والسخاء.. الشيخ عبد المقصود خوجة بجدة عام 1416هـ 1995م.
2 مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز الاجتماعي بالرياض عام 1419هـ.
3 جمعية الثقافة والفنون بالاحساء عام 1421هـ في (مهرجان هجر الثقافي).
4 النادي الأدبي في الشرقية (الدمام) عام 1422هـ.
5 مهرجان الرواد بجامعة الدول العربية بالقاهرة عام 1423هـ 2002م.
6 اثنينة النعيم الثقافية في الهفوف عاصمة الاحساء عام 1424هـ لراعيها التربوي الأستاذ محمد بن صالح النعيم (مدير مدرسة الغويبة).
وهناك الكثير من المراكز والأسر ممن تتسابق إلى تكريمه خاطبة وده.. لكنه رجل متواضع، لا يسعى إلى الإطراء والشهرة سعي الغير.. وما أكثرهم!
ولا يخفى على الجميع أن شباطنا رائد من رواد القلم والفكر في المملكة والعالم العربي، فهو نبعة نشاط، وشعلة فكر نيّر منذ نصق قرن. فقد أصدر مجلة الخليج العربي من الأحساء عام 1376هـ وعمل محرراً متعاوناً مع جريدة اليوم أكثر من عقدين، وانضم عضواً في لجنة تقييم الكتب بنادي الشرقية الأدبية، وألقى عدداً من المحاضرات في نادي القصيم الادبي والنادي الثقافي بمكة المكرمة، ونادي الشرقية, وجمعية الثقافة والفنون في الأحساء والدمام وفي المجالس الثقافية والأدبية في الأحساء وهي كثيرة على مدار الأسبوع.
أما مؤلفاته الثرة فكثيرة تتجاوز العشرين.. أبرزها:
(أدباء من الخليج الجزء الأول) ثم (أدباء وأديبات من الخليج جزءان )، (ابو العتاهية)، (أحاديث بلدتي القديمة)، (صفحات من تاريخ الأحساء)، (هجر واحة الشعر والنخيل)، (النهضة الأدبية في المنطقة الشرقية)، (الخبر واجهة المنطقة الشرقية)، (أصداء من وادي عبقر)، (آفاق خليجية)، (حمدونة مجموعة قصصية )، (الفقيه الشاعر عبد الله آل عبد القادر)، (شاعر الخليج خالد الفرج)، (الأحساء أدبها وأدباؤها).. إلخ...
ولديه كتب مخطوطة كثيرة، سيفاجئ الساحة بها قريباً إن شاء الله.
وحينما طبعت مدارس الكفاح الأهلية مجلتها السنوية (العدد الثاني) لعام 1424هـ جعلت الشباط هو شخصية العدد، وأفرد له رئيس التجرير ورائد النشاط بالمدارس.. سعادة الأديب المصري الكبير عبد اللطيف بن كمال الجوهري صفحات في قلب المجلة، دبجتها نخبة من محبي الشباط، منهم الأديب الأحسائي، والناقد المغمور أحمد بن إبراهيم الديولي، وكاتب هذه السطور.. وغيرهم.
وهو عدد رائع ملون ضخم وزع في افتتاح معرض الكتاب والأسبوع الثقافي على مستوى المحافظة برعاية سعادة مدير التربية والتعليم د. عبد الرحمن المديرس بحضور كوكبة من أدباء الأحساء ومفكريها، منهم الشيخ أحمد المبارك, والمؤرخ عبد الرحمن الملا، والأديب الكبير سعد الدريبي.
وأبشركم بأن المؤرخ والأديب النسّابة الشيخ جواد بن حسين الرمضان ترجم بدقة عن فارسنا في المجلة الثقافية (ابن شباط) في موسوعته التي تقع في أكثر من عشرة أجزاء.. الموسومة ب(مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين) طُبع منها فقط.. جزءان برعاية رجل الأعمال الكويتي الشيخ ناصر القطان (من وجهاء الأحسائيين هناك).
ومن أقدم من تحدثوا عن الأديب القطيفي الراحل المؤرخ محمد بن سعيد المسلم في كتابه (ساحل الذهب الأسود) ط 2 1960م حيث يقول في ص 30 وهو يتحدث عن المطابع في الدمام وما حولها، إضافة الى إصدار الصحف والمجلات: (.. ثم صدرت أخيرا مجلة (الخليج العربي) التي تحولت إلى جريدة أسبوعية لصاحبها الأستاذ عبد الله شباط التي منح امتيازها اخيراً للأستاذ علي بوخمسين... الخ) ويقول في موضع آخر ص 206: (وعبد الله شباط.. الذي أسس جريدة الخليج العربي، هو كاتب له بحوث في مواضيع متنوعة، ومؤلفات مخطوطة... الخ) وكلام المسلم (رحمه الله) ها هنا قديم جداً قبل أن يقبل الشباط على رحلاته القلمية المشّاقة بقوة وعمق وتنوع.
كما ان اديبنا الكبير، ومؤرخنا الهجريّ القدير د.عبد الله بن ناصر السبيعي نوه عنه بتعليق رائع وجميل في الجزء الأول من موسوعته التي تتعلق بالحياة في المنطقة الشرقية (العلمية والثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية...) 3 أجزاء ط 1 1407هـ.
إذ يقول في الجزء الأول المخصص (للعلم والثقافة والفكر) ص 123: عبد الله بن أحمد شباط: صحفي وأديب نابه، ولد في بلدة المبرز بالأحساء... التحق دارساً بالمعهد العلمي بالهفوف خلال الفترة من 1374ه 1377ه وقد أصدر بالمعهد ثلاثة اعداد من مجلة الخليج وقد ساهم بالكتابة في عديد من الصحف والمجلات: ك(أخبار الظهران)، (الإشعاع)، (البحرين)، (اليمامة)، (الندوة) و(الرائد).. والسمة الغالبة على كتاباته اهتمامه بقضايا التراث والأمور الاجتماعية، والحياة الثقافية في منطقة الخليج العربي.. الخ) ا.ه.
ولمعالي وزير الدولة سابقاً الاديب الكبير والمؤرخ الفكري اللامع الدكتور محمد بن عبد اللطيف الملحم وقفة مع فارسنا الشباط وذلك المجلد الذي يقع في 550 صفحة تحت عنوان (كانت أشبه بالجامعة) وكتابه المجلد (قصة التعليم في مقاطعة الأحساء في عهد الملك عبد العزيز) دراسة في علم التاريخ الاجتماعي.. الصادر عام 1419هـ بالمناسبة المئوية لتأسيس المملكة العربية السعودية مرور مائة عام على فتح مدينة الرياض عام 1319هـ.
ويقصد بكلمة (كانت أشبه بالجامعة) مدرسة الأحساء الابتدائية المؤسسة عام 1356هـ وهي امتداد لمدرسة (النجاح) التي تأسست عام 1343هـ على يد رائد التعليم الأول في الهفوف.. الشيخ حمد بن محمد النعيم رحمه الله ففي المبحث الثالث من الكتاب ص 465 يطالعنا هذا العنوان الرشيق! (عبد الله الشُّباط.. وكانت أشْبه بالجامعة).
إذ يتلذذ القارئ برنين تلك الكلمات المبتسمة: (أديب الأحساء الكبير.. الأستاذ عبد الله بن أحمد الشباط.. علم غني عن الذكر، كان من خريجي مدرسة الأحساء الابتدائية عام 1369هـ، وبعدها تقلد الوظيفة لحين من الزمن، ومن ثم عاد ليتزود من العلم، فدخل المعهد العلمي في الأحساء إثر افتتاحه في عام 1374هـ.
ولما نشرت حلقات كانت أشبه بالجامعة في جريدة اليوم.. كان الأستاذ الشباط من السباقين ليضفي على هذه الحلقات مصداقية متناهية في مقالته التي نشرها بتاريخ 15 من ذي الحجة 1412هـ في اليوم تحت عنوان (صدى الذكريات)... الخ). ا.هـ.
ولم يغفل بعض زملائنا الشباب من الأدباء الباحثين مجهودات الشباط الميمونة العميقة، ومن هؤلاء أخي الدكتور خالد بن سعود الحليبي، ويتجلى ذلك في اطروحة لنيل درجة الماجستير عام 1411هـ.
من جامعة الإمام محمد بن سعود.. تحت عنوان (الشعر الحديث في الأحساء من (1301هـ... 1400هـ) المطبوع من قبل نادي الشرقية الأدبي عام 1421هـ .
وقد مهد في صدر رسالته عن (النثر) قبل الشعر (عنوان الرسالة) في حديثه عن الحياة العلمية والثقافية، لا سيما منها (الأديبة). يقول أبو سعود في المحور الثاني للنثر (المقالة) بعد حديثه عن التأليف والرسائل، وقبيل تناوله القصة:
(... ففي المقالة الاجتماعية.. برز عبد الله الشباط باهتماماته بمشكلات المجتمع، وقد حفلت جريدته الخليج العربي ثم جريدة اليوم فيما بعد بكثير من مقالاته الجيدة..) ونوه عنه في المحور الخامس (النقد) بعد حديثه عمن سبقوه من النقاد أمثال (ابن الرومي الأحسائي) وهو الشيخ عبد الله بن محمد الرومي (أبوجبريل) و(ابن زيدون الأحسائي) وهو الشيخ أحمد بن راشد المبارك (وهو غير صاحب الأحدية) وغيرهم ممن اثروا صحف الخليج كالبحرين منذ عام 1460هـ (قبل 65 سنة) يقول الحليبي عن الشباط في هذا الجانب ص 58: (... ومنذ منتصف العقد الثامن من القرن الرابع عشر الهجري بدأ آخرون مشاركتهم الأدبية في صحف المملكة، منهم عبد الله الشباط الذي ركز في مقالاته على الأدب في الخليج العربي، ويعنى في نقده بالتعريف بالشخصيات الأدباء مبرزاً أهم خصائصهم الفنية دون إيغال في الدراسة، او تحليل للشعر، أو محاولة للتقويم إلا ما قلَّ....).
ولأستاذنا الشباط حضور كبير في المناسبات، فقد التقيناه في عدة محاضرات في (إثنينة النعيم الثقافية بالهفوف) هذا العام وقبله.. آخرها حضوره في محاضرة الأديب الصحفي حماد السالمي عن السدود في الطائف برفقة نديمه الأديب الكبير العميق أستاذنا عبد الرحمن المعمر في محاضرة عن غزل الشعراء بالطائف التي ألقاها السالمي في أحدية المبارك.
كما كان الشباط من أوائل الحضور في تكريم أسرة المغلوث لأديبنا الكبير الخِنْذِيذ الشيخ ابن عقيل الظاهري في مزرعتهم (الأحمدية) وبعدها تم احتفاؤهم بالراوي محمد الشرهان، وقبل ذلك تكريم الفقيه واللغوي والأديب الشاعر عبد الرحمن بن أبي بكر الملا رحمه الله الذي قضى أكثر من نصف عمره (60 سنة) في مكة، فأصبح من كبار شعراء المدرسة الصولتية وخطبائها المتميزين كما لا أزال أتذكر شباطنا في المخيم التكريمي الرائع للأديب حمد القاضي (عضو مجلس الشورى) برعاية الفقيه الخطيب الشيخ عدنان العَفَالق (راعي ثلاثائية الأحساء) في مدينة المبرز (ثاني أكبر مدينة احسائية) تعج بأمجاد العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين.
أكتفي بهذا، وإلى لقاء قريب آخر مع شخصية فذة أنبتتها لنا هذه البلاد الطيبة (بلاد الحرمين) حرسها الله.. وبالله التوفيق.


* مشرف تربوي بتعليم الأحساء، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، مستشار إثنينية الأحساء وموثق فعالياتها شعراً، فائز بجائزة راشد بن حميد بالإمارات

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved