الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

تكريمٌ لكل مثقف ومفكر
عبد الرحمن عبدالكريم العبيّد *
نجتمع اليوم في هذا الصرح الثقافي يحدونا أمل ويدفعنا فكر ويثيرنا مبدأ وتحفزنا حقيقة، ويتلخص ذلك كله في همسة وفاء ونبضة عطاء.
أما همسة الوفاء فمن راعي هذه الاحتفالية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز الذي أناب عنه سعادة الأستاذ سعد العثمان مواصلاً دعمه ومؤازرته للأدب والأدباء.
وأما نبضة العطاء فمن الرئاسة العامة التي أنابت عنها سعادة الأستاذ ابراهيم الوزان مؤيدة للنادي الأدبي في اختياره وتكريمه لوجوه الأدب والثقافة في المنطقة، ولسان حال الجميع يقول: جئنا لنؤكد مبدأ ونسجل حقيقة وندعو إلى فكره.. أما المبدأ فيعني تلاحم الفكر مع الإيمان لأن الفكر بدون إيمان يصبح عبئا ثقيلاً على صاحبه وعلى الأمة بأثرها.. وأما الحقيقة فإن الدولة ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإدارات التي تقع تحت إشرافها معنية بتكريم الأدباء انطلاقا من مسؤوليتها في تنمية الثقافة وتوعية المجتمع.
وأما الفكرة فتعني أن تكريم هذه النخبة الخيرة من أبناء الوطن هو تكريم لكل الأدباء لكل المبدعين في منطقتنا الحبيبة.
إن العمل الجيد يفرض نفسه سواء كان لرجل أو امرأة.
أيها الإخوة رُبّ سائل يسأل.. لماذا وقع الاختيار على المكرمين هذه الليلة؟
وللإجابة على هذا السؤال لابد من الإشارة إلى أن النادي وقف طويلاً عند هذا السؤال؛ فقد وجدنا أنفسنا أمام قائمة طويلة من الأسماء التي تستحق التكريم واستعنا في محاولة للإجابة بلجنة تم تشكيلها من عدة جهات من شخصيات أكاديمية وأدبية بما في ذلك أقسام الدراسات العربية في جامعات المنطقة وكلياتها ضمت أعضاء من جامعة الملك فيصل وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكلية المعلمين ومؤسسة دار اليوم للصحافة والنادي الأدبي.
وقد اختارت اللجنة الأستاذ عبدالله أحمد الشباط عرفانا بدوره وكونه واحداً من الرعيل الأول الذي بدأ رحلة الكلمة في هذه المنطقة في وقت مبكر كان المفكر والأديب أشبه بمن ينحت الصخر بأظافره، لذلك فإن تكريمه تكريم لكل أديب حمل القلم واستنار بنور الإيمان وشق طريقه في غابات الإبداع، بل هو تكريم لكل مثقف ومفكر، كتب المقالة وأنشأ الدراسة.. واستحساناً لما طرح من آراء تدعو إلى أن يكون للمرأة حصتها من التكريم؛ فقد اختارت اللجنة الأديبة قماشة بنت عبدالرحمن العليان التي تميزت بالعديد من مشاركاتها الفاعلة في المسيرة الأدبية داخل المملكة وخارجها.. إضافة إلى إبداعاتها التي تميزت في مجال القصة والرواية كما ان مضمون هذه الاصدارات ومعالجاتها للمشكلات الأسرية ووضع الحلول لها في إطار نظرة الإسلام للإنسان والكون والحياة جاء مبرراً لنيل هذا التكريم ودليلاً كافيا لاختيارها وقد وافق ذلك رغبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي لفتت مشاركات أ.قماشة العليان انتباهها فصدر توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بتكريمها في أول مناسبة، وكان ذلك دليلاً على حسن الاختيار وعلامة من علامات التوفيق.. ولا غرابة في ذلك أيها الإخوة فالمرأة السعودية بفضل الله قطعت مرحلة جيدة في حقل العلم والأدب وقامت بأعمال نافعة قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
أيها الإخوة: أقول هذه الحقيقة.. إن تكريم أديب لهو تكريم للأدباء يشجع على الإجادة والاتقان ومواصلة المسيرة والاعتراف بحق الرواد في مجال الفكر والثقافة والأدب، ومما لاشك فيه ان تكريم النابغين دليل أيضا على نبوغ الأمة.
وباسم لجنة التكريم وباسمي شخصيا أقول لكل من الاستاذ الشباط والأديبة قماشة العليان: سيروا على بركة الله فرحلة الكلمة طويلة وعبقرية اللغة شامخة وهاهو الوطن في شخص راعي هذه الاحتفالية سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة ونائبه وفي شخص سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه وبمبادرة من النادي وأعضائه يردون لكم التحية باقة عطرة وصفحة متألقة في كتاب التميز الثقافي والأدبي؛ ليتخذوا من التكريم حافزاً جديداً لمضاعفة الجهد فيما يخدم الدين والأمة والوطن وبهمة عالية مدادها التقدير والعرفان وأليجها الولاء والوفاء.. الولاء لهذا الوطن والوفاء لأبنائه المخلصين.


* ألقيت الكلمة في حفل تكريم أ.عبدالله أحمد الشباط والأديبة قماشة بنت عبدالرحمن العليان.

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved