الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

الشباط وإنصاف المبدعين المبتعدين!!
(إطلالة قصيرة على كتاب أدباء وأديبات من الخليج العربي)
أحمد بن خالد العبد القادر *
ليس جديراً بمثلي أن يهفو بكلام عن رجل أثبت فكره من خلال منطقه وأدبه، فضلاً على أن أطل عبر إحدى مؤلفاته وأحاكي عن طريقها، ولكنه حق التلميذ من معلمه أن يتعملق من قزامته، ويفاخر بأستاذه أمام الآخرين، وأزعم أنه أستاذي من خلال القراءة المتأنية في مؤلفاته وسطور ما تبدعه أنامله من مقالات وآراء، فأنا تلميذ في مدرسته الحرفية الأدبية، وفي مدارات ورشته الفكرية، وإنه وإن كان عتيق الزمان يحمل في نفسه عبق الماضي، إلا أنه يظل متوقد الخيال، يرفل بغزارة ثقافته، سابحاً في بحر عميق من الأفكار، قبل أن يصطاد محارة مبطنة بلؤلؤة ثمينة مشعة وبراقة، هي عصارة فكره يجوب حولها ويلتقطها بفكر صاف وعزيمة مذهلة، ليقدم للمتطلعين تلك اللؤلؤة في عقود براقة من لآلئ منضودة، تضفي الهيبة والإبداع على محيطها الأخاذ، ذلكم هو الصياد الحاذق وأستاذنا البارق والأديب المهيب الأستاذ عبد الله الشباط، فكر متألق ونتاج هائل متدفق وإثراء خلال مسيرة حياتية ممتعة ومتألقة من التواصل مع القراء والمتطلعين عبر دبج المقالات وتأليف الكتب وإعداد الموسوعات الأدبية، والتي تستحق كل منها وقفة وقراءة متأنية وتجلب شعوراً بالجهود المضنية التي بذلها في سبيل تسلل النور إلى هذه الورقات عند العيش في مروجها اليانعة، هي مسيرة حافلة مفعمة بالنجاح والإخلاص للأدب العربي وإثراء جوانبه المتشعبة في موضوعات كثيرة وغزيرة، وليسمح لي القارئ أن أطرق باب إحداها لأخوض في بعض جوانبها وأسلط الأضواء على جنب من جنباتها النفيسة، كتاب استحق جهود السنين، وهو يجمع في أعلامه وتأريخهم وجوانب من أدبهم، هذا الكتاب التوثيقي الزاخر بأعلام الأدب من الخليج العربي، كتاب تأريخي وأدبي هو موسوعة شاملة بحق، استحقت أن تبصر النور وأن تطل على الآخرين بجواهرها المكنونة، وقد تألقت دون أن يحجبها الظلام والإهمال عن بث سطوعها، فكان الأستاذ عبد الله الشباط حاضراً برصانته المعهودة وكلماته المعدودة في سطور كتابه، وقد تكفل هذا العمل الجد والكد لتزيح غبار الانقطاع عنهم ولتسلط الأضواء عليهم، فتمشق لهم الأقلام وتشرئب من بديع روائعهم الأذهان، سفره الأنيق الموسوم ب(أدباء وأديبات من الخليج العربي)، ولكم تمنيت أن تسطر فوق عنوان الكتاب عبارة أنيقة تحمل مسمى (موسوعة أدباء الخليج)، لما حوى بين دفتيه من الأعلام الفطاحل المسطرين لأنوار من إبداعاتهم، والذين بدوا كشهب منيرة في ظلماء السماء، وكانت كلماتهم نجوماً انتشرت على تلك الرقعة الممتدة فوقنا، وهو بهذا المنتج الزاخر منصف باهر، فأشار إلى الأديبات اللاتي تعج بهن ساحة الأدب، وتفخر بمثيلاتهن وبنتاجهن الفكري والأدبي، وهو بذلك يؤكد نظرة الإنصاف والتي لا بد أن يبرهنها الباحث والمؤلف من خلال سطور مؤلفه الذي يقدمه إلى القراء والناهمين للأدب والشغوفين بالسباحة في تياره.
وقد أراد أن يقدم مادة دسمة ثرية، لا تكون بحتة التاريخ، بل طعمها بجواهر من نتاج الأعلام، وبتعليقات موجزة ومتدفقة تنم عن ذائقة أدبية، وترغب القارئ في إعادة مطالعة النصوص المطروحة، لعله يلمح ما تمكن الأديب الحصيف من اصطياده، وما يزيد من جماليات هذا المؤلف الموسوعي الإنصاف الشاهق لرموز أدبية طمرت عن الأعين وغابت عن الأذهان، فأعادت القراءة في سطور الكتاب الذاكرة بأمجاد السالفين من المبدعين، ونصب كتابه كرمز تخليدي لهم، وكلما تكاثر غبار النسيان أسهمت طي الصفحات أن يرفع عنه غشاوة النسيان عبر الأزمان، ويجدد العهد بنتاجهم الرنان وليس ذلك وحسب بل إنصاف الكبار مفخرة يشار إليها بالبنان، فقد أشار أستاذنا الشباط في سفره الجذاب إلى عدد من الأدباء كانوا وقت إبصار الكتاب للنور من مكامن المبدعين، والواضعين خطاهم ابتداءً في ساحة الإبداع الأدبي، إلا أن مكانهم آنذاك في المهد لم يؤخره أن يلحقهم بالركب، ويشير إليهم ويسابق الزمن في الإشادة بهم والتنبؤ بثرائهم الذي بدا ظاهراً مكشوفاً للآخرين، وهو ما يؤكد النظرة البعيدة التي يملكها أستاذنا المخضرم ومدى صوابها وإنفاذ سهمها في صميم النجاح.
إن الأستاذ عبد الله الشباط رمز أدبي كبير، يحق لنا أن نباهي ونفاخر به أمام الجميع، وأن نحتفي به في مجالسنا ومواطن حديثنا بعد أن تسابق الجميع في الإشادة بنتاجه وسطوعه الحاني بين الفينة والأخرى على المشاهدين، وكان عظيم الفخر لي أن التقيت أستاذي عبد الله الشباط في ملتقى إثنينية النعيم الأدبي، وحظيت بمصافحته والحديث معه قليلاً، وهو تواضع جم يتسيد خطاه مع الآخرين.
وقبل أن أحط الستار أهدي لأستاذي هذه الأبيات على لسان الشاعر عبدالله العويد:
مرحباً عبد الله آل شباط
دمت خلاً تحفك الألمعية
في المشاهير قد تجليت نجماً
لك في الفكر صولة قلمية
ودمتم في خير...


* الأحساء

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved