الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th May,2005 العدد : 108

الأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

وميض
قيِّموا بينالي الشارقة
عبد الرحمن السليمان
أصدر بينالي الشارقة الدولي في دورته الأخيرة (السابعة) دليلا ضخماً حمل الكثير من الصور التي تقرب الأعمال المقدمة في البينالي لمتصفحه، لكن الواقع غير ذلك، فالأعمال تراوحت بين العروض السينمائية وعروض الفيديو و(d.v.d)، والعروض التركيبية والصور الضوئية وغيرها؛ مما تحتمله صيغ التجريب والحداثة الفنية التي قبلت كل شيء، وتوارت كما أسلفت اللوحات المرسومة بكل أشكالها، إن لم تكن قد أبعدت على الأقل في الدورتين الأخيرتين، كما وغابت المنحوتة. حل محل ذلك ما يقابل سينما الواقع وأقرب له ما سمي ب(ستار أكاديمي) ولعل كل ذلك خروج إلى معاينة مباشرة لأحداث أو وقائع يمكن للفنان أن يسهم في تصويرها أو تصورها، ولكن بطرق مغايرة عما ألفناه عندما يتناول الفنان فكرته بألوان الزيت أو الاكريلك أو غيرها من الخامات الفنية المتاحة والتي تأسس عليها الفن العربي والفن في العالم كله، مع هذا التحول المتسارع في صيغة البينالي والتي أراد القائمون كما بدا تمييز البينالي بها قد مرت على بعض التجارب خلال فترات معينة لكنها شهدت تراجعاً ولو جزئياً في هذا التوجه الذي تم معه تهميش الكثير من الإنجازات الهامة في تاريخية الفن المعاصر. أرى أن هذا التحول في فنون بعض الأقطار أو الفنانين أنفسهم له العديد من الأسباب ومن بينها الإحساس انه تم الوصول إلى نقاط نهائية مع عالم اللوحة أو المنحوتة، وهو فهم لا يفترض أن نتبناه إلى هذا الحد من التعميم الذي اكتفى معه البينالي بهذه الصيغة الجديدة والتي قد يتحمس لها بعض ممارسي الفن أو متعاطيه.
العمل الفني الجديد لا يكتفي بأن يكون مبدعه رساما أو ملونا بقدر قدرته على أن يكون مصوِّرا فوتوغرافياً محترفاً ومخرجاً سينمائياً ومهندساً للديكور، أو مهندساً معمارياً أو غير ذلك وبالتالي قد يتطلب الأمر عملاً يشترك فيه عدة أشخاص متعددي الاهتمامات والمواهب، ربما هو ما جعل من بينالي فينيسيا يمنح مصر في إحدى دوراته جائزة أفضل جناح وهو الذي اشترك فيه ثلاثة من الفنانين (رسام ونحات ومهندس معماري) وهم حمدي عطية وأكرم المجدوب ومدحت شفيق.
العمل الفني الجديد في الشارقة ربما كان جزءا من هذا المشروع التشكيلي الجديد الذي أرادت به كبينالي التميز أو الاختلاف عن غيره لكننا أيضا نجد قدراً كبيراً من الاستعاة الفنية التي غيبت الكثير من الإنجازات المعروفة ومعها أصبح البينالي لفئة عمرية أقرب إلى التحديد، وان تم تطعيمها ببعض الأسماء الأكبر سنا، وقد أشرت إلى هذا في الزاوية السابقة، اختار البينالي لدورته السابعة (الانتماء) محوراً تحركت فيه أعمال العرض ومن خلال هذا العنوان (يرصد التطورات التي حدثت على صعيد الفنون البصرية المعاصرة والتبدلات العميقة التي طرأت على مفهوم الفن وبنيته النظرية، ويتابع إسهامات المنطقة في مجريات المشهد الإبداعي..).
مضيفاً في بروشور باسم دليل الزائر (يثري تنوع الخلفيات الثقافية والتجارب الفنية التي يمثلها الفنانون المشاركون موضوع الانتماء برؤى بصرية معاصرة تحاول تعميق الأسئلة الكونية المسكونة بالحلم الإنساني الأشمل (البينالي في عمومه عبر عن توجه القيمين عليه فالقيم العام جاك برسكيان) لديه اهتمام في المجال السينمائي حيث شارك مع نخبة من منتجي الأفلام الفلسطينيين في انتاج مجموعة من الأفلام القصيرة.
أما تيرداد ذو القدر وهو قيم مشارك له (نشاطات في مجال الإنتاج السينمائي الوثائقي واخرج الفيلم الحائز على مجموعة جوائز طهران 1380 ويعمل على عمل وثائقي يحمل اسم (الافتتاح المبدئي) وهو تجربة مصورة حول مرحلة ما بعد اللينينية في شيراز، القيمون على البينالي وهم ثلاثة، واحد منهم هو (كين لوم) هو الذي مارس الفن وكما قالت إحدى النشرات الإعلامية: إن أعماله حظيت بحضور قوي في مجموعة من البيناليات العالمية.
من هنا ربما يتبين مقدار التوجه الذي اصطبغ بالبينالي في هذه الدورة.


solimanart@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved