ويح الضباع النابشات قبورها |
في ليلها.. فالشمس كادت تشرق |
المارد الجبار كان مُكبّلاً |
بقيوده وهو العشيّةَ.. مُطْلَق |
إني لأعجب باليراع وأشتهي |
ثمراته وأقوم في محرابه |
وأحب صاحبه وأرفع قدره |
في فكره وشعوره وكتابه |
لكنه حُبُّ البعيد.. فربّما |
أشقى المحبَّ القربُ من أحبابه |
ولربّما ذهبت بسحر خياله |
في النفس.. لقياه وفصل خطابه |
يا شقائي الذي تشعُّ معاني |
ه بقلبي.. فتستضيء رحابه |
أنت رغم الجوى حبيبٌ فما يع |
مرُ قلب الشقيِّ إلا خرابه |
ليس سعدي فيما يرى الناس لكن |
هو سعدي.. فيما يعزُّ طلابه |
كلُّهم ظامئ لهيفٌ إلى الماء |
وحبي.. وإن ظمئت.. سرابه |
يا جميلاً أعماه عن رؤية الحقِّ |
جمالٌ في جسمه الفتّان |
إن هذا الجمال.. لو كنت تدري |
ليس إلا في جِلدك الأملداني |
والذي تحته سواء إذا النف |
س أطلت إليه.. و العينان |
ليس في الهيكل النضير افتخارٌ |
حين لا ينطوي على الإنسان |
جذبته إلى الحضيض المقادي |
ر.. فما عاف في الحضيض المقاما |
ليس كل الحضيض يخزي قد ير |
فع بعض الحضيض للناس هاما |
إنما الخزي في السنام إذا كا |
ن اتضاعي يُهدي إليّ السَّناما.. |
ما أحطَّ الأنام حين يهونون |
ولو أنهم تخطّوا الغَماما |
أصبيَّتي الحسناء لا تتعلّقي |
بعجوزك الذاوي.. ولا بقصيده |
أنت الربيع نضارةً بغصونه |
وهو الخريف جهامةً بجريده |
هذا الشباب وقد تألق بالصِّبا |
بيديك حلو طريفه وتليده |
لا تحفلي بهواه فهو وساوسٌ |
من بعض ذكراه وبعض نشيده |
يا صبوة الأحرار إنك صبوةٌ |
تخفى مقاصدها على الأغرار |
ليست بواعثها الجمال وسحره |
فلقد تكون بواعثَ الأخطار |
ولقد تميل عن الجنان وظلِّها |
لتعيش بين موارجٍ من نار |
كُفُّوا الملام عن العميد فإنّه |
يصلى الجحيم ولا ينوء بعار |