الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th June,2003 العدد : 18

الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

ضربتُ من الأمثال ما لو ضربتُه لصخر لجاش الصخر بالماء صافيا
وربما ضرَّ بعض الناس صبرهم على التأني وكان العزم لو عجلوا
ملف خاص: محمد حسن فقي: الحزن.. والجمال..!

جاء في كتاب "شعراء الحجاز في العصر الحديث" لعبد السلام طاهر الساسي: "ولد بمكة المكرمة بتاريخ 27 ذي القعدة 1331هـ، واتم معلوماته بمدرسة الفلاح بمكة الى ان عين بها استاذا، ثم وكل اليه امر تحرير جريدة "صوت الحجاز". ثم التحق بالحكومة، فتقلب في وظائف بوزارة المالية الى ان عين مديرا لمكاتب وزارة المالية بجدة".
وجاء في "وحي الصحراء" ص 341: "ولد بمكة عام 1330.. الفلاح.. تخرج فيها عام 1348هـ فعين استاذا بها حتى اوائل عام 1351هـ، اذ وكل اليه امر تحرير جريدة "صوت الحجاز" وبعد ستة شهور استقال منها والتحق بوزارة المالية، فعين كاتبا للمقاولات، واشتغل بتحرير جريدة "صوت الحجاز" طيلة عام 1354هـ مع وظيفته".
عن كتاب "معجم المطبوعات العربية في المملكة العربية السعودية" تأليف علي جواد الطاهر.
وجاء في "المنهل" الخاص بأدباء المملكة: بعد ان اكد ما جاء في كتاب الساسي "قضى شطرا كبيرا من حياته متنقلا في وظائف الوزارة المذكورة "المالية، وقد طلبه اليها الشيخ عبد الله السليمان، الى ان بلغ منصب المدير العام.
ثم عين سفيرا.. في اندونيسيا ايام مؤتمر باندونغ، ثم نائبا لرئيس المراقبة العامة لحسابات الدولة..، ثم طلب الاحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة".
وجاء في كتاب "فكرة اليوم" الذي اصدرته وزارة الاعلام انه: "ولد بمكة في 17 ذي القعدة سنة 1332هـ ونشأ فيها، درس في مدرسة الفلاح بمكة ثم في مدرسة الفلاح بجدة، عين وزيرا مفوضا في اندونيسيا، شارك في مؤتمر باندونغ.. اسند اليه مؤخرا منصب المدير العام لمؤسسة جريدة البلاد".
تحدث عن نفسه وهو مدير عام مؤسسة البلاد الصحفية الى جريدة "المدينة" في 21384/6/4 = 30 اكتوبر 1964م قال: "ولدت في مكة المكرمة في 17 ذي القعدة عام 1332هـ، وكانت دراستي الاولى في مدرسة الفلاح، ثم هاجرت العائلة الى جدة، فالتحقت بمدرسة الفلاح وعندما عادت الى مكة، اكملت دراستي بمدرسة الفلاح بمكة، وعينت بعد تخرجي مدرسا للادب العربي والجغرافيا الى جانب انشغالي بالصحافة وحبي للادب حتى انني كنت اعتبر من اسرة جريدة "صوت الحجاز".
وحدث ان كانت البلاد تعيش في جو خاص، وفي ظروف خاصة، فاستدعاني المرحوم فؤاد حمزة، وكان وكيلا لوزارة الخارجية، ومعالي الشيخ محمد سرور الصبان، وكلفاني برئاسة تحرير جريدة "صوت الحجاز"، وكان صاحب امتيازها الشيخ محمد صالح نصيف،.. فعملت رئيسا للتحرير قرابة ستة اشهر، ثم استدعاني معالي الشيخ عبد الله السليمان وكان آنذاك وزيرا للمالية وطلب مني العمل في وزارة المالية وذلك في 17 رمضان 1352هـ محررا اول، ثم مديرا لشعبة المقاولات ثم مساعدا لرئيس قلم التحرير، ثم رئيسا لقلم التحرير ثم مفتشا عاما، مساعدا للوزارة، ثم رئيسا لديوان الادارات العامة، ثم مديرا عاما لمكاتب الوزارة في جدة، ثم مفتشا عاما، ثم خبيرا ماليا.. ثم مدير عام الوزارة.
ومنه يتضح انني قضيت زهرة شبابي في وزارة المالية زهاء ثلاثة وعشرين عاما، ثم عينت سفيرا مفوضا للمملكة في اندونيسيا، ثم نائبا لرئيس ديوان المراقبة العام.. ثم طلبت التقاعد.. واخلدت الى السكينة.. فمنذ الصغر كنت ميالا الى الادب.. شجعني والدي.. انني محتفظ بما نظمت في باكورة شبابي في مجلد اعتز به، واجد فيه دائما تطوري النفسي، عالجت كتابة القصة في "صوت الحجاز" ثم صرفتني الصوارف، كنت اكتب تحت اسم: ابن جلا.
لدي مجموعة من الكتب جاهزة للطبع تربو على العشرة، اذكر منها.. ترجمة لحياتي، على نهج كتاب الايام لطه حسين. والفلك يدور، وهذه مصر، ونظرات في المجتمع والحياة.. وغيرها بالاضافة الى اربعة دواوين جاهزة، كذلك لدي مجموعة من البحوث والمقالات تقع في مجلدين، اذا تفرغت لهما انشرهما".
قال عن نفسه في جريدة "البلاد" "11/7/1384هـ": ".. في مستهل حياتي الادبية كنت منصرفا فيما عدا السفر الى قراءة القصة طويلها وقصيرها.. وكنت اتتبع غرر عباقرتها بلهفة وشغف واستمتاع.. وكنت أؤثر القصة الروسية والافرنسية بوجه خاص، لبساطتها وصراحتها ولاستكناهها الخلجات النفسية.. فالنفس البشرية هي هي في الغرب والشرق .. وفي الشمال والجنوب.
كنت اقرأ لتشيكوف وترجنيف وتولستوي ومكسيم جوركي، كما كنت اقرأ لاميل زولا وجي دي موباسان وجان جاك روسو، وشاتوبريان وموسيه وفكتور هوجو واضرابهم.. القصة اروع الوان الادب واعظمه تأثيرا وتجاوبا مع النفوس".
وقال هو اذ كتب "بقلمه": "ولدت بمكة المكرمة في اواخر شهر ذي القعدة عام 32هـ وبالتحديد يوم 17 من هذا الشهر، هاجرت الاسرة كلها الى جدة لسفر والدي الى اندونيسيا، فأدخلوني وانا في السادسة من عمري الى المجتمع الاخضر"؟" التابع لمدرسة فلاح جدة او التحضيري لها، وتخرجت منه الى المدرسة واستمرت دراستي بها الى نهاية السنة الثانية، ولما عاد الوالد من رحلته عدنا الى مكة والتحقت بمدرسة الفلاح بها حتى تخرجت "فيها" ومكثت عاما واحدا استاذ املاء في العربي والتاريخ والجغرافيا، وكنت وانا اكتب بجريدة "صوت الحجاز" ككاتب ناشىء، ثم رأست تحريرها لفترة قصيرة وانتقلت بعدها الى العمل بوزارة المالية حتى اصبحت مديرا عاما لها، ثم انتقلت الى اندونيسيا سفيرا للمملكة في عهد الملك سعود.. و... الملك فيصل، وعدت من هناك لاعمل بناء على امر الملك فيصل نائبا لرئيس ديوان المراقبة حين تأسيسه الذي شاركت فيه، ثم استقلت بعد عدة سنوات لاتفرغ الى اعمالي الخاصة وانتخبت كأول مدير عام لمؤسسة البلاد ثم استقلت لاسباب صحية.
هذه خلاصة موجزة لترجمة حياتي، وكما يظهر منها فهي ترجمة عادية لشخص عادي.. ينظر ادناه فيلسوف.
كنا نود لو حدثنا قليلا عن حياته الادبية وعن شعره.. ولكنه لم يفعل وكأنه يضع الشعر من حياته موضع "الكمالي"، والرجل هو المهم في الحياة ثم يأتي الشاعر، او ان الشعر امر يخصه وحده.. والا فلماذا؟
لمحمد حسن فقي مكانة مرموقة في ادب بلاده، وقد كتب ونظم مبكرا الا انه لفت النظر على وجه الخصوص فيما نشر من مطولات تكاد تكون اسبوعية في جريدة "المدينة" خلال سنوات من العقد التاسع الهجري من هذا القرن.
وكانت قصائده من نفس واحد، تميل الى التأمل في الحياة والكون والجمال في نظرة مترفة وراءها ما يقلقها..
ونشر الى جوار القصائد.. يوميات بشكل رباعيات، اي مقطوعات من اربعة ابيات كان نفسه فيها كلها واحدا كذلك.
انه يستلهم تجربة واحدة لابد من ان تكون قاسية، او انه رآها على درجة عالية من القساوة بمقتضى رهافة في الحس، ونقاوة في النفس، وعزة في الخلق، وترفع عن الشكوى المباشرة يستلهمها ولا يحددها او يصرح بها، وفي هذا سر لديمومتها، وسر لغموض جوانبها على القارىء والسامع.
الشاعر لا يمل التكرار لانه يرد عليه بصورة مختلفة، والقارىء لا يسأم المواترة لأنه لا يحس بها ولا يفطن اليها.
وتبقى تجربة انسانية، ولا يبعد ان يكون لقراءاته الاولى في القصة العالمية اثرها في الفكر والبناء.
ولم يسارع الفقي الى طبع آثاره على يسر حاله، وحبه للحياة الادبية وتأليفه عدة كتب، ذكر منها "المنهل": "نظرات وافكار في المجتمع والحياة في جزءين" هذه هي مصر "جزء واحد"، فيلسوف "مجلد واحد"، "مذكرات وافكار حول الحياة والاجيال"، ترجمة حياة "جزءين" على غرار الايام لطه حسين، مجموعة قصصية "في جزءين" بحوث اسلامية: الرق الطلاق تعدد الزوجات "مجلد واحد"، ملحمة شعرية: في رحاب الاولمب".
من شعره الاول مختارات في "وحي الصحراء" و"شعراء الحجاز" للساسي.
يؤلف مجموع شعره قدرا كبيرا ذكر "المنهل" الخاص سنة 1386 1966م، انه ستة مجلدات مخطوطة وليس في ذلك غرابة او مبالغة قال بكري "ص 211": "زرت الشاعر في منزله بجدة، فأطلعني على ستة دواوين مطبوعة على الآلة الكاتبة يعتزم اصدارها".
نشر منها مجلدا واحدا ابان نشاطه الذي اشرنا اليه.
1 "قدر.. ورجل": اصدرته الدار السعودية، "جدة" عام 1386هـ 1967م "والمعروف ان الدار تطبع في لبنان".
تقدمه "دراسة وتحليل" للاستاذ عبد العزيز الربيع، مدير التعليم في المدينة المنورة، جاء في مفتتحها: "نفس تبحث عن نورها".. ذلك هو في رأيي مفتاح شخصية شاعرنا الكبير السيد محمد حسن فقي".. استغرقت من 5 101 وما احسبه وقع على المفتاح، وسيظل الصندوق مقفلا، وقد يكون المفتاح في تجربة حب هي غير اعتيادية، وهو غير ممكن، فاذا كانت التجارب الاخرى في الحياة ومع الناس وخلال الكتب، استحال المجموع مزيجا من الفكر العاطفي او العاطفة المفكرة ذوبا خلال الحرف مصورا وهو يرتفع ولا يحلق، الى المدى الذي يريده، ولكنه لا ينحط، ثم يبدأ الديوان.. وينتهي 378 382.
الطباعة أنيقة، مصور، مبوب هكذا: من اغوار النفس، عروبة واسلام، امم وشعوب، حبي، في موكب الحياة، مراثي، تأملات.
ولابد من ان يكون هذا الجزء هو الجزء الاول من الديوان الضخم وان لم يكتب عليه: الجزء الاول.
جاء في جريدة "المدينة" عدد 4 ذي القعدة 1387 2 شباط 1968: "الاستاذ الشاعر الكبير محمد حسن فقي يزمع طبع رباعياته وكذلك الجزء الثاني من قدر ورجل".. ولكن متى؟ وتكرر على الاذن سماع الخبر، وما بالرجل حاجة الى مال او جاه.
اذا تجنبته الدراسات فقد يرجع ذاك الى صعوبة الامساك به، والى انه ليس من طلاب الضجة والشهرة المباشرة عن هذه الطريق. قد يكون متواضعا، على الا نبالغ بالتواضع، فالرجل واثق من نفسه، ومن شعره، وله الحق في ذلك، فما طلب ما ليس له، وهو مفكر، وهو يريد هذه الصفة له، وربما ذهب الى ابعد من حدودها.
اذا تجنبته الدراسات اليوم، فهي تتصيده، وتتحين الفرص، ولابد من ان تقتحم عالمه، وتكرر المحاولة، الشاعر ينظر من عل، والدارس يبحث عن المرقى.
اذا تجنبته الدراسات وقل توارد اسمه في الطليعة التي ترد على اللسان او الذهن، فان ذلك راجع اليه حينا والى الالسن والاذهان حينا، ولكنه يظل معدودا معروفا، كبيرا في قطره، ولو خرج عن الحدود الجغرافية لوجد فيه الواقعون عليه طعما خاصا ونمطا متميزا.
قال الفوزان 2/486: "شاعر العمق والاستيطان، يؤمن بفلسفة التشاؤم التي تدفعه الى مواصلة البحث عن كل جديد، تتساوى لديه مصادر الثقافة القديمة والحديث لان شعاره القوة والاصالة في الادب "...".
ليس بامكان كل قارىء ادراك غور مضامين شعره، ولا يتذوق ادبه ويدرك اهدافه من لم يطلع على معاني الطموح والفلسفة والتشاؤم الموجود لدى بعض اعلام الادب العباسي، امثال المتنبي وابي العلاء، وعلى بعض اعلام الثقافة الغربية الحديثة في دعواتهم الى الفلسفة والقوة والتطور، كما هو في آثار شوبنهاور ونتشة وهجو وديكارت، وبعد الاطلاع على فلسفات هؤلاء يسهل فهم أدب شاعر الغربة الروحية في الادب الحجازي".وقال 2/717 ممن كانت آثارهم القصصية محدودة، "قصصه منشورة في مجلة المنهل وصوت الحجاز وغيرهما.. وله مجموعة قصصية قام بجمعها بعد نشرها بالصحف ولم تطبع بعد.
ويستحثه ذات يوم الاستاذ عبد العزيز الرفاعي، على ان يشترك "في المكتبة الصغيرة بشيء" من انتاجه فاستجاب فكان "فيلسوف" الحلقة "32" يوليه 1980م شعبان 1400هـ، 81 ص ص. وكتب في مقدمته يقول: "بعثت اليه بمجموعة، مما استطعت العثور عليه من مقالات كنت انشرها في الصحف المحلية تحت عنوان "فيلسوف".. ولقد بدأت في كتابة هذه المقالات منذ اكثر من عشرين عاما بجريدة "البلاد".. ومنذ سنوات قلائل طلب مني الكثيرون من اصدقائي.. ان اعاود كتابتها فاستجبت لرغباتهم".
يتكون الكتيب من اربعة مقالات تقوم على الحوار في الخير والشر والجمال والعلم والفلسفة.. في "سبيل حياة افضل"، ويقوم الحوار بين الشيخ ومريده الأثير والشيخ والمريد هما واحد، هو الفقي نفسه.. وما يشغل باله، وقل ما يشغل فكره عاطفيا، وعاطفته فكريا.
اما "الاسلوب" فلعله متأثر قليلا او كثيرا بطه حسين، ولكن الفقي يبقي هو هو وكأنه صاحب "قدر ورجل".
ترى متى ينشر الجزء الثاني من ديوانه؟ الكتب الاخرى؟ اخبرني الرفاعي بصدور "الرباعيات" في مجلد واحد، عن الدار السعودية، وقد رأيته في قائمة منشوراتها. وهو مستمر على النظم والنشر محتفظا بنفسه وغزارته، وغموضه الواضح اذا صح التعبير، ويظل مستعصيا على التحديد وكأنه لا يريده.
* عن كتاب "معجم المطبوعات" للدكتور علي جواد الطاهر رحمه الله
حياة
** "تسعون".. "فقي"..
هل نذكره..؟
وهل نتذكرها..؟
ام.. هل اصاب "ذواكرنا" ما اصاب "تاريخنا" "المحبط" المليء "بالجحود".. المتواري في "النسيان"..
** نختار ما نشاء "ذكره".. او "تذكره" .. فمن كان "صحيحا" "مؤثِّرا" اقتعد "مكانه".. ومن آثر "الانزواء" بادرناه بالجفاء..
* هل هؤلاء نحن..؟!!
** حكاية ثقيلة .. بلا شك.. لكنها "ماثلة".. ترمز الى "الصمت" حين يحكم.. والى "الصامتين" عندما يغيبون.
** وفي "الثقافية" هذا الاسبوع ملف متواضع عن "شاعر ام القرى" استاذنا الكبير محمد حسن فقي شفاه الله سعى فيه بصدقه وشفافيته أستاذ الاذاعيين.. المذيع الاول .. بدر كريم.. وسعى معه "الثقافيون".. وكفاهم أن يتذكروا .. ويُذَكِّروا .. فشاعرنا "فقي" صوت لا يمكن ان يسكت..
*الكلمة حياة..
جاء في جريدة "المدينة" عدد 4 ذي القعدة 1387 2 شباط 1968: "الاستاذ الشاعر الكبير محمد حسن فقي يزمع طبع رباعياته وكذلك الجزء الثاني من قدر ورجل".. ولكن متى؟ وتكرر على الاذن سماع الخبر، وما بالرجل حاجة الى مال او جاه.
اذا تجنبته الدراسات فقد يرجع ذاك الى صعوبة الامساك به، والى انه ليس من طلاب الضجة والشهرة المباشرة عن هذه الطريق. قد يكون متواضعا، على الا نبالغ بالتواضع، فالرجل واثق من نفسه، ومن شعره، وله الحق في ذلك، فما طلب ما ليس له، وهو مفكر، وهو يريد هذه الصفة له، وربما ذهب الى ابعد من حدودها.
اذا تجنبته الدراسات اليوم، فهي تتصيده، وتتحين الفرص، ولابد من ان تقتحم عالمه، وتكرر المحاولة، الشاعر ينظر من عل، والدارس يبحث عن المرقى.
اذا تجنبته الدراسات وقل توارد اسمه في الطليعة التي ترد على اللسان او الذهن، فان ذلك راجع اليه حينا والى الالسن والاذهان حينا، ولكنه يظل معدودا معروفا، كبيرا في قطره، ولو خرج عن الحدود الجغرافية لوجد فيه الواقعون عليه طعما خاصا ونمطا متميزا.
قال الفوزان 2/486: "شاعر العمق والاستيطان، يؤمن بفلسفة التشاؤم التي تدفعه الى مواصلة البحث عن كل جديد، تتساوى لديه مصادر الثقافة القديمة والحديث لان شعاره القوة والاصالة في الادب "...".
ليس بامكان كل قارىء ادراك غور مضامين شعره، ولا يتذوق ادبه ويدرك اهدافه من لم يطلع على معاني الطموح والفلسفة والتشاؤم الموجود لدى بعض اعلام الادب العباسي، امثال المتنبي وابي العلاء، وعلى بعض اعلام الثقافة الغربية الحديثة في دعواتهم الى الفلسفة والقوة والتطور، كما هو في آثار شوبنهاور ونتشة وهجو وديكارت، وبعد الاطلاع على فلسفات هؤلاء يسهل فهم أدب شاعر الغربة الروحية في الادب الحجازي".
وقال 2/717 ممن كانت آثارهم القصصية محدودة، "قصصه منشورة في مجلة المنهل وصوت الحجاز وغيرهما.. وله مجموعة قصصية قام بجمعها بعد نشرها بالصحف ولم تطبع بعد.
ويستحثه ذات يوم الاستاذ عبد العزيز الرفاعي، على ان يشترك "في المكتبة الصغيرة بشيء" من انتاجه فاستجاب فكان "فيلسوف" الحلقة "32" يوليه 1980م شعبان 1400هـ، 81 ص ص. وكتب في مقدمته يقول: "بعثت اليه بمجموعة، مما استطعت العثور عليه من مقالات كنت انشرها في الصحف المحلية تحت عنوان "فيلسوف".. ولقد بدأت في كتابة هذه المقالات منذ اكثر من عشرين عاما بجريدة "البلاد".. ومنذ سنوات قلائل طلب مني الكثيرون من اصدقائي.. ان اعاود كتابتها فاستجبت لرغباتهم".
يتكون الكتيب من اربعة مقالات تقوم على الحوار في الخير والشر والجمال والعلم والفلسفة.. في "سبيل حياة افضل"، ويقوم الحوار بين الشيخ ومريده الأثير والشيخ والمريد هما واحد، هو الفقي نفسه.. وما يشغل باله، وقل ما يشغل فكره عاطفيا، وعاطفته فكريا.
اما "الاسلوب" فلعله متأثر قليلا او كثيرا بطه حسين، ولكن الفقي يبقي هو هو وكأنه صاحب "قدر ورجل".
ترى متى ينشر الجزء الثاني من ديوانه؟ الكتب الاخرى؟ اخبرني الرفاعي بصدور "الرباعيات" في مجلد واحد، عن الدار السعودية، وقد رأيته في قائمة منشوراتها. وهو مستمر على النظم والنشر محتفظا بنفسه وغزارته، وغموضه الواضح اذا صح التعبير، ويظل مستعصيا على التحديد وكأنه لا يريده.
+++++++++++++++++++++++++++
* عن كتاب "معجم المطبوعات" للدكتور علي جواد الطاهر رحمه الله
+++++++++++++++++++++++++++
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved