الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 30th June,2003 العدد : 18

الأثنين 30 ,ربيع الآخر 1424

ندوات.. أم جلسات؟
الصالونات الأدبية، هكذا نسميها في مدينة الرياض، أو كذا يريد أصحابها وقد نسميها أيضا نسبة لليوم الذي تقام فيه وكلها أسماء تجاوزية، هذا إذا أردنا أن نحقق في المسميات والمدلولات ذاتها.
في عصور ساحقة من تاريخنا كان الخلفاء وحواشيهم يقيمون تلك الجلسات الأدبية وكان التخصص غير موجود بل الغالب الشعر الذي يتبارون فيه فلعل صاحب مجلس يكتشف شاعرا مجيدا ويهديه إلى الوالي كمدَّاح له وكان ذلك هو الهدف العلوي!!
أما اليوم فهناك مجالس يسميها أصحابها ندوات هكذا تسمى (ندوة فلان أو علان) وإذا نظرت إليها وجدتها بعيدة عن مسمى الندوة ومفهومها لأنها مجرد ما نطلق عليه شعبيا (عزيمة عشاء) لكن تلك العزيمة تعطي (المعزوم) التفرد في الحديث لأنه ربما يكون هناك من هو أولى منه بالحديث لسبق فكري في أية مجال وحفظا لماء وجه (المعزوم) يعطى مكبر الصوت ليتحدث حتى ولو كان عامي الفكر والإلقاء والمنطق معا!
وإذا ألقيت نظرة فاحصة على أغلب من يقيمون تلك الندوات وجدتهم من أصحاب الثراء أو الموارد المالية المكثفة لذلك لا يشترط في الندوة ان يكون (الشيخ) مثقفا أو صاحب فكر، بل من شروطها ان يكون قادرا على إطعام الأفواه التي تأتي إليه للندوة!! لكن الذين نسميهم مثقفين حقاً لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد الواحدة فقط، ولقد أصبحت الندوات اليوم في الرياض خاصة أشبه ما تكون بموضة سبقتها وهي موضة الاستراحات التي شاعت ثم ماعت ومثلها تماما سيكون مآل الندوات التي جاء معظمها نبتة شيطانية زرعها الحب للوجاهة والجاه حتما سوف يختفي أكثرها لأن التاجر لا بد ان يفكر مادياً قبل ان يفكر ذهنيا وثقافيا أيضاً، ولا أخفيكم أني أتوقع ان تغلق تلك الندوات أبوابها قريباً لأن الغرض الاستعراضي الذي أنشئت من أجله قد بلغ محله من التوصيل لا التأصيل، فاشتهرت أسماء عبر ندواتهم وإذا بدأت الشهرة فهذا هو غاية الطموح عند أكثرهم ولا أقول كلهم.
ولكي أبرهن على ما قلته سابقا أطرح عددا من الأسئلة الموجعة التي قد تطعن في خاصرة الفكر ومنها.
ما جدوى معظم تلك الندوات وماذا أنتجت للفكر والقارئ العادي؟؟
الوجوه التي تغشى تلكم الندوات هل هم المثقفون والمبدعون أم مجرد أصحاب عباءات لا غير؟
من هو المتحدث في الندوة وهل هو الأفضل أم هل لديه شيء جديد؟
الوجوه التي نراها في أغلب الندوات هي وجوه مكررة همها الاستماع والبروز فقط.
لماذا لا يكون لدى المفكر والكاتب السعودي ندوة؟؟ أنتم تعرفون السبب وهو ان من اشتغل بالقلم فقد اشتغل في مفازة الفقر!!
أرجو ألا يغضب وضوحي هذا بعض أحبتي المخمليين الذين لديهم ندوات هي مجرد تلميع الصديق والقريب. وأعرف أن موضوعا مثل هذا يجيء بوضوح سوف يجعل أنوفا كثيرة تتورم لكن الله المستعان على ما يأفكون...
محمد أبو حمرا
تم استبدال المفردة العامية (عزيمة) بمفردة ندوة!!
ماذا قدمت الندوات للفكر وللقارئ العادي؟؟
ما مردودها على شحذ الفكر وتبني الناشئة؟
الوجوه هي هي لا تتغير ولا تتكلم!!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved