بلاغة النقيض
|
عندما تبرز المرأة في أي من ميادين الابداع يشير اليها النقاد وغيرهم كظاهرة فريدة يدقون لها الطبول ويحرقون البخور في حماس مهووس يميل بلاغة النقيض الى السكوت عنه وهو كثير الى الحد الذي لا يلفت النظر فهم لا يشعرون بأنهم عبر اثارة ذلك الضجيج إنما يؤكدون على ان المرأة ليس من طبيعتها ولا من طبيعة الأشياء الاقتراب من "تابو" الابداع وامتلاك أسراره والاسهام في اضاءة مساحة ما في فضائه الرحب.
وهم أيضا عندما يدبجون المقالات ويكبلون المديح من خلال مختلف المنابر المبدعة بعينها قد تستحق ذلك أو أكثر، يدركون أو على الأقل جزء منهم إن ما يفعلونه نوع من الكوميديا السوداء التي لا تضحك إلا لأنها تبكي، فقابل آلاف الرجال الذين يحصلون على متابعة ونقد معقولين لأعمالهم وتكون الأحكام، والتقييمات متوازنة وذات معايير ابداعية بحيث في معظمها نجدهم لا يتناولون إلا عملا أو اثنين وبتلك الصورة المضخمة التي تترك آثارا سلبية على المبدعة أولا والقارئ ثانياً والناقد نفسه أخيرا يقابل هذا تجاهل تام في كثير من الأحيان لنتاج مبدعات يمتلكن ليس فقط الشرط الابداعي بل ويدفعن سقف ذلك الشرط الابداعي بل ويدفعن سقف ذلك الشرط الى آفاق أبعد.
أنا هنا لا أومئ الى شمس الظهيرة "هيمنة الرجل" ولكنني أشير الى "السم في الدسم" أو المعايير الفارقة التي تستخدم وسائط الاتصال ووسائل التعبير الثقافي والاعلامي، لتضخ الرياح في أشرعه أما أنها لن تصل أبداً الى البر لأسباب تتعلق بخاماتها أو غيرها أو هي قد وصلت وبجدارة وفي الحالين هي ليست في حاجة الى ذلك الهواء الذي يمنع هو الضوء الى أخريات جديرات به وما أحوجهن اليه.
+++++++++++++++++++++++++++
خالد عمر مرعي
+++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|