مطالعات
فهد المصبح على "الزجاج وحروف النافذة":
نصوص المجموعة برقيات سردية وامضة نحو الماضي
عبدالحفيظ الشمري
|
الكاتب القاص فهد بن أحمد المصبح وبعد تجارب قصصية طويلة يقدم للقارئ من جديد عملاً قصصياً جديداً يسمه بعنوان "الزجاج وحروف النافذة" وهو مجموعة نصوص قصصية قصيرة جداً جاءت على هيئة ومضات وبرقيات سردية تعالج بعض القضايا الاجتماعية فكانت تجربة القاص المصبح في هذا السياق متميزة اذ نجح وبشكل في التقاط هذه المفردات السردية ليوظفها بطريقة مناسبة.
مجموعة القاص المصبح صدرت عن جمعية الثقافة والفنون بالرياض بعد ان تم التعديل عليها لتأخذ شكلها المناسب، حيث جاءت التجربة الأولى لهذا العمل مفتقدة لبعض العناصر الاخراجية التي تم معالجتها.
اللغة بسيطة والأحداث رغم تباعدها ذات بعد تأثيري
"الزجاج وحروف النافذة" اضمامة قصص قصيرة جداً برع الكاتب في التقاطها من حياة المجتمع في منطقة الأحساء، حيث تتوافر في تلك "الأنحاء" عوالم الطبيعة والبساطة والعفوية.. حيث تفوح في اجواء السرد رائحة المكان.. وتومض تلك المزن الذاهبة نحو التاريخ.. فلم يعد بينك وبين القصص أي ستار.. ولكي تصوغ رؤية موحدة مع القصص لا يمكن لك أن تتجاهل تاريخيتها الحميمية.. تلك التي تأسرك بقدر مناسب من عفويتها وارتمائها في أحضان الماضي.
لغة القصص في مجموعة الأستاذ المصبح ودون مواربة تأخذ الجانب السهل غيرالمعقد لترى العبارة وقد اكتست برؤية عفوية جعلت من اللغة أداة تسهم في بلورة الرؤية المكثفة، إذ لا تحتاج أي قصة من قصص المجموعة الى لغة فخمة شارحة إنما الى عبارات وجمل رشيقة من اجل ان تؤدي الجملة دورها الفاعل وهذا بالفعل ما شرع فيه القاص المصبح منذ القصة الأولى "غضب" وما تلاها من قصص أخرى كما في "رحيل" و"البديل" و"الذل".. إلا ان الاضمامة الثانية في المجموعة حروف مبعثرة أخذت جانباً افصاحياً أكثر اتساعاً في استخدام اللغة، وتوسيع مفهوم التعبير وهو ماورد في قصتي "المقص" و"هوس يفترش الحصيرة"، لنرى الكاتب وقد أبدع في وصف حالة الأبطال وهم يؤدون أدواراً إنسانية خالصة دون أن تكون هناك اشكالية في الاقتضاب الذي يرافق حالة السرد لمثل هذه الحكايات المنتقاة. تقع مجموعة القاص فهد المصبح في نحو "56 صفحة" من القطع المتوسط وهي العمل السردي السادس بعد "السيارة البرتقالية" و"للدموع لغة أخرى" و"الآنسة أولين" و"رداء الذاكرة" ورواية "الوصية" في وقت يعد فيه القاص المصبح بعض الأعمال القصصية حيث ينتهج اسلوب الاختصار والتقشف في السرد رغبة منه في التخفيف على القارئ من أجل ان يقبل على العمل خصوصاً وان قصص المصبح حديثها وقديمها تنبع دائماً من قضايا المجتمع ليشكل في سياق سردياته منطلقاً للنقد الاجتماعي وكذلك مناقشة القضايا الإنسانية البسيطة.. تلك التي برع فيها القاص المصبح، وجعلها مشروعاً خاصاً به.
إشارة:
* الزجاج وحروف النافذة "قصص"
* فهد أحمد المصبح
*جمعية الثقافة والفنون بالرياض 1424هـ
* تقع المجموعة في نحو "56 صفحة".
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
